Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
عـالـمـيـة

زرع الرقائق الإلكترونية.. هل يخطط إيلون ماسك لاحتلال أدمغة البشر؟

خلال مقابلة مباشرة في قمة مجلس الرؤساء التنفيذيين في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية يوم الاثنين الماضي، كشف الملياردير ورائد الأعمال الأمريكي إيلون ماسك أن شركته التكنولوجية “نيورالينك” تأمل في أن تبدأ بزرع الرقاقات الإلكترونية في أدمغة البشر اعتباراً من العام المقبل.‏ وأضاف قائلاً: “تعمل الشركة بشكل جيد مع القرود، ونحن في الواقع نجرى الكثير من الاختبارات، لنتأكد فقط أنها آمنة وموثوقة للغاية، ويمكن إزالة الرقاقة من الدماغ بأمان”.

 

 

وفور انتشار تصريحات ماسك الأخيرة والتي تضمنت جملة “أعلم أن هذا يبدو بشكل متزايد وكأنه حلقة من مسلسل Black Mirror”، فُتح باب التساؤلات على مصراعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وانقسم المتابعون إلى قسمين، الأول يرى أن إيلون ماسك يسعى لغزو العقول البشرية واحتلالها، فيما يرى القسم الآخر المؤيد لماسك أن “نيورالينك” بهذه الخطوة تكون قد أحدثت ثورة تقنية غير مسبوقة للربط بين الدماغ والآلة.

لكن ما يغفل عنه البعض، أن إيلون ماسك رائد أعمال ذكي جداً ويعرف جيداً أن نصف الصفقة يكمن في جذب انتباه الجمهور، ولهذا تجده يجيد خلق وتوظيف “الترند” على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الخروج بأفكار وتصريحات غريبة كل فترة من أجل إثارة انتباه الجمهور لما يفعل.

 

 

على أي شيء تعمل “نيورالينك”؟

 

منذ تأسيسها عام 2016 تعمل شركة “نيورالينك” على تطوير شريحة أكبر بقليل من العملة المعدنية ومتصلة بعدد ضخم من الأقطاب الدقيقة للغاية، وذلك للربط بين الدماغ البشري والآلة، وذلك من خلال زرع شرائح في أدمغة البشر المصابين بالشلل، مما يسمح لهم بالتحكم في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية، حيث صُممت الشرائح لمنح الأشخاص القدرة على التواصل بسهولة عبر كتابة النصوص أو تركيب الكلام، بالإضافة لتصفح الويب أو التعبير عن إبداعاتهم من خلال تطبيقات التصوير الفوتوغرافي والفن والكتابة.

 

ووفقاً لماسك، لا يقتصر عمل الشريحة على الربط المباشر بين الدماغ والتكنولوجيا اليومية وحسب، بل يتوسع نحو إمكانات واعدة أخرى بدءاً من مساعدة المصابين بالشلل، مروراً بجمع البيانات الحيوية التي ستحذر من النوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل حدوثها، ووصولاً إلى علاج مجموعة واسعة من الاضطرابات العصبية واستعادة بعض الوظائف الحسية والحركية.

 

وفي تغريدة حديثة له، كتب ماسك: “سيتسارع التقدم عندما يكون لدينا أجهزة في البشر العام المقبل.. يصعب إجراء محادثات دقيقة مع القرود”، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان تصريحاته السابقة حول مدى تمكّن هذه الشرائح من إجراء عمليات مثل التخاطر الفكري والتحكم عبر الدماغ، فضلاً عن تخزين الذكريات.

 

 

ما الذي يريده إيلون ماسك؟

 

منذ العرض الذي قدم خلاله إيلون ماسك آخر ما توصلت إليه شركته “نيورالينك” منتصف عام 2019، انقسم المتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي إلى فريقين أحدهما مؤيد والآخر معارض لما يقوم به ماسك وشركته، فهناك فريق يرى أن ماسك يُحدث ثورة تقنية من شأنها نقل البشرية إلى عالم “ما بعد الإنسانية”، بينما يتّهمه الفريق الآخر بأنه يتخطى الحواجز الأخلاقية ويُخطِّط لاحتلال أدمغة البشرية على غرار مجموعة أفلام “تيرميناتور”.

 

 

من جانبه يرى ماسك أن هذه التقنية من شأنها أن تقوم بدمج العقول البشرية مع الآلات بالشكل الذي يسمح لتطوير سلاح بشري متطور لمواجهة سيطرة الذكاء الاصطناعي في المستقبل، بالإضافة إلى توسيع كيفية تفاعل البشر مع بعضهم البعض ومع العالم وحتى مع أنفسهم.

 

وفي هذا السياق قال ماسك: “لن تستطيع نيورالينك فجأة تملك الرباط العصبي وتبدأ في السيطرة على أدمغة الناس”. فهو في النهاية يريد تحقيق التعايش مع الذكاء الاصطناعي، كون أن البشر سيتخلفون عن الركب مقابل الذكاء الاصطناعي في المستقبل. ومن ثم، يريد إنشاء تقنية تسمح بالاندماج مع الذكاء الاصطناعي.

 

تجارب سابقة

إن ما يتحدث عنه إيلون ماسك ليس بجديد، بل هو خطوة أخرى على طريق تطور تقنية التكنولوجيا العصبية التي بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، والتي هدفت أيضاً إلى ربط الإنسان بالآلة، وهو الأمر الذي أكد عليه إكس هوداك، رئيس “نيورالينك”، في العرض التقديمي يوم 16 يوليو/تموز 2019 إذ قال: “لم تأت نيورالينك من العدم، هناك تاريخ طويل من البحث الأكاديمي. نحن هنا بالمعنى الأعظم، نبني على أكتاف العمالقة”.

 

 

وإذا عدنا بالزمان إلى الوراء نجد عمليات زراعة القوقعة، التي من خلالها يجمع ميكروفون خارجي الأصوات ومن ثم يعالجها وينقلها كإشارات كهربية إلى العصب السمعي خلف الأذن، الذي يترجم تلك الإشارات إلى أصوات، وبذلك يتمكّن الأصم من السمع مرة أخرى. وهناك تجارب مشابهة اليوم توظّف الكاميرات بالطريقة نفسها ليتمكن فاقدو البصر من الرؤية.

 

 

TRT عربي

زر الذهاب إلى الأعلى