كيف أسهَم المغرب في عودة الكهرباء لإسبانيا؟

وجّه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز شكره للمغرب وفرنسا على مساهمتهما الحاسمة في إعادة التيار الكهربائي إلى مناطق واسعة من البلاد، عقب انقطاع كبير ضرب شبه الجزيرة الإيبيرية يوم الاثنين.

وقال سانشيز، خلال مؤتمر صحفي، إن “عودة الكهرباء لعدد من المناطق كان بفضل الترابط الكهربائي مع كل من فرنسا والمغرب، البلدين اللذين أود أن أشكرهما على تضامنهما في هذه اللحظة”.

المغرب في قلب الحدث

وبحسب صحيفة إلباييس، فقد حشد المغرب ما يصل إلى 38% من قدرته الإنتاجية من الكهرباء لتغذية الشبكة الإسبانية، مما ساعد على احتواء آثار الانقطاع الذي طال أيضًا أجزاء من البرتغال وجنوب فرنسا، وتسبب في توقف شبكات الاتصالات والقطارات وبعض رحلات الطيران.

 

 

واستجابت الشركة الوطنية للكهرباء بالمغرب بشكل فوري لطلب من نظيرتها الإسبانية، لتفعيل خطوط الربط عبر مضيق جبل طارق، والتي تعود لبداية التعاون الطاقي بين البلدين منذ عام 1997.

ترابط استراتيجي ومصالح متبادلة

يرتبط المغرب وإسبانيا بخطي ربط كهربائي بحري، بطاقة إجمالية تصل إلى 1400 ميغاواط، ويجري التحضير حاليًا لإطلاق خط ثالث بحلول عام 2026، في إطار مذكرة تفاهم موقعة بين الطرفين منذ 2020.

وأكد خبراء طاقة أن المغرب يستفيد بدوره من هذا الربط، حيث يستورد الكهرباء الإسبانية في فترات الذروة، ما يخفف العبء عن المحطات الحرارية التي تعتمد على الوقود الأحفوري.

ووفق بيانات رسمية، فقد بلغت صادرات المغرب من الكهرباء إلى أوروبا عام 2021 نحو 851 غيغاواط/ساعة، معظمها إلى إسبانيا، بإيرادات بلغت نحو 61 مليون دولار.

لماذا لم تتأثر الشبكة المغربية؟

رغم الارتباط الوثيق بين الشبكتين، فإن المغرب لم يتأثر بانقطاع التيار في إسبانيا، ويُعزى ذلك إلى استخدام التيار المستمر في خطوط الربط، ما يمنع انتقال الأعطال من طرف إلى آخر، إلى جانب الإجراءات الاحترازية الوطنية التي شملت تشغيل مولدات احتياطية سريعة الاستجابة.

أهمية الربط الإقليمي واستعداد لكأس العالم

يرى خبراء أن الأزمة أظهرت مجددًا أهمية الربط الكهربائي الإقليمي كعامل حاسم في مواجهة الطوارئ وضمان أمن الطاقة، خاصة مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030 بمشاركة المغرب وإسبانيا والبرتغال، وهو حدث يتطلب شبكات كهربائية مستقرة وموثوقة.

ويعزز المغرب جهوده حاليًا عبر مشاريع طموحة تشمل الربط مع البرتغال وموريتانيا، إلى جانب تطوير بنيته الداخلية، في إطار سعيه للتحول إلى منصة إقليمية للطاقة المتجددة وتبادل الكهرباء بين إفريقيا وأوروبا.

Exit mobile version