أخــبـار مـحـلـيـة

أردوغان يطالب الغرب بالضغط على إسرائيل لتنفيذالقرارات الأممية

 

طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الغرب بالضغط على إسرائيل لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، مؤكدا أن حقوق الإنسان والقانون الدولي يأمران بوقف هذه “الحرب القذرة” على غزة.

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة خلال عودته من أوزبكستان، عقب مشاركته الخميس في قمة منظمة التعاون الاقتصادي، بالعاصمة طشقند.

وخاطب أردوغان الغرب قائلا: “إن كنتم صادقين بشأن وقف إطلاق النار فاضغطوا على إسرائيل لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة”.

وأكد أن بلاده تهدف إلى ضمان مرور السكان في مدينة غزة إلى نقاط يمكن تقديم المساعدة الطبية لهم.

وأضاف: “نحاول إبقاء جميع المنصات الدولية نشطة وفاعلة، ونستخدم جميع الإمكانات الدبلوماسية بالحد الأقصى للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة”.

وتابع: “نسعى جاهدين لفعل شيء لوقف الجرح النازف في غزة وسيكون إيقاف إسرائيل أسهل إذا شاطرتنا الولايات المتحدة مساعينا هذه”.

وأكد أن حقوق الإنسان والقانون الدولي يأمران بوقف مثل هذه “الحرب القذرة على الفور”.

ولفت أنه لا ينبغي لأحد أن يرى نفسه في القانون الدولي، وينبغي على الجميع أن يتخذ موقفا ضد كل من يستهتر به.

وتابع: “للأسف إسرائيل تمعن في الاستهتار الذي تحدثت عنه، وطالما لم تحل مسألة العربدة الإسرائيلية فلا يمكن الحديث عن سلام بمنطقتنا والعالم ولا عن منظومة قانون دولي بمعنى الكلمة”.

وتطرق الرئيس إلى قمة التعاون الإسلامي التي ستعقد الأحد في الرياض لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن القرارات التي ستخرج عنها “ستكون خطوة كبيرة لوقف الظلم الإسرائيلي”.

ولفت إلى أن إسرائيل لم تبدأ بقتل الفلسطينيين اليوم وأن تاريخ مجازرها يمتد إلى عام 1947.

وأشار إلى أنه صدح بذلك للعالم بأسره أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر مقارنة خريطة 1947 والخريطة الراهنة للأراضي الفلسطينية، حيث يظهر جليا كيف قضمت إسرائيل أراضي الفلسطينيين.

ولفت الرئيس أردوغان إلى أن الهجمات الإسرائيلية ومنذ بدايتها يقف خلفها الغرب بأسره وعلى رأسه الولايات المتحدة.

وأشاد أردوغان بموقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حيال ما يجري في فلسطين.

وقال: “إن كان غوتيريش أظهر موقفا يستحق التقدير وهو ما فعله، فهناك بعض الأسباب لذلك، فهو أيضًا رأى ويرى الحقيقة، وباعتباره الأمين العام للأمم المتحدة، فهو يقف إلى جانب الحق وصاحب الحق”.

كما أشار أردوغان إلى قلة عدد الدول التي تقف بصف الولايات المتحدة وإسرائيل، مستشهدا بالتصويت الذي جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على مشروع قرار دعا لهدنة إنسانية.

وأشار إلى وجود 14 دولة بجانب الولايات المتحدة في التصويت (ضد القرار) فيما أظهرت 120 دولة موقفا مشرفا عبر التصويت بنعم، مشيرا أن نحو 40 دولة امتنعت عن التصويت ويجب اعتبارها مع الدول الـ 120.

وذكر الرئيس أردوغان أنه سيواصل التركيز على دبلوماسية الاتصالات الهاتفية عقب قمة الرياض، وسيطلق حملة من أجل زيادة عدد الدول المدافعة عن الحق والعدالة أكثر في الأمم المتحدة.

وأردف: “رغبتنا ليس فقط بتوفير ممر عبور للمساعدات الإنسانية، بل أيضا زيادة الضغط على إسرائيل لضمان مرور الجرحى الفلسطينيين المظلومين”.

وتابع: “هدفنا هو ضمان مرور جميع هؤلاء الأشخاص من غزة إلى النقاط التي يمكننا فيها تقديم المساعدة الطبية، وبينهم مرضى السرطان والأشخاص المصابون بجروح خطيرة او طفيفة”.

وتابع : “إذا تم فتح هذا الممر، فنحن على استعداد لنقل إخواننا الجرحى والمصابين بأمراض مزمنة مثل السرطان إلى مستشفياتنا”، ولفت إلى تلقي بعض الإشارات الإيجابية حول إمكانية نقل تلك الحالات إلى تركيا.

وأكد الرئيس أردوغان إيلاءه أهمية كبيرة لقمة الرياض المرتقبة، وأضاف: “نؤمن أن بوصلة ضمير المجتمعات تشير دائما إلى الصواب”.

وتابع: “هدفنا الأساسي هو ضمان وقف إطلاق النار، ولتحقيق ذلك فإننا نتخذ جميع الخطوات اللازمة ونجرّب جميع الطرق التي ينبغي تجربتها”.

وأردف: “الجهود المبذولة لوقف موت الناس واحتضان الأطفال الذين يرتجفون خوفا والتخفيف من معاناتهم ولو قليلا، لن تكون النتيجة النهائية بالنسبة لنا بل نقطة البداية للحل”.

وقال الرئيس أردوغان “نستخدم إمكانيات الدبلوماسية إلى أقصى حد لضمان وقف إطلاق النار، ونشرح للأطراف التي نتحدث معها خارطة الطريق للحل الصحيح والعادل والدائم، ونحاول خلق رأي عام دولي لتنفيذ هذا الحل”.

وتابع “نحن نخطط الخطوات التي سيتعين اتخاذها بعد وقف إطلاق النار بأدق التفاصيل، ونعمل على تطوير صيغ بهدف بناء سلام راسخ ومستدام”.

وتطرق الرئيس أردوغان إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أنقرة مؤخرا ولقائه نظيره التركي هاكان فيدان.

ولفت إلى أن فيدان قدم بعض المقترحات لنظيره بلينكن مثل رفع عدد شاحنات المساعدات الانسانية التي تدخل إلى غزة.

وأوضح أنه يدخل ما بين 20 و30 شاحنة إلى غزة في اليوم، مؤكدا أن هذا الرقم ضئيل جدا وينبغي رفعه إلى ما لا يقل عن 500 شاحنة.

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن فيدان أبلغه أن بلينكن تعاطى بإيجابية مع هذا المقترح.

ونوه أردوغان أنه حال تم رفع عدد الشاحنات فإن ذلك من شأنه أن يخفف ولو بعض الشيء من المعاناة على صعيد الاحتياجات الإنسانية في غزة.

كما لفت إلى استهداف إسرائيل قافلة تضم سيارات اسعاف، وأكد ضرورة سد النقص فيما يتعلق بهذه السيارات.

وأكد أن تركيا تعمل بشكل مكثف من أجل سد النقص بخصوص سيارات الإسعاف في قطاع غزة، وأيضا إيصال الأدوية والأغذية وغيرها من المساعدات الانسانية عبر التعاون مع بعض الدول.

وتابع: “نحن نسعى جاهدين لضمان الاستجابة لمقاربتنا التي تركز على الإنسان، باستخدام جميع الإمكانيات الدبلوماسية”.

وفي حديثه عن الأسرى، قال أردوغان إن حركة “حماس” ليست لديها رغبة في إبقاء المدنيين الإسرائيليين لديها.

واستدرك قائلا : “بل على العكس من ذلك، ما ينبغي أن يكون هو إطلاق إسرائيل سراح الفلسطينيين لديها”.

وأضاف: “لو تدخلت تركيا كوسيط، فإن ما يتعين على إسرائيل القيام به هو إطلاق سراح الفلسطينيين بسرعة، وعلى حماس إطلاق سراح الإسرائيليين على الفور، لكن هناك شيئان: جنود، ومدنيون”.

وتابع: “إسرائيل اعتقلت قرابة ألفي شخص في الضفة الغربية خلال الشهر الماضي، وقبل ذلك كان هناك نحو 10 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال، زجتهم في السجون. وحماس تطالب بإطلاق إسرائيل سراح الفلسطينيين المعتقلين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخاصة النساء والأطفال”.

ولفت إلى أن إسرائيل وصلت إلى مرحلة متقدمة من انعدام الضمير عبر اعتقالها أطفالا بأعمار متفاوتة.

وتابع: “إذا تم اتخاذ خطوات إيجابية، سنسعى للمساهمة في حل هذه المشكلة”.​​​​​​​

 




زر الذهاب إلى الأعلى