أردوغان يطالب السويد بالوفاء بتعهداتها: كيف تثق تركيا ببلد يحتضن الذين حاولوا الانقلاب وقتلوا الآلاف من أبناء شعبنا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة 7 يوليو/تموز 2023، إن بلاده تنتظر من السويد أن تفي بتعهداتها كي توافق أنقرة على انضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال الرئيس أردوغان خلال مشاركته الجمعة، في حفل تخريج ضباط بمدينة إسطنبول، إن الجيش التركي أدى بنجاحٍ جميع المهام الموكلة إليه في إطار الأمم المتحدة وحلف الناتو، وإن ” الجيش والشعب التركيَّين لم يلحقا أي ضرر بسمعة المنظمات الدولية التي نخدم تحت قبتها”.
ولفت إلى أن عدداً قليلاً جداً من الحلفاء قدم مثلما قدمته تركيا من إسهامات لحلف الناتو في الأعوام الـ71 الماضية.
وأضاف: “في حين أن هذه الحقائق واضحة للعيان، فإننا نأسف لحملات التشويه التي تشن ضد بلادنا منذ مدة، ونشعر بالقلق على مستقبل التحالف في ظل الخطوات المراد اتخاذها على حساب الأعراف والتقاليد الراسخة”.
وأكد أن الجميع يدرك جيداً موقف تركيا المؤيد لتوسيع حلف الناتو، وأضاف: “ندعم سياسة الباب المفتوح للحلف، ونحن مستعدون لاحتضان كل من يُظهر الولاء للقيم الأساسية للحلف، خاصةً تلك المتعلقة بالكفاح الحازم ضد الإرهاب”.
وأردف: “أظهرنا موقفنا المبدئي بالموافقة على عضوية فنلندا (في الناتو)، لكننا لم نتردد في إظهار رد فعل تجاه أولئك الذين يحمون الإرهابيين ولا يتخذون الإجراءات اللازمة بمكافحة الإرهاب”.
وتابع: “لا يوجد أي مبرر منطقي لأولئك الذين يطالبون بإظهار التضامن تحت قبة الناتو، ثم يحتضنون القتلة الذين حاولوا الانقلاب في تركيا أو الذين قتلوا الآلاف من أبناء شعبنا طيلة 40 عاماً”.
وشدد الرئيس التركي على أنه “لا يمكن للإرهاب والديمقراطية، أو الإرهاب والأمن، أو الإرهاب والإنسانية أن يقفوا جنباً إلى جنب”.
وأضاف: “جوهر التحالف هو خلق مناخ من الثقة المتبادلة والتضامن، وبدون ذلك لا فائدة من الحديث عن مواضيع أخرى”.
ولمن يقدم النصائح لتركيا، تساءل أردوغان مستنكراً: “كيف يمكن أن تثق تركيا ببلد يصول ويجول الإرهابيون في شوارعه؟ كيف يمكن لدولة لا تضع مسافة بينها وبين التنظيمات الإرهابية أن تقدم إسهامات لحلف الناتو؟ كيف يمكن لمن لا يحارب الإرهاب أن يحارب أعداء الحلف؟”.
وأضاف: “نتصرف بإخلاص وشفافية وليست لدينا أجندة سرية، كما هو الحال في جميع أمورنا”.
وزاد: “ننتظر مراعاة التعهدات المقدمة لبلادنا في مدريد (بالمذكرة الثلاثية بشأن انضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو)، نريد أكل العنب لا شأن لنا مع الناطور”.
وقال إنه سيعيد تأكيد كل هذه القضايا أمام قمة الناتو المقررة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، الثلاثاء المقبل.
قمة مرتقبة
في السياق، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أن قمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، المقررة الإثنين المقبل، ستبحث معالجة الخلافات بين البلدين بشأن عضوية السويد في الحلف.
وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي بمقر الحلف في بروكسل، إن الاجتماع بين ممثلي السويد وفنلندا وتركيا كان “جيداً وبنّاء”.
وأضاف: “تم إحراز تقدم، لكن ما تزال هناك أوجه قصور تحتاج إلى معالجة”.
وأردف “لذا دعوت الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء كريسترسون لحضور اجتماع في فيلنيوس (عاصمة ليتوانيا) يوم الإثنين”، كما أضاف: “سوف نلتقي نحن الثلاثة هناك، للنظر في التفاصيل ومناقشة القضايا الملموسة بشأن الخلاف بين تركيا والسويد، هذا أفضل طريق لمعالجة الخلافات”.
والخميس، استضاف مقر حلف الناتو اجتماعاً للآلية المشتركة الدائمة بين تركيا وفنلندا والسويد، بحضور ستولتنبرغ.
وجاء الاجتماع قبيل قمة الحلف المقررة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس يومي 11 و12 يوليو/تموز الجاري.