أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

أردوغان: حل مشكلة “قره باغ” شرط لتحسين العلاقات مع أرمينيا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حل مشكلة إقليم “قره باغ” في أذربيجان، شرط لا تنازل عنه من أجل تحسين علاقات أنقرة مع أرمينيا.

جاء ذلك في كلمته أثناء مراسم إحياء الذكرى المئوية لتحرير العاصمة الأذرية باكو، على يد جيش القوقاز الإسلامي في 15 أيلول/ سبتمبر 1918.

وأضاف أردوغان: “من العبث أن يُنتظر منّا فتح حدودنا لمَنْ يحتلون عشرين في المائة من أراضي شقيقتنا (أذربيجان) ويمنعون عودة أكثر من مليون من أشقائنا إلى ديارهم”.

وبيّن أنه لا يوجد درس تاريخي يمكن تلقيه ممن لم يُحاسبوا على ارتكابهم مجزرة “خوجالي” قبل 25 عامًا، ومن لقّبوا المجرمين بالأبطال.

وارتكبت فرقة من الجيش الأرميني في 26 فبراير/ شباط 1992، “مجزرة خوجالي” في إقليم “قره باغ” الأذري، الذي تحتله منذ ذلك الحين.

وراح ضحية المجزرة نحو 613 مدنيًا مسلمًا من أذربيجان؛ منهم 106 نساء و83 طفلاً، و70 مسنًا، فيما أصيب 487 بجروح بالغة، فضلاً عن وقوع ألف و275 رهائن، واختفاء 150.

وتحتل أرمينيا إقليم “قره باغ”، منذ 1992، ونشأت أزمة بين البلدين عقب انتهاء الحقبة السوفييتية؛ حيث سيطر انفصاليون على الإقليم الجبلي، في حرب دامية راح ضحيتها نحو 30 ألف شخص.

واستطرد أردوغان قائلًا: “قضية قره باغ التي تعد أهم القضايا المثيرة للقلق لدى أذربيجان، هي مصدر قلق بالنسبة لنا أيضًا وبنفس الدرجة”.

وشدّد على أن تركيا ستواصل دعم جهود أذربيجان الرامية إلى حل هذه القضية، حتى النهاية، مؤكدًا أن أنقرة قدمت كل ما في وسعها لدعم أذربيجان الشقيقة منذ استقلالها.

وأضاف: “تركيا تعتبر اليوم أهم شريك لأذربيجان في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية وكافة المجالات”.

وبيّن أردوغان أن الحرب التي شهدتها أذربيجان في 15 سبتمبر 1918، لم تكن على الإطلاق حدثًا عابرًا وبسيطًا.

وأشاد بمسارعة “نوري باشا” في تلك الفترة على رأس “جيش القوقاز الإسلامي” لمساندة أذربيجان خلال الحرب، رغم بعد المسافة.

وأيضًا تطرق أردوغان إلى المشاريع المشتركة بين البلدين في الوقت الراهن، مثل خط أنابيب “باكو – تبليسي – جيهان” لنقل النفط، وخط أنابيب “باكو – تبليسي – أرضروم” لنقل الغاز، وخط “باكو – تبليسي – قارص” للقطارات، فضلًا عن خط أنابيب الغاز العابر للأناضول “تاناب”.

وشدّد على أن تركيا هي واحدة من أكبر المستثمرين في أذربيجان، وأن هناك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق البلدين خلال المرحلة القادمة.

يذكر أن “نوري باشا”، قاد جيش القوقاز الإسلامي، الذي شكله أخوه وزير حربية الدولة العثمانية “أنور باشا”، من أجل تحرير بلاد القوقاز من الاحتلال البلشفي، بناءً على طلبٍ تقدم به مسلمو أذربيجان وداغستان.

وقدم هؤلاء المسلمون دعماً كبيراً للجيش إبان دخوله جنوب القوقاز، وبادروا بشكل واسع النطاق للانضمام من أجل القتال في صفوفه ضد القوات البلشفية والعصابات الأرمنية.

واستطاع جيش القوقاز الإسلامي، فرض سيطرته عام 1918 على مدن ومناطق استراتيجية مهمة، مثل “كنجه” و”كويجاي” و”ساليان” و”آقصو” و”كوردمير” و”شماخي”، بعد أن فرض سيطرته على العاصمة “باكو” عقب قتال عنيف مع قوات الاحتلال البلشفي والعصابات الأرمنية.

زر الذهاب إلى الأعلى