عسل “قره قوان”..هبة الطبيعة التركية للموائد العالمية(تقرير)
** رئيس اتحاد منتجي العسل في قضاء خيزان بولاية بِتليس، سيد خان أكينجي:
– التنوع البيئي الغني بولاية بتليس يمنح عسل قره قوان قيمته الاستثنائية ويُسهم بدعم اقتصادنا
– نتوقع إنتاج 800 طن من عسل “قره قوان” هذا العام وأغلبه يُصدّر إلى أوروبا والدول العربية
** مربي النحل قدري أصلان:
– ننقل خلايا النحل إلى المرتفعات خلال الصيف ونأخذها إلى المناطق الدافئة في الشتاء
– العسل المنتج في قضاء خيزان حصد المركز الأول في مسابقات أوروبية
** مربي النحل فرحات ناجي أرسان:
– عسل قره قوان عالي الجودة، يرتبط بشكل مباشر بالنباتات المحلية الموجودة في ولاية بتليس
– عسل قره قوان إرث طبيعي وثقافي ويُسهم بوضع تركيا على خارطة المنتجات الطبيعية المرموقة
في أعالي هضاب وجبال ولاية بِتليس التركية يسطّر عسل “قره قوان” الطبيعي قصة نجاح استثنائية، مُحققًا مكانة مرموقة بين أبرز نظرائه في العالم.
عسل “قره قوان” الطبيعي يجنى وفقًا لأساليب إنتاج تقليدية فريدة ويستمد جودته الاستثنائية من بيئة بِتليس (شرق) الطبيعية النادرة وتنوعها النباتي الفريد، ليحقق طلبًا متزايدًا في الأسواق المحلية والعالمية.
وفي فصل الربيع، يتوجه مربو النحل إلى الهضاب والمرتفعات، ويضعون خلايا النحل المصنوعة يدويًا من أغصان الصفصاف المغطاة بالطين أو السماد الطبيعي في مواقع مختارة بعناية.
تترك هذه الخلايا الموضوعة في مناطق غنية بالأزهار البرية والنباتات الطبية، لعمل النحل حتى أواخر الخريف.
ومع حلول البرد، يبدأ موسم حصاد عسل “قره قوان” الذي يتميز بجودته العالية ونكهته العطرية وقيمته الغذائية الغنية.
يُعد عسل “قره قوان” بفضل محتواه العالي من البرولين (حمض أميني مكون للبروتين)، من أكثر أنواع العسل تميزًا، مما يجعله مطلوبًا بشدة في الأسواق العالمية.
** العسل الذهبي
رئيس اتحاد منتجي العسل في قضاء خيزان (جنوب بتليس) سيد خان أكينجي، يقول للأناضول، إن “التنوع البيئي الغني في الولاية يمنح عسل قره قوان قيمته الاستثنائية”.
ويضيف: “نقترب من نهاية موسم الحصاد، حيث نجني العسل من مناطق على ارتفاع ألفين و200 متر عن سطح البحر”.
ويشرح أكينجي قائلا: “تبدأ عملية الحصاد مع تساقط الثلوج، وهي تختلف بحسب المنطقة”.
ويردف: “العسل الذي نجنيه طبيعي تمامًا، وخال من أي إضافات الصناعية”.
ويتابع: “هذا العسل الذي نصفه بالعسل الذهبي حصد المركزين الأول والثاني في مسابقات أوروبية”، مشيرا أن “نسبة البرولين فيه تصل إلى 1300، مما يجعل له مكانة خاصة في السوق العالمية”.
** نتوقع إنتاج 800 طن هذا العام
ويلفت أكينجي إلى أن “نباتي الزعتر والقتاد المنتشرين بكثرة في المنطقة يلعبان دورا أساسيا في رفع القيمة الغذائية للعسل”.
ويضيف: “تنتج من كل خلية نحل ما بين 3 إلى 6 كيلوغرامات من العسل، ونتوقع إنتاج نحو 800 طن هذا العام”.
ويوضح أكينجي أن “معظم إنتاجنا يوجه للتصدير إلى أوروبا والدول العربية ما يسهم في تعزيز اقتصاد بلادنا”.
ويتابع: “الطلب الخارجي على عسل قره قوان يهيمن بشكل كبير حيث نحصل على الطلبات قبل عام كامل من الإنتاج، ما يعكس الثقة الكبيرة بجودته”.
** نقل النحل إلى مناطق حارّة
قدري أصلان، أحد مربّي النحل بالمنطقة منذ ثلاثة عقود، يقول للأناضول، إن “ظروف المناخ تُحدد أسلوب عمل النحالين”.
ويضيف أصلان: “ننقل خلايا النحل إلى المرتفعات خلال الصيف ونأخذها إلى المناطق الدافئة في الشتاء”.
ويردف: “العسل الذي ننتجه طبيعي تماما، والعسل المنتج في قضاء خيزان حصد المركز الأول في مسابقات أوروبية، مما يجعله مشهورًا على الصعيدين المحلي والعالمي”.
أما فرحات ناجي أرسان، وهو نحّال آخر في بتليس، فيقول للأناضول، إن “عملية الحصاد تبدأ بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة”.
ويوضح أن “عسل قره قوان عالي الجودة، يرتبط بشكل مباشر بالنباتات المحلية الموجودة في ولاية بيتليس، إلى جانب نوع النحل التي تضمن للمنتجين عسلا مميزا”.
ويشير أرسان بفخر إلى الجوائز التي حصدها عسل “قره قوان”، قائلا: “حصلنا على جوائز دولية في فرنسا والمملكة المتحدة وفي مؤتمر أبيموندا العالمي لتربية النحل”، لافتا إلى أن “هذا النجاح يعكس الجهود الكبيرة التي نبذلها وجودة المنتج”.
ويوضح أن “عسل قره قوان الطبيعي ليس مجرد منتج غذائي، بل إرث طبيعي وثقافي يعكس هوية بتليس وثراءها البيئي، ويُسهم في وضع تركيا على خارطة المنتجات الطبيعية المرموقة عالميًا”.