أشرفية صحنايا وجرمانا تحت النار: اشتباكات مسلحة وتوترات طائفية تهز ريف دمشق

أفاد مراسل تلفزيون سوريا، الأربعاء، بأن الاشتباكات المسلحة تجددت فجر اليوم في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، عقب هجوم شنته عناصر مسلحة على المدينة.

وقال تامر رفاعة الممثل عن المجتمع المحلي في أشرفية صحنايا لتلفزيون سوريا، إن المهاجمين فصائل غير معروفة الانتماء، مناشدا الحكومة السورية للتدخل لفض الاشتباكات في المدينة.

وجاء ذلك بعد ساعات من اشتباكات متقطعة في أشرفية صحنايا يوم أمس الثلاثاء، حيث أعلن الأمن العام فرض حظر للتجوال.

 

 

وأشارت شبكات إخبارية محلية إلى سقوط قتلى في الاشتباكات، في حين تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر تبادلا لإطلاق النيران من أسلحة خفيفة ومتوسطة في المنطقة.

الاشتباكات امتدت أيضاً إلى قريتي الثعلة والدور في ريف السويداء، حيث سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف من قبل مجموعات مجهولة، ولم تُسجّل إصابات بين المدنيين، في وقت رصد فيه السكان تحليقاً مكثفاً لطائرات مسيّرة.

يأتي ذلك بالتوازي مع ما شهدته مدينة جرمانا في ريف دمشق، خلال ليل الاثنين وفجر الثلاثاء 29 أبريل/نيسان 2025، من توتر أمني بعد تداول تسجيل صوتي يتضمّن إساءة للنبي الكريم، نُسب إلى أحد شيوخ الطائفة الدرزية. 

وعلى الرغم من نفي الشيخ المعني صلته بالتسجيل وتأكيده أن الصوت ليس صوته، إلا أن ذلك لم يحدّ من موجة الغضب العارمة التي اجتاحت الشارع، حيث اندلعت تظاهرات في عدة مناطق رُفعت فيها شعارات طائفية متطرفة دعت إلى استهداف أبناء الطائفة الدرزية على الرغم من استنكار عدد من شيوخ الدروز وعائلاتها للتسجيل المسرب ورفضهم للمساس بالرموز الدينية. 

حصل هذا تزامنًا مع هجوم شنته عناصر مسلحة على مدينة جرمانا. وقد أدّت هذه الأحداث إلى اشتباكات عنيفة بين القوى الأمنية والمجموعات المحلية من جهة، وبين العناصر المهاجمة من جهة أخرى، ما أسفر عن وقوع عدد من القتلى والجرحى نتيجة الاشتباكات وقذائف هاون سقطت على المدينة.

ردود الفعل الرسمية والمحلية

أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها تتابع عن كثب قضية التسجيل الصوتي المسيء، وتعمل على التحقق من هوية المتورط الفعلي. وأشارت إلى أن التحقيقات الأولية بيّنت أن الشخص الذي نُسب إليه التسجيل ليس هو صاحب الصوت الحقيقي.

في أعقاب التصعيد الأمني الخطير عُقد اجتماع طارئ ضم وفدًا حكوميًا وممثلين عن المجتمع الأهلي والديني في المدينة. شارك في الاجتماع الدكتور محمد علي عامر، مسؤول الغوطة الشرقية ممثلًا عن محافظ ريف دمشق، إلى جانب الأستاذ أحمد طعمة، مسؤول الشؤون السياسية في المحافظة، وعدد من مشايخ المدينة وشخصياتها الاجتماعية.

وتوصل المجتمعون إلى جملة من البنود بهدف تهدئة التوتر واستعادة الاستقرار، أبرزها: التعهد بإعادة الحقوق وجبر الضرر لعائلات الشبان الذين قضوا نتيجة الأحداث، والعمل على محاسبة المتورطين في الهجوم وتقديمهم للقضاء، بالإضافة إلى وضع حد للتجييش الإعلامي بكل أشكاله وتوضيح حقيقة ما جرى للرأي العام. كما تم الاتفاق على ضمان تأمين حركة المرور بين دمشق والسويداء أمام المدنيين. 

Exit mobile version