مدينة ملاطية ..”عاصمة المشمش العالمية” تستعد للموسم المقبل
تتمسّك مدينة ملاطية التركية المعروفة بـ”عاصمة المشمش العالمية”، بمكانتها المرموقة عالميًا في إنتاج أنواع فاخرة وعالية الجودة من ثمار فاكهة “المشمش”.
فمع حلول الخريف، واقتراب موجات البرد، بدأ مزارعو ملاطية (وسط) في اتخاذ تدابير وقائية وتقليم أشجار المشمش، لرفع الإنتاج خلال موسم الصيف المقبل.
وتلبي المدينة نحو 85 % من احتياجات دول العالم من المشمش المجفف، حيث تضم نحو 8 ملايين شجرة من أصل 17 مليونا في كافة أرجاء تركيا.
وحالياً، يبذل مزارعو ملاطية جهدًا كبيرًا في بساتين المشمش، مستفيدين من درجات الحرارة المعتدلة نسبيًا هذه الأيام، حيث ينظفون البساتين ويجهزونها جيداً لموسم يتمنون أن يكون غزير الإنتاج.
كما تُشكل بساتين ملاطية مناظر رائعة لعشاق الطبيعة والتصوير خلال فصل الخريف، إذ تتلوّن أوراق الأشجار بالأخضر والأصفر في مشهد رائع.
وتتميّز ثمار المشمش في هذه المدينة بنوعية فاخرة من حيث النكهة والرائحة والحجم، خاصة تلك التي تسمى بـ”حسن بك” و”قبا آشي” و”حجي خليل أوغلو” و”أليناق”.
وبجدارة، نالت ملاطية لقب “عاصمة المشمش العالمية”؛ بفضل شهرة إنتاجها من هذه الفاكهة، سواء الطازجة أو المجففة منها، وهي أكثر الأنواع طلبا وانتشارا حول العالم.
وخلال العام الماضي، صدّر مزارعو ملاطية حوالي 100 ألف طن إلى 104 دول، رغم أن كمية المحصول تأثرت سلبا من موجة صقيع.
والمشمش مصدر غني بالألياف الغذائية ومضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن، إذ يحتوي على فيتامين “سي” الذي يعزز المناعة ضد الفيروسات والطفيليات.
كما يحتوي على معادن، مثل الحديد والنحاس، اللذين يساهمان في تحفيز إنتاج “هيموغلوبين الدم”، إضافة إلى احتوائه على نسب كبيرة من المواد المضادة للأكسدة، التي تساعد الجسم على منع تكوّن الخلايا السرطانية.
وبحسب معطيات مديرية الغذاء والزراعة والثروة الحيوانية في ملاطية، فإن إجمالي حجم إنتاج المشمش الطازج خلال الموسم الماضي (صيف 2016) بلغ نحو 386 ألف طنا.
“محمد قرنفيل”، أحد مزارعي ملاطية، يقول إن “فاكهة المشمش تُعد رمزًا خاصة ومهما بالنسبة للمدينة وسكانها الذين يكسبون رزقهم من ثمارها”.
ويمضي “قرنفيل” قائلاً، “أعمل هذه الأيام على تقليم الأغصان الجافة في أشجار المشمش، واتخذ تدابير وقائية مختلفة من خلال نثر السماد والعلاج”.
ويشير إلى أن “الإنتاج الجيد والوفير مرتبط بمدى الجهد والعناية بالبساتين والأشجار، انطلاقًا من مبدأ: كما تزرع تحصد”.
ويختم المزارع التركي حديثه بالقول: “نعتني جيدًا بالبساتين والأشجار دون أي إهمال.. ونأمل من الله أن يمدّنا بمحصول جيد ووفير؛ لأن العام الماضي كان سيئًا”.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.