أخــبـار مـحـلـيـة

سامسون التركية..توثيق معلومات 200 ألف طير بمحمية “قزل إرماق” (تقرير)

 

أكمل مركز أبحاث علم الطيور في جامعة “19 مايو” بولاية سامسون شمالي تركيا، تطويق (توثيق معلومات توضع حول العنق) أكثر من 200 ألف طير ضمن محمية دلتا “قزل إرماق” المعروفة باسم “جنة الطيور” في عمل مستمر منذ 2002.

وتعد الطيور المجموعة الحية الأكثر خضوعا للأبحاث بشكل مكثف، بسبب انتشارها على نطاق واسع، وسهولة تتبعها، وإمكانية العثور عليها في جميع أنواع الأنظمة البيئية، ووضع الطوق يكون على شكل حلقة تثبت على رجل الطيور.

وتعبر مسألة هجرة الطيور أيضا من بين المواضيع الأكثر بحثا، وتوفر الأساليب المستخدمة لهذا الغرض والمعلومات التي تم الحصول عليها، بيانات علمية مهمة.

ودلتا “قزل إرماق” عبارة عن مجمع كبير للأراضي الرطبة، أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” في 2016، ضمن قائمتها المؤقتة للتراث العالمي.

*أراضي رطبة

ويبلغ عرض الدلتا 56 ألف هكتار، وتقع ضمن حدود مناطق بافرا و”19 مايو” وآلاجام الإدارية في ولاية صامصون، ومنها تتدفق المياه للبحر الأسود.

وتعد الدلتا التي حافظت على معالمها الطبيعية، أحد الأنظمة الطبيعية المهمة في تركيا بما تحتويه من بحيرات كبيرة وصغيرة عديدة، وحقول القصب، ومروج السهول الفيضية النادرة.

وتصل مساحة الأراضي الرطبة في الدلتا إلى 12 ألف هكتار، فضلا عن أنواع حية متنوعة تعيش فيها.

وجرى تحديد نحو 140 نوعا من الطيور تكاثرت في الدلتا حتى الآن، بما في ذلك نسور البحر، والبجع المتوج، وطيور اللقلق السوداء، وطير المالك الحزين، والزقزاق.

وتتمتع الدلتا بأهمية دولية في علم الطيو في هذا الصدد، حيث يعيش ما يقرب من 100 ألف طائر مائي فيها خلال فصل الشتاء.

*تنوع في الطيور

وتضم المحمية أنواع الطيور المهددة بالانقراض مثل طير الغاق القزم، والنسر الإمبراطوري، والغرنوق، والعوسق الصغير، والإوزة ذات العنق الأحمر، وهي من بين الطيور التي تشاهد في الدلتا.

كما يمكن مشاهدة أنواع مختلفة من الطيور مثل طير الكرز، وطائر البحر الكبير، وطير الكرز ذو الحاجب الأبيض في الدلتا على مدار السنوات العشرين الماضية.

مركز أبحاث علم الطيور يعمل على إجراء دراسات على الطيور منذ عام 2002 من خلال تطويقها لمراقبة تحركات الطيور المهاجرة في المحطة الواقعة في المحمية.

وضمن إطار العمل تم تطويق ما يقرب من 5 آلاف طائر في فترة الخريف من العام الماضي، فيما تتواصل أعمال وضع الحلقات والتطويق في فصل الربيع حيث بدأت في 15 آذار/مارس الماضي وتنتهي في 3 حزيران/يونيو الجاري.

وبفعل الدراسات التي أجريت في منطقة الدلتا تم تطويق أكثر من 200 ألف طائر حتى الآن ومتابعة طرق هجرتها وتحركاتها.

*طرق التطويق

خبير التطويق العامل في المركز دنيز أوغوز، والذي يشارك في الأعمال في الدلتا منذ 8 سنوات، قال للأناضول إنهم قاموا بتطويق ما يقرب من 800 طائر حتى الآن في أعمال التطويق التي تجري في موسم الربيع 2024.

وأضاف أنهم أقاموا شباكا في 50 نقطة حول المحطة في الدلتا، مبينا بالقول “نتعرف أولاً على عمر وجنس الطيور التي يتم اصطيادها في هذه الشباك، وننظر إلى مقدار الدهون الموجودة في الجسم فهذا يقدم لنا المعلومات”.

وبي: “نحصل على بعض المعلومات حول ما إذا كانت الطيور جاهزة للهجرة، ونطلق الطيور مرة أخرى إلى الطبيعة بعد قياس طول أجنحتها وذيلها وقياس وزنها”.

*أهمية الطوق

وفيما يخص أهمية الطوق أو الحلقة قال أوغوز: “تتيح لنا الأطواق معرفة طرق هجرة الطيور المهاجرة ونوع الطيور الموجودة في مناطق مثل الدلتا”.

وبعبارة أخرى تسمح لهم بمعرفة معلومات هامة من مثل المعلومات عن أعداد الطيور، ومتى تأتي الأنواع المهاجرة ومتى تغادر، كما أن ذلك يضمن حماية الأماكن ذات الكثافة العالية لتواجد الطيور مثل الدلتا هذه في الولاية، وفق حديث أوغوز.

وبين بالقول: “يتم تنفيذ أعمال التطويق ووضع الحلقات بتركيا فقط في ولايات أنقرة وقوجا إيلي وأنطاليا وإغدير وصامصون”.

وختم قائلا: “نقوم بتنفيذ أعمال التطويق لمدة إجمالية تبلغ 5 أشهر، نصفها في الخريف، والنصف الآخر في الربيع، ففي العام الماضي تم تطويق نحو 5 آلاف طائر في الخريف”.

وتضم المحمية قرابة 359 نوعا من الطيور، وهي محطة رئيسية للطيور المهاجرة في موسم الربيع، وتمتلك “قزل إرماق” 3 من أصل 4 معايير أوروبية في مجال محميات الطيور.

كما تضم 35 نوعا من الأسماك، و42 من الثدييات، و260 من اللافقاريات، و13 من الزواحف، و12 من البرمائيات، وإلى جانب الحيوانات، تضم “قزل إرماق” 554 صنفاً من النباتات.

 

 

 

 




زر الذهاب إلى الأعلى