منزل “علي لبيب”.. ملامح عثمانية تطل على معالم القاهرة التاريخية
منزل أثري مهيب، وسط القاهرة يحمل من التاريخ ملامحا ومشاهد جدارية تعود بعضها للعصر العثماني، ويسرد تقاليد معمارية تراثية، فيما يطل سطحه على مشهد رائع لمعظم معالم المدينة التاريخية.
إنه منزل عرف باسم “علي لبيب” الذي يعتبر أثر إسلاميا ،عرف بطرازه العثماني الأثري الفريد، ويقع بإحدى حارات ميدان “صلاح الدين” (القلعة حاليا) بحي “الخليفة”، تجاوره مساجد عتيقة تزين القاهرة التاريخية.
وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة السياحة والآثار المصرية، فإن “الشريف عمر الملاطيلي وشقيقه إبراهيم، أمرا بإنشاء هذا المنزل في أواخر القرن الـ12 الهجري (الـ18 م) في العصر العثماني، لكنه عرف لاحقا باسم الناظر عليه (المشرف على بنائه) علي لبيب”.
ولاقى المنزل “شهرة واسعة من خلال استخدام بعض رجال الفن الأجانب والمصريين له كمرسم ولهذا سمي بدار الفنانين”.
وبحسب المصدر ذاته، يعتبر المنزل “واحدا من أفضل المباني الباقية التي تعرض العمارة المحلية، وواحدا من أنماط المساكن في العصر العثماني التي اتبعت تقاليد العمارة المملوكية”.
كما تعرض حجرات المنزل “مقتنيات رواده مثل المعماري الشهير رمسيس ويصا واصف (1974:1911)، والمعماري العالمي حسن فتحي (1900 – 1989)، وتزين القاعات العلوية لوحات تصور المباني والحدائق في القاهرة، ويطل سطح المنزل على مشهد رائع لمعظم معالم القاهرة التاريخية”، بحسب الوزارة.
و”القاهرة التاريخية”، تم إدراجها على قائمة التراث العالمي عام 1979، حيث تعد من أهم وأكبر المدن التراثية في العالم.
وتم تجديد منزل “علي لبيب” الأثري، وأعادت وزارة الثقافة المصرية توظيفه وتحويله إلى “متحف وبيتٍ للمعمار المصري”، بقرار في 2010، نصت أهدافه على “إبراز ثقافة العمارة المصرية عبر عصورها التاريخية وحتى زمانها المعاصر”.
** جولة داخلية
“يشتمل هذا المنزل على فنائين، الأول جنوبي شرقي صغير، والثاني شمالي غربي كبير وهو الفناء الرئيسي، وتتوزع حول الفنائين وحدات المنزل المعمارية”.
وتتضمن بالطابق الأرضي للفناء الأول الصغير حجرتين أهمها الحجرة التي تطل على الفناء، أما الطابق الأول فيحتوي على المقعد الصيفي والمبيت الملحق به وغرف خاصة بأهل المنزل.
وبالضلع الشمالي الغربي للفناء الصغير فتحة باب تؤدي إلى الفناء الثاني الرئيسي الكبير، تلتف حوله عناصر المنزل التي تتكون من طابقين، الأرضي يشغله “التختبوش” (قاعة استقبال الضيوف) والقاعة الأرضية الخاصة بالرجال (المندرة – السلاملك)، وبالطابق الثاني لهذا الفناء مجموعة غرف وحمام وقاعة علوية كبرى خاصة بالنساء (الحرملك).
وترى وزارة السياحة المصرية، أنه “بنظرة سريعة عامة على المنزل يبدو أن مالكه الأول كان مولعًا بالفن، حيث نرى على جدران القاعات العلوية رسوما شعبية تمثل أبنية ومتنزهات وتعد من النماذج المبكرة للفنون الشعبية التي شاعت بكثير من منازل القاهرة في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين”.
وتتجلى في المنزل، روائع فن النحت على الحجر بالواجهات المطلة على الصحن، إضافة للبلاطات الخزفية أعلى مدخل المقعد، والعناصر الخشبية من مشربيات وشبابيك الخرط، والزخارف الجصية المعشقة بالزجاج الملون.
وفي غرف المنزل الذي عرف بطرازه العثماني المتأثر بالعمارة المملوكية، يجذب العين مشهد جداري بديع، كتب على لوحته التعريفية “من الأصل التاريخي للمنزل مشهد خليج القرن الذهبي بتركيا ويطل عليه عند المقدمة كشك بغداد في قصر طوبكابي سراى ويبدو بنهاية المشهد يمينا (مسجد) آيا صوفيا ويسارا الجامع الأزرق”.
وتضيف اللوحة التعريفية: “واعتاد أصحاب المنازل في العصر التركي أن يزينوا مناطق الاستقبال والمقاعد بمثل هذه المشاهد الجدارية تفاخرا بأصولهم التركية”.