Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخــبـار مـحـلـيـة

عبد الرحمن أونن.. عالم تركي يسطّر رحلة نجاح من القرية إلى القمة

بفضل أبحاثه الأكاديمية المتميزة ذات الشهرة العالمية، نجح البروفيسور عبد الرحمن أونن، المدرس بقسم جراحة الأطفال بكلية الطب في جامعة دجلة التركية، في دخول قائمة “أكثر العلماء تأثيرا في العالم لعام 2023”.

وأصبح أونن، المولود في مزرعة متواضعة بمنطقة “ديريك” بولاية ماردين جنوب شرقي تركيا، نموذجا للمثابرة في البحث العلمي إثر دخوله القائمة العالمية.

وأعد باحثون من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا الأمريكية، هذه القائمة بناء على معايير دولية تتضمن عدد الاستشهادات العلمية وبراءات الاختراع ومؤشر مقياس فائدة المؤلفات ( h-index) وتقييم المقالات والاستشهادات الأكاديمية للباحث ( hm-index) وعدد المقالات والنشرات العلمية المتميزة، باستخدام قاعدة بيانات (SCOPUS)، حيث جرى تصنيف العلماء في 22 مجالا علميا و174 تخصصا فرعيا.

ومن تركيا، نجح ألف و518 باحثا في دخول قائمة “العام الأخير”، بينما تمكن ألف و172 باحثا من دخول قائمة “مدى الحياة”، بينهم 11 أكاديميا من جامعة دجلة التركية، على رأسهم البروفيسور أونن، خريج كلية الطب بجامعة إسطنبول.

وبعد تخرجه، تخصص أونن في جراحة الأطفال والمسالك البولية للأطفال، حيث ألّف في هذا الإطار 4 كتب، وأكثر من 150 مقالا علميا حتى الآن، تظهر جميعها قصة نجاح بدأت في مزرعة متواضعة بجنوب شرقي تركيا ليمتد إشعاعها إلى العالم أجمع.

** سيرة ومسيرة

وفي حديث للأناضول، قال أونن إنه وُلد في مزرعة كويجوك المتواضعة التابعة لقرية “أداكنت” عام 1967، حيث كان يمشي يوميا مسافة 4 كيلومترات للوصول إلى المدرسة الوحيدة في القرية، طيلة 5 سنوات.

وبعد إنهاء دراسته الابتدائية، انتقل أونن إلى مدينة دياربكر لاستكمال دراسته المتوسطة والثانوية، وكان يقضي فترة العطلات الصيفية في الاستعداد للعام الدراسي المقبل.

وقال أونن: “حصلت على المركز الـ78 في امتحان القبول الجامعي على مستوى تركيا. وأكملت دراستي في كلية الطب بجامعة إسطنبول عام 1991، ثم بدأت تخصصي في جراحة الأطفال في دياربكر”.

وأضاف: “حصلت أولا على شهادة تخصص جراحة الأطفال في تركيا، ثم حصلت على شهادة جراحة الأطفال الأوروبية، وبعد أن أكملت تخصصي المتقدم في المسالك البولية للأطفال في تركيا، سافرت إلى الولايات المتحدة حيث حصلت على تعليم متقدم بهذا المجال في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو بين عامي 1999 و2000”.

وتابع: “وبعد عودتي إلى تركيا، حصلت على الشهادة الأوروبية في المسالك البولية للأطفال. ومنذ ذلك الحين، أعمل كمتخصص في هذين المجالين”.

** قطف الثمار

وأوضح أونن أنه عاش حياته الدراسية دائما بانضباط شديد، وأنه تلقى العديد من الجوائز من مؤسسات مختلفة، بينها مؤسسة البحث العلمي والتكنولوجي في تركيا (توبيتاك).

وأشار إلى أنه تلقى أكثر من 250 دورة تدريبية في العديد من الدول حول العالم، وشارك في مؤتمرات وورش عمل ودورات تدريبية، وحصل على العديد من الجوائز الوطنية.

وقال: “في عام 2019، حصلت على لقب أفضل طبيب في تركيا، وألفت حتى الآن 4 كتب وأكثر من 150 مقالة علمية، نُشر العديد منها في مجلات دولية مرموقة، وحصلت كذلك على 8 براءات اختراع، ويجرى حاليا استخدام المؤلفات والاختراعات في دول عديدة حول العالم”.

وأوضح أن دخوله قائمة أكثر العلماء تأثيرا في العالم يعد “ثمرة جهود امتدت لسنين”، وأن ذلك أعطاه حافزا قويا وجعله يشعر بسعادة كبيرة.

** سر النجاح

وأوضح أونن أن حبه الشديد لمهنته كان أحد الأسباب الرئيسية وراء نجاحه، وقال: “أمارس مهنتي بكل حب وأتعامل مع كل طفل كأنه ابني، لم ولن أقدم أي علاج أو عملية جراحية لا أستطيع إجرائها على أطفالي”.

وأكد أن “الطب ليس مجرد مهنة، بل أسلوب حياة”، مشيرا أن مهنة الطب تشغل وقته على مدار اليوم.

وأضاف: “لم أكن موجودا في منزلي عندما وُلِدَ ابناي، بل كنت أركض وراء التحصيل العلمي والمؤتمرات العلمية في أمريكا وكندا وألمانيا وهولندا وهونغ كونغ والمملكة المتحدة”.

وتابع: “بذلت قصارى جهدي لإحداث فرق في مجالي، من خلال حبي لمهنتي وتعاطفي مع الآخرين والعمل بتفانٍ”.

وزاد: “رحلتي التي بدأت في مزرعة متواضعة في قرية بولاية ماردين، حيث كنت أدرس حافي القدمين في فصل دراسي واحد يستوعب طلابا من عدّة فصول دراسية، ووصلت بي إلى الحصول على لقب أكثر العلماء تأثيرا في العالم، منحني فخرا عظيما لا يمكن وصفه”.

كما أعرب أونن عن سعادته واعتزازه بنفسه وعائلته ومعلميه وبلده، وأمله في أن يكون لهذا الإنجاز أثر إيجابي على الأطفال والشباب، وأن يمثل “نموذجا يحتذى به” لدى الآخرين.

وقال: “في الواقع، لا حاجة للاختباء وراء الأعذار، فإذا عملنا بجد وبنية صادقة، وإذا كنا منضبطين ومتفانين، نستطيع وقتئذ تحقيق نجاح ينطلق من قرية صغيرة ويمتد إشعاعه إلى الولايات المتحدة”.

** “العلم أسلوب حياتي”

ولخص أونن حبه للمعرفة قائلا إن “العلم هو أسلوب حياتي”، مشيرا إلى أنه يعمل بشكل مستمر دون كلل أو ملل على الإبداع والخوض أكثر وأكثر في أعماق العلم.

وأكد أن جميع الأطفال يستحقون الحصول على أفضل الخدمات الصحية، وأنه سيواصل العمل على تحسين الخدمات الصحية ورفع مستوى العلم في تركيا حتى آخر يوم في حياته.

وختم حديثه قائلا: “أشكر كل من ساهم في نجاحي، بدءا من والدتي الراحلة وزوجتي وأطفالي، وصولا إلى جميع أفراد عائلتي وأساتذتي”.

زر الذهاب إلى الأعلى