أخــبـار مـحـلـيـة

أردوغان يفتتح الدورة التشريعية الـ 26 لمجلس النواب التركي

افتتح الرئيس رجب طيب أردوغان الدورة التشريعية الـ 26 لمجلس النواب التركي اليوم السبت في العاصمة أنقرة، وفي كلمته بهذه المناسبة أشاد أردوغان بمواقف النواب الذين تواجدوا في المبنى الرئيسي للبرلمان التركي أثناء تعرضه للقصف من قِبل الانقلابيين ليلة 15 تموز/ يوليو الماضي.

وأكد أردوغان أنّ نواب البرلمان وعامة الشعب التركي سطّروا ملاحم البطولة في تلك الليلة، وتمسكوا بديمقراطية الدولة، ولقنوا العالم درساً في الديمقراطية والحرية.

وأضاف أردوغان أنّ اجتماع مجلس الأمن التركي الذي عقد قبل يومين في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أوصى الحكومة التركية بإعلان يوم 15 يوليو عطلة رسمية، وذلك تخليداً لذكرى الشهداء الذين سقطوا نتيجة محاولة الانقلاب الفاشلة، مشيراً في هذا الخصوص إلى مواصلة العمل على إنشاء تماثيل في أنقرة وإسطنبول تجسد شهداء 15 تموز.

كما أشار أردوغان إلى وجود جهات لم تتمكن من التنديد بمحاولة الانقلاب الفاشلة قائلاً في هذا الخصوص: “هناك بعض الجهات التي تحاول إيهام الرأي العام التركي والعالمي بأنّ محاولة الانقلاب لم تكن سوى لعبة، وإنني أقول بأنّ كل من لا يندد بهذه المحاولة بشكل صريح، فهو شريك فيها”.

وفيما يخص مكافحة تركيا للمنظمات الإرهابية داخل وخارج البلاد، أكّد أردوغان على مواصلة هذه المكافحة، مبيناً أنّ منظمة “بي كا كا” وامتدادها في سوريا المتمثل في حزب الاتحاد الديمقراطي، وبالاشتراك مع داعش يحاربون التدخل التركي في سوريا ويقفون في وجه عملية درع الفرات التي بدأت قبل أكثر من شهر.

ولفت اردوغان إلى أنّ العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية في الداخل والخارج، تلقى ترحيباً من قِبل سكان تلك المناطق، مشيراً في هذا الصدد أنّ تركيا عازمة على تطهير كافة المناطق الجنوبية والمناطق السورية المتاخمة للحدود التركية من المنظمات الإرهابية.

وأكّد أردوغان أنّ تركيا لما كانت قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية لولا التطور الحاصل فيها على كافة الأصعدة، وخاصة الاقتصادية، مشدداً في هذا الخصوص على متابعة النهضة والتطور عبر الإسراع في إنشاء دستور جديد للبلاد بدل الدستور القائم.

وفي هذا الصدد تعهد أردوغان بدعم كافة الجهود التي يبذلها البرلمان التركي لإصدار دستور جديد، لافتاً أنه يقوم بواجباته الدستورية على أكمل وجه بصفته رئيساً للجمهورية التركية، ومبيناً أنه سيواصل الدفاع عن البلاد في المحافل الدولية.

وفيما يخص الأزمة السورية قال اردوغان: “الموقف التركي تجاه الأزمة السورية كانت وما زالت ثابتة، فالأزمة السورية يجب أن تُحل وفقاً لإرادة الشعب السوري، فالعقل لا يمكن أن يتقبّل عدم إمكانية المجتمع الدولي القضاء على تنظيم داعش الذي يبلغ عدد عناصره بضعة آلاف، فهناك دول ترسل المتطرفين من بلدانهم إلى سوريا والعراق، وتركيا عازمة على القيام بواجباتها الإنسانية تجاه اللاجئين السوريين والعراقين”.

وأفاد أردوغان أنّ الدول الأوروبية لم تستطع تجاوز امتحان الإنسانية عندما قررت إغلاق حدودها بوجه اللاجئين السوريين، مشيراً أنّ تركيا ستتابع القيام بواجباتها الإنسانية تجاه المظلومين وستعمل على إيقاظ العالم ولفت أنظارهم إلى معاناة الشعب السوري.

وعن عملية درع الفرات أكّد أردوغان أنّ هذه العملية تهدف إلى تأسيس منطقة آمنة تبلغ مساحتها 5 آلاف كيلو متر مربع، مبيناً أنّ العملية ستستمر إلى أن يتم تحقيق هذا الهدف، ومنع إنشاء حزام إرهابي في المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية.

ولفت أردوغان أنّ عملية درع الفرات أحبطت مزاعم بعض الدول التي تدعي بأنّ حزب الاتحاد الديمقراطي (الذراع السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية) هو الوحيد الذي يحارب تنظيم داعش الإرهابي.

كما أكّد أردوغان أنّ بلاده ستعمل على تحرير مدينة الموصل من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، وأنّ تركيا لا تستطيع أن تظلّ مكتوفة الأيدي حيال ما يجري في المنطقة، وأنّ أمن حدود البلاد والمواطنين الأتراك، يُلزم للدولة التركية التدخل في شؤون المنطقة.

وتطرق أردوغان إلى العلاقات الدولية لتركيا مشيراً أنّ بلاده تتبع سياسة خارجية متعددة مع الدول الفاعلة في المنطقة والعالم، لافتاً في هذا الصدد إلى أنّ أنقرة قامت بتطبيع علاقاتها مع كل من روسيا وإسرائيل، وأنّ هاتين الخطوتين ستعودان بالنفع على شعوب هذه الدول وعلى شعوب المنطقة برمتها.

وعن علاقات تركيا مع إيران قال أردوغان إنّ الجانبين يبذلان جهوداً مضاعفة من أجل إزالة اختلاف وجهات النظر حول القضية السورية، بالإضافة إلى المساعي المبذولة لتعزيز العلاقات بين البدين على كافة الأصعدة.

وانتقد اردوغان مماطلة الاتحاد الأوروبي فيما يخص رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك الراغبين في زيارة منطقة شنغن، مشيراً أنّ تركيا قامت بواجباتها ومسؤولياتها تجاه أوروبا، إلّا أنّ الاتحاد الأوروبي اتبع سياسة المماطلة في كل شيء.

وبخصوص الشؤون الاقتصادية، قال اردوغان إنّ الذين عجزوا عن إعاقة تطور تركيا سياساً، لجؤوا إلى عرقلة تطور أنقرة عبر الاقتصاد وإطلاق أكاذيب حول دخول تركيا في أزمة اقتصادية، لافتاً انّ محاولات ضرب الاقتصاد التركي تكررت عقب كل أزمة تحصل في تركيا.

وانتقد أردوغان في هذا السياق قيام وكالة موديز للتصنيف الائتماني بتخفيض درجة تركيا، قائلاً إنّ هذه الوكالة تتخذ قراراتها وفق المواقف السياسية، وإنّ قرارها الأخير لم تنعكس سلباً على إقبال المستثمرين إلى تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى