نهاية مؤلمة .. وفاة الفتاة ملاك تهز العراقيين .. اتهامات لزوجها بتعنيفها
أعلنت وسائل إعلام عراقية، السبت 18 أبريل/نيسان 2020، وفاة الشابة ملاك الزبيدي، التي وجهت عائلتها اتهامات إلى الزوج بتعنيف ابنتهم، الأمر الذي دفعها إلى الإقدام على إحراق نفسها، واستدعت الحادثة تدخلاً من السلطات، وتعليقاً من الأمم المتحدة، والسفير البريطاني بالعراق.
نهاية مؤلمة: وسائل الإعلام العراقية ومن بينها شبكة “روداوو“، وقناتا “السومرية” و”الشرقية”، نقلت عن عائلة ملاك تأكيدهم أن الفتاة توفيت، السبت، بعد توقف كليتيها وحدوث مشاكل بالرئة نتيجة الحروق.
نقلت شبكة “روداوو” عن منشور لشقيقة ملاك على موقع فيسبوك قالت فيه: “انتقلت إلى رحمه الله ملاك حيدر الزبيدي، راحت العافية وياج يا خيتي”.
جاءت وفاة ملاك بعد أيام قضتها في المستشفى حاول الأطباء خلالها إنقاذ جسد الفتاة بعدما نال الحريق من نحو 50% منه، وفقاً لما قالته عائلتها.
غضب شعبي ورسمي: أحدثت قصة الفتاة ملاك صدمةً في الشارع العراقي وسلطت الضوء مجدداً على قضايا العنف الأسري في المجتمع، وكان وقع الحادثة شديداً بسبب فيديوهات تم نشرها للفتاة ملاك وهي داخل المستشفى وكانت تلفظ أنفاسها الأخيرة.
دفعت الحادثة السلطات إلى التدخل، حيث أصدرت محكمة تحقيق النجف قرارات بتوقيف 4 متهمين في القضية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء العراقية، كذلك أمر وزير الداخلية، ياسين الياسري بتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ قرارات القضاء بقضية ملاك.
المتهم الأول في القضية هو زوج الفتاة ملاك، حيث قال مجلس القضاء الأعلى في الدعوى التي تقدمت بها الضحية المتوفاة إن “المشتكية سجلت شكوى أمام محكمة تحقيق النجف ضد زوجها بداعي قيامه بضربها وقيامها بحرق نفسها جراء استخدام العنف ضدها ولم يقم زوجها بإطفائها، وأن والد زوجها هو الذي نقلها إلى المستشفى بعد أن قام بإطفائها”.
فيما بعد تطورت قضية ملاك إلى حد جعلها تخرج من نطاقها المحلي، فبعثة الأمم المتحدة في العراق علقت على الحادثة، وقالت في بيان على حسابها في موقع تويتر: “إن التصاعد في عدد مثل هذه الجرائم يثير القلق، ويسلط الضوء على الضرورة الملحة لقيام البرلمان بإقرار قانون مناهضة العنف الأسري”.
أشارت البعثة إلى أن “إقرار قانون مناهضة العنف الأسري من شأنه أن يضمن محاسبة مرتكبي جرائم العنف القائم على النوع الاجتماعي في العراق، بما فيهم مسببو الأحداث البشعة مثل تلك التي شهدناها مؤخراً”.
من جانبه، علّق السفير البريطاني في العراق على حادثة ملاك، وقال الجمعة 17 أبريل/نيسان 2020 في تغريدتين على حسابه في تويتر، إن بلاده تشعر بالحزن تجاه قضية الزبيدي، وأنها تأمل إتمام التحقيقات بسرعة، مضيفاً أن المملكة المتحدة “خصصت نحو مليوني جنيه إسترليني لدعم الخدمات التي تعنى بالعنف المنزلي”.
قصة الفتاة ملاك: تبلغ الزبيدي من العمر 20 عاماً، وتقول وسائل إعلام عراقية إنها الزوجة الثانية لضابط عراقي، كانت تسكن معه ومع عائلته في مدينة النجف، وقد استمر زواجهما أقل من عام لينتهي بوفاتها.
تتهم عائلة ملاك زوجها وعائلته بالقيام بتعنيفها حين طلبت زيارة أهلها، فيما نفت عائلة الزوج أي علاقة لهم بما حدث لملاك.
هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نشرت رواية العائلة لما حدث مع الفتاة ملاك، وقالت شقيقتها إنه في يوم “15 شعبان وبعد صلاة المغرب اتصل محمد زوج ملاك، من رقم غريب على والدتي، كان يبكي ويقول ملاك احترقت، لم يحدد نوع الحرق، وقال إنه بسيط”.
أشارت شقيقة الفتاة المتوفاة في روايتها إلى أن ملاك تعرضت “إلى الضرب باستخدام الأسلاك، وأن الكدمات كانت ظاهرة على يديها، وكانت ملاك تسأل لماذا تضربونني أريد الذهاب إلى أهلي فألقت على نفسها البنزين، ثم جاء زوجها وأعطاها القداحة وقال لها هيا!”.
تضيف شقيقة ملاك أن الأخيرة قالت إنها عن غير قصد أشعلت النار واحترقت من أعلى جسدها إلى أسفله.
من جانبها، نقلت شبكة “روداوو” عن والدة ملاك قولها إن “الحروق نالت من 50% من جسد الفتاة الذي عانى من التسمم”، مضيفةً أن “ابنتها كانت مبللة بالماء، وأنه تم سكب الماء عليها ليزيد من أثر الحرق مهددة من سكب الماء بالادعاء”، وفق قولها.
كذلك أشارت الشبكة إلى تصريح للوالدة تقول فيه إن “ملاك استطاعت الكلام، وقالت لها إن شجاراً عنيفاً وقع بينها وبين زوجها، فأقدم الأخير على ضربها”، مشيرة إلى أن آثار الكدمات ما زالت موجودة على جسدها، “فهربت منه إلى حديقة المنزل وهددته بحرق نفسها، إلا أنه لم يبالِ، فسكبت البنزين وأشعلت جسدها”.
العنف الأسري: تعرف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنه “أي فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة”.
تشير الأمم المتحدة إلى أنه في عام 2017، قُتلت 87 ألف امرأة عمداً، ولقي أكثر من نصفهن مصرعهن على أيدي شركاء حميمين من أفراد الأسرة.
المصدر عربي بوست