هل تخفي السلطات عدد وفيات كورونا؟
هناك موضوع يثور الجدل حوله، وهو عدد من فارقوا الحياة في تركيا جراء إصابتهم بفيروس كورونا. الجدل قائم حول ما إذا كانت السلطات تخفي أرقام الوفيات الحقيقة، وهناك الكثير من النظريات.
منذ اليوم الذي بدأ فيه الإدلاء بالتصريحات الرسمية الأولى وأنا أطرح هذا السؤال على كافة الأطباء الذين استضفتهم في برامج تلفزيونية.
لم يستطع أي منهم القول إن الأعداد الحقيقية أُخفيت. أكثرهم تشككًا قال: “ربما لم يُسجل في خانة كورونا من تُوفي قبل تشخيص حالته أو قبل الحصول على نتيجة فحصه”.
مؤخرًا قال عضو لجنة مكافحة فيروس كورونا الأستاذ الدكتور أردوغان جتين قايا: “الخطوات التي تُطبق في العالم يجري تطبيقها هنا بشكل مماثل”.
لا أملك معلومات تمكنني من الإدلاء بدلوي في هذا السياق. لكن يمكنني رؤية الأسباب المحتملة التي جعلت من عدد الوفيات أقل في تركيا.
حسب رأيي هناك ثلاثة أسباب رئيسية تجعل عدد المصابين المتوفين بفيروس كورونا أدنى من المعدلات المسجلة في البلدان الغربية.
1- متوسط أعمار المرضى المصابين بالفيروس من فئة الشباب:
يتناسب توزيع المصابين بفيروس كورونا في تركيا على الفئات العمرية مع معدلات الأعمار الديموغرافية. جزء كبير من المرضى تتراوح أعمارهم ما بين 25 و50 عامًا. تتلوه شريحة كبيرة أخرى تتراوح الأعمار فيها ما بين 30 و60 عامًا.
من المحتمل أن يكون هذا سبب لانخفاض عدد الوفيات، لأن المرض أقل فتكًا في الفئات العمرية الشابة.
2- مع أن النساء المصابات بالفيروس أقل عدديًّا من الرجال في تركيا إلا أن النسبة متقاربة. وهذا ربما يكون ميزة أخرى، لأن كوفيد- 19 أخف تأثيرًا على النساء، ونسبة فتكه بهن أدنى.
3- سبب آخر مهم بقدر السببين الأولين وهو سهولة الوصول إلى النظام الصحي في تركيا. بصفتي رجل حاول الحصول على الخدمات الطبية في أوروبا، وحتى في بلدان مختلفة من أنحاء العالم يمكنني القول إن سهولة الحصول على الخدمات الطبية في تركيا لا تتوفر في أي بلد تقريبًا.
سهولة الوصول للخدمات الطبية ، التي تبدو في الأحوال العادية عبئًا على ميزانية البلد، قد تتحول إلى ميزة في مثل هذه الأحوال غير العادية.