لن يستجيب الأتراك لاستفزازت فلول الغلاديو
يمكننا رؤية إرهاصات مرحلة ما بعد فيروس كورونا بالنظر إلى الأحداث الدائرة في الولايات المتحدة. سيكون هناك قوى تسعى لتحقيق مكاسب عبر تحويل تداعيات الأزمات الاقتصادية الناجمة عن الجائحة إلى المجالين الاجتماعي والسياسي.
هذا تمامًا ما يحدث في الولايات المتحدة، حيث ظهرت جهات تسعى للإطاحة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستغلة الأحداث الأخيرة.
طبعًا هناك جهات في تركيا أيضًا ستسعى لتحويل المرحلة القادمة إلى ما يشبه الأحداث الدائرة في أمريكا. علينا ألا ننسى بأن الخيوط التي تحرك المعارضة عندنا تمتد إلى الولايات المتحدة.
وفي الحقيقة، فقد بدأوا منذ الآن في تحريك الأحداث، والضغط على الأعصاب. شهدنا أعمالًا استفزازية من قبيل الاعتداء على الكنائس، وتوجيه تهديدات لجمعيات الأقليات، وإطلاق أناشيد وأغانٍ من مآذن المساجد.
نعرف هذه الاستفزازات، التي لسنا غرباء عنها، من خلال تنظيم “غولن”، الغلاديو في تركيا، الذي ما يزال يحافظ حتى الآن على وجوده هنا وهناك وفي البرلمان خصوصًا، على الرغم من عمليات التصفية الموجهة ضده.
تغلغل بعض عناصر هذا الغلاديو في الأحزاب السياسية، فيما نجا البعض الآخر منهم عبر الوصول إلى مقعد في البرلمان.
ومن وراء درع الحصانة البرلمانية التي يتمتعون بها، يعمل هؤلاء قدر الإمكان على التضليل وإثارة الاستفزازت. ويوجد من هؤلاء في صفوف حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي الحزب الجيد، وحتى حزب السعادة.
هؤلاء النواب الموجودون في صفوف حزبي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي يريدون تحويل حادثة مقتل شاب على يد مجموعة شبان لأنه طلب منهم خفض صوت الموسيقى المرتفع إلى عملية استفزاز كبيرة من خلال الادعاء بأن الشاب قُتل لأنه كان يستمع لأغنية بالكردية.
بذلوا كل ما في وسعهم قبل يومين من تضليل بهدف إثارة صدام بين مكونات المجتمع، وعملوا على تحريض الأكراد وإثارة أعمال شغب.
لكن هذه المحاولة الاستفزازية لم تنجح، لأن الشارع التركي ليس غريبًا عن مثل هذه الاستفزازات التي يقوم بها معًا حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي وتنظيم “غولن”.
يشهد المواطنون على مثل هذه الاستفزازت منذ سنوات ويعرفون عن كثب من يقف وراءها. لم تعد تركيا تقع في مثل هذه الشراك.
لكن ينبغي أن نكون حذرين ويقظين تمامًا في مواجهة المحرضين من فلول الغلاديو، الذين وجدوا ملجأ لهم في البرلمان، وألا نسمح بالاستفزازت المحتملة.