“متحف مصغّر”..تركي يعرض آلاف التحف على جدران مطعمه (تقرير)
من خلال عرض آلاف التحف والقطع القديمة (الأنتيكا) التي جمعها على مدى 20 عامًا، تمكن التركي جنكيز طوبراق، الذي يدير مطعمًا في قضاء “آتاقوم” بولاية صامصون المطلة على البحر الأسود شمالي تركيا، من تحويل مطعمه إلى متحف مصغر.
ويعرض طوبراق قطعا قديمة متنوعة على جدران وسقف مطعمه، منها أجهزة تلفزيون وراديو قديمة، وأسطوانات غرامافون، وساعات حائط، وأوانٍ خزفية، ومكواة تعمل بالفحم، وموازين، وماكينات خياطة، ومصابيح زيتية، وطواحين، وغيرها من القطع التي جمعها على مدى عقدين.
– رحلة عبر الزمن
وفي هذا المطعم الذي هو أشبه بمتحف مصغّر، يشعر الزائر أو الضيف خلال جلوسه، وكأنه يقوم برحلة عبر الزمن.
وقال طوبراق، في حديث مع الأناضول، إن كل من عرفه، عرف أيضا حبه وشغفه بالأشياء القديمة، خاصة تلك التي تحمل بين جنباتها عبق التاريخ.
وأوضح طوبراق أن شغفه بالتحف مرتبط بظروف الحياة القاسية التي مر بها في صغره.
وقال “كل هذا الشغف له علاقة بضيق ذات اليد. عندما كنا نستخدم هذه المعدات قبل عقود. كنّا في ذلك الوقت نعاني من الفقر وضيق ذات اليد. لم تكن لدينا الإمكانات الكافية”.
وأردف: “فقدت والدي في سن مبكرة وكنت أعيش حياة صعبة في القرية. حتى لم يكن في بيتنا مصباح كهربائي؛ كان لدينا مصابيح زيتية فقط. لهذا السبب لدي اهتمام كبير بهذه الأشياء لأنني تعرفت على بعضها في سن مبكرة”.
وأضاف طوبراق أن الطاولات والكراسي التي كانت موجودة في مطعمه يوم الافتتاح، كانت مستعملة من قبل، وجمعها وقتئذ من متاجر مختلفة للأثاث المستخدم.
وتابع: “عندما افتتحت هذا المطعم، وهو المطعم الأول ضمن سلسلة مطاعم أديرها، كانت الطاولات والكراسي مختلفة عن بعضها البعض، وكنت قد اشتريتها من متاجر مختلفة تبيع الأثاث المستعمل. كلما توفر لدي بعض المال كنت أقوم بشراء المزيد من الكراسي والطاولات”.
ومضى قائلا: “أحب الناس ذلك. بعدها، بدأت بتعليق بعض القطع والأدوات القديمة على الجدران بغرض منح المكان نمطًا خاصًا. حتى أنني علقت بعض الجوارب الصوفية التي حاكتها أمي والتي كانت تعكس تراث المنطقة، إضافة إلى بعض المقتنيات القديمة الأخرى. ولاقى ذلك إعجاب الزبائن وزاد عدد مرتادي المطعم”.
– إنشاء متحف
وأشار طوبراق إلى أن العديد من التحف والقطع القديمة الموجودة في مطعمه اشتراها من معارض “الأنتيكا” المنتشرة في مناطق مختلفة من تركيا، وبعضها الآخر تلقاها كهدايا.
وأضاف: “أكتب أسماء الأشخاص الذين قدموا لي هذه التحف وأدون المعلومات المتعلقة بهذه التحف، حتى نستطيع مستقبلًا استخدامها في مشروعنا المستقبلي وهو افتتاح متحف.
وأوضح أنه يعرض التحف والقطع القديمة في مختلف فروع مطعمه أيضاً، ويسجل هذه القطع على الحاسوب بغرض حفظ بياناتها.
وقال طوبراق: “لدينا ما بين 7 آلاف إلى 10 آلاف قطعة في مطعمنا الموجود على الشاطئ. وفي فرعنا الأول في حي محمودلو يوجد حوالي 15 ألف قطعة”.
وزاد: “نعرض أيضًا مجموعة من التحف والقطع القديمة في الحدائق التابعة للمطعم وفروعه. لدينا بالمجمل حوالي 50 ألف قطعة”.
– تحف بعبق التاريخ
وتحدث طوبراق عن ذكرياته الكثيرة مع هذه التحف قائلاً “ذهبت إلى طوقات (وسط تركيا) من أجل شراء مصباح زيت رأيت صورته على أحد مواقع الإنترنت وأعجبني كثيراً”.
وأردف: “سافرت آلاف الكيلومترات للحصول على القطع القديمة والتحف التي نالت إعجابي. هذا الشغف دفعني لجمع تحف من مختلف أنحاء تركيا”.
وأضاف طوبراق أن البعض لا يقدر قيمة الأشياء القديمة والتحف التي بحوزتهم، ويرغبون في التخلص منها، بينما هو يتوق لشراء جميع القطع القديمة التي تحمل في طياتها عبق التاريخ.