من عثر على مروحية الرئيس الإيراني المحطمة.. تركيا أم إيران؟
عقب التأخير في العثور على مروحية الرئيس الإيراني ومرافقيه المنكوبة، وتدخل مسيّرة تركية متطورة للبحث عن موقع التحطم، أثيرت تساؤلات ونقاشات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة الناطقة بالفارسية، حول مدى تطور المسيرات الإيرانية التي طالما أعلنت إيران بكل فخر واعتزاز أنها من أفضل المصنعين في هذا المجال.
ويبدو أن تدخل المسيرة التركية من طراز “بيرقدار إكنجي” في عمليات البحث، أحرج هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، وهي المسؤول الأعلى عن التصنيع العسكري وبالتالي عن إنتاج المسيرات الإيرانية، فهبت للدفاع عن منتجها.
إلى ذلك، أصدرت هيئة الأركان الإيرانية بياناً صباح اليوم الأربعاء لإنقاذ سمعة المسيرات الإيرانية، والإعلان عن “فشل المسيرة التركية”، مؤكدة أنها عادت أدراجها إلى تركيا دون النجاح في العثور على حطام مروحية إبراهيم رئيسي. ومنح البيان الفضل في العثور على مروحية رئيسي إلى القوات المسلحة الإيرانية والمسيرات الإيرانية التي تم استدعاؤها من المحيط الهندي.
وعزا البيان قبول مشاركة المسيرة التركية إلى غياب المسيرات الإيرانية المزودة برادار “سار”، الذي وصفه البيان بالمتطور، بسبب مشاركتها في مهمة بالمحيط الهندي. إلا أنه لم يوضح لماذا لم تكن مسيرات مزودة بنفس الطراز من الرادارات موجودة في العاصمة طهران أو المناطق المهمة مثل محافظة أذربيجان التي تقع بالقرب من حدود جمهورية أذربيجان البالغة الحساسية.
ماذا يقول الأتراك؟
على الجانب التركي من السجال بهذا الخصوص، يقول الأستاذ بجامعة مرمرة التركية سرحان أفاجان في شرحه للوضع الذي تواجهه الحكومة الإيرانية، وهو الوضع الذي يصفه البعض في تركيا بالضعف الاستخباراتي وعدم احترافية جهاز الأمن والإنقاذ الاستخباراتي الإيراني في قضية مقتل الرئيس ورفاقه: “على الرغم من أننا نقول إن إيران تلعب أدواراً في عدد من العواصم العربية وتؤثر على المنطقة، فإننا عندما نذهب إلى داخل حدود إيران، فإننا نواجه حكومة هشة”، على حد تعبيره.
وتثار هذه التصريحات في وسائل الإعلام التركية التي تحاول بث الشعور بالفخر بين الجماهير التركية بشأن نجاح طائرتهم المسيرة في تحديد موقع تحطم مروحية رئيس الدولة الجارة إيران إبراهيم رئيسي، وفشل المسيرات الإيرانية.
هذا وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن طائرة أكنجي المسيرة التي أرسلت بناء على طلب إيران، أظهرت مرة أخرى قوة الطائرات المسيرة التركية أمام العالم.
بالمقابل، وصفت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري تصريحات المسؤولين الأتراك ومنشورات وسائل الإعلام التركية بـ”الأكاذيب” أو “التصريحات غير الدقيقة”، إلى أن حسم بيان الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الموقف لصالح المسيرات الإيرانية.
بغض النظر عن هذا السجال بين الجانبين، فمن الجدير بالذكر أنه في تركيا، شاهد أكثر من مليوني شخص تحليق المسيرة التركية أكنجي والبيانات التشغيلية لها.
وبدورها، أعلنت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، بعد ساعات من دخول الطائرة المسيرة “بيرقدار إكنجي” المجال الجوي الإيراني، أنها عثرت على حطام المروحية التي كانت تقل إبراهيم رئيسي، وأرسلت إحداثياتها إلى السلطات الإيرانية. كما شاركت الأناضول أيضاً الصور التي نقلتها الطائرة التركية، وهي صور نشرتها وسائل إعلام إيرانية بشكل واسع.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة بايكار، الشركة المصنعة لطائرة “بيرقدار إكنجي”، سلجوق بيرقدار، إن مسيرته التي كانت تتحكم بها القوات المسلحة التركية حلقت على ارتفاع نحو 100 متر فوق الجبل الذي تحطمت طائرة الرئيس الإيراني على سفحه.
عودة إلى بيان هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، فإنه ينفي الرواية التركية جملة وتفصيلاً فيقول: “تم تحديد المكان الدقيق لتحطم المروحية من قبل قوات الإنقاذ الأرضية وطائرات إيرانية مسيرة تابعة للقوات المسلحة، تم استدعاؤها من مهمتها في شمال المحيط الهندي”.