منذ فترة طويلة يؤمن الرئيس “رجب طيب أردوغان” بأن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب التضخم، وقام بتطبيق النظرية غير التقليدية من خلال تنصيب “مراد أويسال” حاكماً للبنك المركزي هذا الشهر بعد طرد سلفه “مراد سيتينكايا” متهماً أياه بالفشل في الخفض عاجلاً.
وقد أظهرت الليرة حتى الآن رد فعل خفيف على إقالة أردوغان لمحافظ البنك المركزي السابق، وفاجأ “مراد أويسال” محافظ البنك المركزي التركي الجديد الأسواق بتقديم أكبر تخفيض لسعر الفائدة منذ التحول إلى استهداف التضخم في عام 2002، وبعد مرور أقل من ثلاثة أسابيع على تنصيبه من قبل أردوغان.
حيث أشرف على تخفيض الفائدة بنسبة 425 نقطة أساس في سعر الفائدة الرئيسي في تركيا حيث خفضتها لجنة السياسة النقدية من 24% إلى 19.75٪ اليوم الخميس. هذا يعتبر أول تخفيض منذ عام 2016 بعد انقسام الاقتصاديين حول مدى عمق البنك المركزي نحو معدل التخفيص وكانت أغلب التنبؤات عند 21.5 ٪.
قد برر البنك المركزي التركي هذه الخطوة جزئياً من خلال الإشارة إلى سياسة التيسير في الاقتصاديات المتقدمة، وقال إن توقعات التضخم استمرت في التحسن مع استمرار ظروف الطلب المحلي والسياسة النقدية المشددة في دعم تراجع التضخم .
بالإضافة إلى ذلك، أعرب صناع السياسة عن قلقهم إزاء تزايد الحمائية وعدم اليقين فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية العالمية.
لكن خفض أسعار الفائدة الذي تتوقعه الأسواق المالية ربما أقل مما يريد أردوغان كمعيار تقريبي، ويرى الإقتصاديون أنه يسعى للحصول على 12 نقطة مئوية من التخفيف هذا العام. كما يرى الرئيس أن هدف التضخم قد يتم مع خفض أسعار الفائدة بطريقة جادة، وإذا كان هذا السيناريو قابل للتحقق إذاً نفترض أنه يهدف إلى تضخم بنسبة 9٪ في ديسمبر.
انخفضت الليرة بعد قرار خفض الفائدة بنسبة 1.1 ٪ مقابل الدولار قبل محو الخسائر فيما بعد. كما تشهد تداولات إيجابية مقابل الدولار الأمريكي مع بداية جلسات الأسبوع مستقرة قرب أقل مستوياتها في 3 أشهر.
كان أداء الليرة طوال هذه الدراما غير عادي أيضاً فعلى عكس كل التوقعات كان الأفضل أداء لجميع العملات مقابل الدولار الأمريكي خلال الأسابيع الستة الماضية حيث كسبت حوالي 8 ٪.
أما في ظل مخاوف المصداقية للبنك المركزي وتدخل أردوغان المتزايد في السياسة النقدية والذي يزعج الأسواق المالية، وإمكانية أن يؤدي إلى جولة أخرى سلبية على الليرة سواء من المستثمرين الأجانب أو المدخرين المحليين. بعد أكبر خفض للفائدة في تاريخ تركيا الحديث إلا أن هذا ليس الأكبر في الأسواق العالمية خلال الدورة الحالية في 2019.
إلا أنه قد يكون هناك حافز ينتظر الليرة التركية هذا الأسبوع، وهذا مع فرص أن الاحتياطي الفيدرالي على وشك الدخول في دورة تخفيض للفائدة. حيث هذا شيء يميل إلى إعطاء فائدة كبيرة للأسواق الناشئة.
سيكون المستثمرون فضوليين لمعرفة ما إذا كان يشارك الرئيس “رجب طيب أردوغان” الاعتقاد غير التقليدي بأن أسعار الفائدة المرتفعة تسبب التضخم.
حيث سيواجه محافظ البنك المركزي التركي الجديد “مراد أويسال” أسئلة عامة للمرة الأولى يوم الأربعاء عندما يقدم تقرير التضخم الفصلي.
على أساس فني، قد يستهدف على المدى القصير زوج الدولار مقابل الليرة التركية مستوى 5.5640 متوسط متحرك 200 يوم، وفي حالة إغلاق مستوى يومي ما دونها قد يعزز من مكاسبها.
وعلى المدى المتوسط كما ذكرنا سابقاً مستوى الدعم الهام سيكون عند 5.4760، وهو بحاجة لإغلاق أسبوعي ما دونه لعودة الليرة إلى مستويات فبراير قرب مناطق 5.24. مع العلم أن زوج العملة يشكل حالياً نموذج المثلث المحايد على المؤشر الزمني الأسبوعي بإنتظار اختراق ليشكل نموذج إيجابي أو سلبي.
عبدالحميد ماهر