أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

أردوغان: متفقون مع بوتين حول وحدة العراق وسوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء الخميس، إن بلاده وروسيا متفقتان على “أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية والسورية”.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس التركي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، عقب لقائهما في أنقرة التي يجري لها الأخير زيارة رسمية حاليا.

وتطرق أردوغان، إلى الاستفتاء الباطل، الذي أجرته إدارة إقليم شمال العراق للانفصال عن بغداد، قائلاً: “منطقتنا باتت أكثر هشاشة في الآونة الأخيرة، والاستفتاء لا يحمل أية شرعية وفق الدستور العراقي والقانون الدولي”.

وأضاف: “لا يحق لأحد الزج بمنطقتنا في النار، وتصعيد التوتر من أجل مصالح شخصية قصيرة المدى”.

وشدّد على أن إدارة الإقليم “ارتكبت خطأ كبيرًا بإجرائها الاستفتاء، رغم التحذيرات الصديقة”.

وأوضح أن “تركيا بصدد اتخاذ بعض الإجراءات فيما يخص الوضع الراهن (في شمال العراق)”.

وأكد أنه “ينبغي منع إدارة الإقليم من الإقدام على أخطاء أكثر كارثية، في الفترة الحساسة بعد الاستفتاء”، داعيًا المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب وحدة أراضي العراق ووحدته السياسية.

وحول الشأن السوري، قال الرئيس التركي: “أكدنا مع روسيا مرة أخرى التزامنا بمواصلة الإرادة المشتركة والتعاون الوثيق حيال حل الأزمة السورية، عبر الطرق السياسية”.

أردوغان ذكر أن المباحثات مع بوتين شملت الوضع في محافظة إدلب السورية (شمال غرب)، ونتائج مباحثات أستانة الأخيرة، وأنهما اتفقا على تكثيف الجهود لتفعيل اتفاقية خفض التوتر بإدلب.

كما أعرب عن سعادته “إزاء دور تلك المباحثات في تعزيز مفاوضات جنيف حول سوريا”، التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وتنطلق جولتها الثامنة خلال وقت قريب.

وبخصوص زيارة الرئيس الروسي، أعرب الزعيم التركي عن سعادته لاستضافة بوتين، وأوضح أن “لقاء اليوم (الخميس) أتاح الفرصة للتباحث أيضًا حول العلاقات التركية الروسية، والتطورات الإقليمية”.

ولفت أنه التقى نظيره الروسي خلال العام الحالي 5 مرات، وتشاورا بشكل مكثف هاتفيًا حول الأجندة الراهنة.

وعلى صعيد العلاقات التركية الروسية، لفت أردوغان إلى استمرار تعزيز العلاقات بين البلدين، مؤكدًا أن لديهما إصرار على تطويرها خلال الفترة المقبلة.

وأكد أردوغان أنه اتفق مع بوتين على الشروع في التحضير للاجتماع السابع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين، العام المقبل، والفعاليات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، التي ستعقد على هامش الاجتماع.

وذكّر أردوغان أن نظيره سيزور بلاده مجددًا العام المقبل للمشاركة في الاجتماع المذكور.

وفي ذات السياق أعرب عن سعادته بزيادة حجم التجارة بين تركيا وروسيا، خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري بنسبة 22%، مشيرًا إلى زيادة عدد السياح الروس الذين زاروا بلاده هذا العام.

وتابع: “متفقون أننا قادرون على رفع جميع المؤشرات الاقتصادية المشتركة، فكما تعلمون كنا قد وضعنا الـ100 مليار دولار (سنويًا) هدفًا لنا (لحجم التجارة المتبادلة)”.

وأستطرد قائلا “آمل بأن تحقق اللجنة الاقتصادية المشتركة التي من المتوقع أن تعقد الشهر المقبل (أكتوبر/تشرين أول) نتائج بشأن حل القضايا الحرجة في علاقاتنا الاقتصادية”.

وذكر أردوغان أن من أهم الملفات المشتركة هي الطاقة، وأن بدء عمل مشروعي “السيل التركي” ومحطة “أق قويو” النووية قريبًا يحتل أهمية كبيرة لبلاده.

من جانبه، أشار بوتين أنه تناول مع أردوغان الملفات الثنائية والإقليمية “بشكل صادق وبناء”.

ولفت أن تشكيل مناطق خفض التوتر في سوريا أعطى زخمًا لمباحثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة السورية.

وأضاف أن مبادرة مناطق خفض التوتر في سوريا، جرى طرحها خلال لقائه مع أردوغان في مدينة سوتشي الروسية، في مايو/أيار الماضي.

 وقال إن “العمل المتعلق بتشكيل مناطق خفض التوتر، اتسم بالصعوبة، سواءً من حيث إقناع أطراف النزاع في سوريا، أو التفاهم بين الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران)”.

وتابع: “لكننا حققنا نجاحًا هامًا رغم كافة الصعوبات، لا سيما بفضل إرادة ومبادرات صديقي السيد أردوغان”.

وأضاف الزعيم الروسي أن المباحثات تناولت تنسيق الخطوات القادمة لحل الأزمة السورية، وأنهما اتفقا على عمل مشترك لتنفيذ خفض التوتر، بموجب التفاهم الذي جرى التوصل إليه في أستانة.

واعتبر بوتين أن الظروف تهيأت لإنهاء الحرب في سوريا، وعودة الأهالي إلى منازلهم.

وحول استفتاء انفصال إقليم شمال العراق، قال بوتين إنه بحث مع أردوغان هذا الملف، وأن الموقف المبدئي لبلاده بهذا الصدد قد جرى الافصاح عنه مسبقًا من قبل الخارجية الروسية.

وأشار أنه اتفق مع أردوغان على تفعيل الجهود دبلوماسيًا وعسكريًا واستخباراتيًا، من أجل حل الأزمة السورية وقضايا المنطقة.

وفي الشأن الاقتصادي، قال بوتين التبادل التجاري بين البلدين حقق زيادة ملحوظة خلال العام الجاري، بعد انخفاضه العام الماضي.

وأوضح أن عدد السياح الروس الوافدين إلى تركيا زاد 11 ضعفًا هذا العام مقارنة بـ2016، وبلغ 2.5 مليون سائح.

ولفت أنه بحث مع أردوغان ملف الطاقة، لا سيما مشروعي أنبوب السيل التركي لنقل الغاز الروسي لأوروبا عبر تركيا، ومحطة أق قويو النووية، التي يجري تشييدها من قبل روسيا في تركيا.

وبين أنه تتم دراسة الإسراع في تشييد الوحدة الأولى من المحطة، وإدخالها حيز التنفيذ في أقرب وقت.

ووصل بوتين، في وقت سابق مساء الخميس، العاصمة أنقرة، في زيارة رسمية، لم يتم الإعلان عن مدتها.

واستقبل أردوغان، ضيفه الروسي بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة.

زر الذهاب إلى الأعلى