“مقهى الملح”..نكهة مميزة بعبق التاريخ في تشانقيري التركية (تقرير)
في ولاية تشانقيري وسط تركيا يكمن كنز تاريخي يعرف بـ”مدينة الملح تحت الأرض”، ويقدم للزوار تجربة استثنائية على عمق 150 مترا وهي تذوق القهوة التركية المحضرة على بلورات الملح.
وافتتحت بلدية تشانقيري “مقهى الملح” في مغارة يستخرج منها الملح منذ عهد الحثيين (1600 ق.م – 1178 ق.م) لتعزيز السياحة وتقديم تجربة تجمع بين الراحة والتاريخ.
** قيمة ثقافية واقتصادية
وتعد مغارة الملح من أهم معالم ولاية تشانقيري لأهميتها الثقافية والسياحية والطبية والاقتصادية.
ومن الناحية الثقافية تضم مغارة الملح العديد من الحيوانات المحنطة والهياكل العظمية والأعمال والتحف الفنية.
ويعود سبب تسميتها بمدينة الملح لاحتوائها على احتياطات كبيرة من الملح، تسد احتياج تركيا لـ 400 عام، ما يجعلها قيمة اقتصادية.
وتتواصل عملية استخراج الملح من المغارة بحسب الباحثين منذ زمن الحثيين، وهنا تبرز أهميتها تاريخيا نظرا لقيمة الملح كقيمة نقدية في الحضارات القديمة.
** استقطاب الزوار
وأثناء تجوالهم بين جدران مغارة الملح المتلألئة ببلورات الملح، يستمتع الزوار باحتساء فنجان من القهوة أو الشاي بنكهة فريدة تولدها الطريقة غير التقليدية في التحضير على بلورات الملح، ما يمنح طعما مميزًا لا يشبه القهوة التقليدية.
وفي حديث للأناضول، قال رئيس بلدية تشانقيري إسماعيل حقي أسن، إن “مدينة الملح تحت الأرض باتت تستقطب عددا متزايدا من الزوار يوما بعد يوم”.
وأوضح أن المدينة ” تمتد على مساحة 18 ألف متر مربع”، وأن البلدية “تعمل على استغلال هذه المساحة لتعزيز تجربة الزوار وجعلها أكثر تميزًا”.
وأضاف أسن: “افتتحنا مقهى الملح لإضفاء بعد اجتماعي وزيادة جاذبية المغارة، ونقوم بتقديم القهوة المحضرة على بلورات الملح”، مشيرا إلى أنها “لاقت إعجاب الزوار ووصفوا طعمها بالفريد”.
وأشار إلى أن “مغارة الملح ليست مجرد وجهة سياحية، بل هو مكان يحمل فوائد صحية كبيرة”.
وأوضح أسن، أن المغارة “تحتفظ بدرجة حرارة ثابتة تتراوح بين 13 و15 درجة مئوية، وتحتوي على تركيز عال من الأيونات السالبة التي تساعد في تحسين الصحة، لا سيما للمرضى الذين يعانون من الربو والانسداد الرئوي المزمن”.
وأضاف: “لقد أثبتت الدراسات العلمية أن الملح يمنح شعورًا بالراحة والاسترخاء، ونحن نسعى لتعريف العالم بهذه النعمة التي اكتشفها البشر قبل خمسة آلاف عام”.
** طعم مختلف للقهوة
وأبدى عرفان ألبايير، زائر من ولاية صقاريا، إعجابه بزيارة مغارة الملح قائلا: “سمعت عنها من خلال برنامج تلفزيوني، وقررت زيارتها مع زوجتي التي تعاني من بعض المشاكل الصحية”.
وأضاف: “لم أكن أتخيل وجود مغارة بهذا الجمال، وتذوقنا القهوة المحضرة على الملح وكانت تجربة لا تُنسى بنكهة مختلفة عن القهوة المعتادة”.
أما مراد آتش الذي جاء برفقة مجموعة من الأصدقاء فقال للأناضول: “جربنا القهوة على عمق 150 مترًا تحت الأرض، وكانت مدهشة”.
وأضاف: “أعتقد أن الأجواء الخاصة في المغارة أضافت بُعدًا جديدًا للنكهة، مما جعلها تجربة فريدة”.
وفي السياق ذاته، عبّر نور الله حمزة أقباش القادم من إسطنبول عن دهشته قائلاً: “شعرت وكأنني أعود 200 عام إلى الوراء”.
وأضاف أن ذلك “يكمن في أجواء الكهف المليئة بالتفاصيل القديمة وصوت العربات الخشبية”.
ولفت أقباش، إلى أن “القهوة المحضرة على بلورات الملح أضافت لمسة خاصة جعلت تجربتي الأولى مع هذه القهوة مميزة”.