عـالـمـيـة

“أفغانستان ربما تتحوّل إلى سوريا جديدة”.. نائب أمريكي يُحذر من اندلاع حرب أهلية وتمزّق طالبان

حذّر عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية ميتشغان، والعضو البارز بلجنة الأمن القومي واللجان الفرعية الخاصة بالرقابة الإدارية والمساءلة، بيتر ماير، من أن أفغانستان قد تتحول إلى سوريا جديدة، مؤكداً أن شكل السنوات العشرين التالية في أفغانستان سيحدده ما سيحدث خلال العشرين يوماً المقبلة، وذلك طبقاً لما أورده موقع Axios الأمريكي، الأحد 29 أغسطس/آب 2021.

 

 

السيناريو الأسوأ

 

حيث قال ماير، الذي شارك في حرب العراق، وزار العاصمة الأفغانية كابول قبل أسبوع بالضبط من الموعد النهائي للانسحاب الأمريكي: “السيناريو الأفضل هو أن تصبح أفغانستان مثل العراق اليوم؛ أما السيناريو الأسوأ فهو أن تصبح مثل سوريا اليوم. ولا أظننا نعرف أي المسارين ستسلك في الوقت الحالي”.

ماير أضاف، خلال مقابلة مساء يوم الجمعة 27 أغسطس/آب: “أسوأ ما قد نفعله هو أن ننسى هذه المنطقة بعد هذا الانسحاب وألا نفي بالتزاماتنا”، مشدّداً على ضرورة قيام الولايات المتحدة بالمحافظة على حضورها الدبلوماسي لأسباب تنموية وأمنية.

فيما لفت عضو الحزب الجمهوري المستجد إلى أن “السيناريو الأسوأ هو أن تتمزق طالبان بفعل اقتتال داخلي وتفقد السيطرة على البلاد، فتندلع حرب أهلية”، محمّلاً وزارتي الدفاع والخارجية مسؤولية جزء كبير من الفوضى التي عمّت هذا الانسحاب الأمريكي.

تقديرات خاطئة

 

تابع: “جميعنا رأينا هذه التقديرات الزمنية -في يوليو/تموز الماضي- بأن الحكومة الأفغانية ستصمد من ستة إلى تسعة أشهر بعد الانسحاب. وفي أوائل أغسطس/آب، تغير التقدير ليصبح من 30 إلى 90 يوماً بعد 31 أغسطس/آب. ولكننا لم نصل حتى لـ15 أغسطس/آب”.

كما واصل حديثه قائلاً: “من المخجل أن يوضع رجالنا ونساءنا هناك في هذا الموقف. ومن المخجل أن الإدارة لم تبدأ عمليات الإجلاء إلا بعد وقت طويل”، منتقداً أداء الكونغرس الأمريكي على عدم مشاركته كما ينبغي. وقال إنه يعتقد بضرورة عودة صلاحيات الحرب إلى مجلس النواب ومجلس الشيوخ.

فيما أردف: “الكثير مما حدث -وهذا ينطبق على جميع الإدارات- يرجع إلى تخلي الكونغرس عن دوره وترك هذا الأمر في يد الرئيس فقط. بينما لا يصح أن يكتفي الكونغرس بالإدلاء بتصريحات هجومية هنا وهناك من بعيد”.

“إهانة الكونغرس”

 

ماير، الذي يشغل أيضاً منصب عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، يرى أن مستوى المعلومات التي يتلقاها الكونغرس عن أفغانستان “مُهين”، مشيراً إلى أن “أي شخص لديه حساب على تويتر ويتابعه باستمرار يعرف أكثر من هذا”.

في هذا الإطار، يقول: “شعرت أن الاعتماد على كبار القادة في وزارتي الدفاع والخارجية والبيت الأبيض لفهم ما يحدث جعلني غير مستعد لتنفيذ واقتراح صنع القرار المتوقع من شخص في منصبي”.

في حين شدّد على أن “الحاجة إلى المزيد من تحمُّل المسؤولية والتنظيم هي ما دفعته هو والنائب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس سيث مولتون إلى رحلتهما السرية إلى أفغانستان يوم الثلاثاء 24 أغسطس/آب”.

يُذكر أن استيلاء طالبان السريع على السلطة أثناء انسحاب القوات الأمريكية وقوات الدول المتحالفة معها، والمشاهد الفوضوية في المطار، شكّل أكبر تحدٍّ يواجه بايدن في السياسة الخارجية حتى الآن.

كان بايدن أرسل آلاف الجنود إلى المطار عندما اجتاحت حركة طالبان أفغانستان في وقت سابق من هذا الشهر؛ للمساعدة في إجلاء المواطنين الأمريكيين والأفغان المعرَّضين للخطر وغيرهم من الأجانب الذين يحاولون الفرار.

يُشار إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة تمكنت طالبان من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية بأفغانستان. وفي 15 أغسطس/آب الجاري، دخل مسلحو الحركة العاصمة كابول وسيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس أشرف غني البلاد ليقيم في الإمارات.

المصدر عربي بوست

زر الذهاب إلى الأعلى