أخــبـار مـحـلـيـة

أمريكا ترفض تسليم “غولن”.. تركيا: زودنا الولايات المتحدة بأدلة وافية تدينه في محاولة الانقلاب الفاشلة

قال وزير العدل التركي يلماز تونج، إن أنقرة زوّدت الولايات المتحدة بكل الوثائق اللازمة لاستعادة زعيم تنظيم “غولن”، فتح الله غولن، المقيم بولاية بنسلفانيا، والمتهم بمحاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا، مؤكداً أن الوثائق لا يعتريها أي نقص.

جاء ذلك في حوار أجرته الأناضول مع تونج بمناسبة قرب حلول الذكرى السنوية السابعة لمحاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا صيف 2016، حيث تتهم أنقرة تنظيم “غولن” وزعيمه بتدبيرها والوقوف وراءها.

واعتبر الوزير التركي أن ما حدث ليلة 15 يوليو/تموز 2016، لم يكن مجرد محاولة انقلاب، إنما محاولة لاحتلال تركيا من قبل “قوى عالمية عبر أدوات محلية”.

وأشار إلى أن هذه المحاولة كانت تهدف “لإسقاط الحكومة التركية وتحقيق المخططات الإقليمية للجهات التي كانت تقف وراء هذا الأمر”.

الوزير التركي أشاد بشجاعة وتضحيات الشعب التركي في تلك الليلة، لمواجهة محاولة الانقلاب، مؤكداً أن الشعب قدم حينها “درساً للعالم في الديمقراطية وحقوق الإنسان”.

وأردف: “الرئيس رجب طيب أردوغان كان له دور مهم وكبير في تلك الليلة بتحريك الشعب وتوجيهه إلى الميادين لمواجهة الانقلابيين، فالثقة التي يحظى بها الرئيس لدى أطياف الشعب كانت لها أهمية مفصلية”.

فتح الله غولن في منزله بأميركا/ رويترز
فتح الله غولن في منزله بأميركا/ رويترز

وفي السياق، ترحّم تونج على الشهداء الـ253 الذين قضوا ليلة المحاولة الانقلابية، مشيراً إلى “وقوفهم إلى جانب ذويهم ودعمهم، فضلاً عن دعم أكثر من ألفي شخص ممن أُصيبوا في تلك الليلة”.

كما شدد على أن بلاده تواصل بحزم “مكافحة التنظيم الإرهابي على مختلف الأصعدة وبشتى الوسائل القانونية”، ولفت إلى الحرص في الوقت ذاته “على العمل من أجل عدم تكرار أي محاولة انقلاب شبيهة مستقبلاً”.

وشهدت تركيا في 15 يوليو 2016، محاولة انقلاب نفذتها عناصر محدودة من الجيش تابعة لتنظيم “غولن” الإرهابي، قوبلت باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، ما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية من المدن وأفشل مخططهم.

مكافحة “غولن” قضائياً

وحول سير جهود مكافحة “غولن” على الصعيد القضائي، قال تونج إن القضاء في تركيا اتخذ حتى الآن إجراءات قانونية بحق 693 ألفاً و162 شخصاً، موضحاً أن “التحقيقات تتواصل بحق 67 ألفاً و893 آخرين، فيما تستمر محاكمة 26 ألفاً و667 مشتبهاً بهم”.

وبالنظر إلى القضايا ذات الصلة التي بت فيها القضاء، قال تونج إن إدانات صدرت بحق 122 ألفاً و632 متهماً، كما صدرت أحكام براءة بحق 97 ألفاً و139 مشتبهاً بهم.

أما على صعيد السجون، فقال الوزير: “في المجمل يوجد حالياً 15 ألفاً و539 سجيناً مداناً بقضايا متعلقة بالمحاولة الانقلابية الفاشلة”.

وكشف أن القضاء أصدر حتى الآن أحكاماً “بالسجن المؤبد المشدد بحق 1634 عضواً من تنظيم غولن الإرهابي، فيما صدرت أحكام بالسجن المؤبد بحق 1366 آخرين”.

كما سُجن حتى الآن نحو “1891 متهماً لفترات محدودة، بعد أن ثبتت صلتهم بالتنظيم الإرهابي أو التورط في المحاولة الانقلابية”.

وفيما يخص مدى دقة وقانونية هذه المحاكمات والقرارات القضائية، أكد الوزير أن القضاء “يتعامل مع هذه القضايا بدقة متناهية للغاية، ووفق معايير القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان”.

مشاهد جديدة لمحاولة انقلاب تركيا/الأناضول
مشاهد جديدة لمحاولة انقلاب تركيا/الأناضول

ملاحقة المطلوبين الفارين بالخارج

وحول مصير المتهمين المنخرطين بتنظيم “غولن” أو المتورطين بمحاولة الانقلاب، والموجودين خارج تركيا، أو ممن فرّوا عقب ليلة 15 يوليو، قال تونج إن “القضاء التركي قدّم حتى الآن طلبات إعادة بحق 1271 ملاحقاً من أنصار التنظيم الإرهابي في 112 دولة مختلفة”.

تونج أضاف أن أنقرة تقدّمت حتى الآن للولايات المتحدة الأمريكية بـ”256 طلب إعادة ملاحقين، إلى جانب تقديم 483 طلباً مشابهاً لدول الاتحاد الأوروبي”.

ومن أبرز تلك الدول الأوروبية “ألمانيا واليونان وبلجيكا وهولندا وبريطانيا”، وفق الوزير التركي.

وحول نتائج جهود الإعادة هذه، كشف تونج عن قبول “3 طلبات إعادة ملاحقين بشكل مباشر، اثنان في رومانيا وثالث في الجزائر، فيما تم قبول نحو 123 طلب إعادة آخر على شكل ترحيل المطلوبين إلى تركيا”.

وأردف: “بهذا نكون قد استعدنا حتى الآن 126 ملاحقاً قضائياً من أنصار تنظيم غولن الإرهابي، من الدول التي ذهبوا إليها”.

استعادة زعيم التنظيم

أما على صعيد استعادة زعيم التنظيم، فتح الله غولن، فأكد تونج أن “أنقرة تقدمت بطلب استعادته من الولايات المتحدة الأمريكية، التي يقيم على أراضيها”.

وشدد على أن تركيا زوّدت القضاء والسلطات في الولايات المتحدة، بـ”صناديق وأكياس كبيرة من الأدلة” التي تثبت تورط “غولن” بمحاولة الانقلاب وتدينه، مؤكدا على أن الأدلة المقدّمة إلى واشنطن بهذا الخصوص، “لا يعتريها أي نقص قط”.

فيما انتقد الوزير التركي رفض السلطات الأمريكية إعادة زعيم التنظيم، مؤكداً أنها تقوم بذلك بـ”دوافع سياسية لا قضائية”.

كما شدد على ضرورة “مكافحة العالم أجمع للإرهاب والتنظيمات الإرهابية والانقلابات، وذلك انطلاقاً من الاتفاقيات والمبادئ الموقع عليها في هذا الخصوص من قبل الدول”.

واختتم الوزير حديثه بتجديد مطالبته للدول الأخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بإعادة جميع أنصار التنظيم الإرهابي، وفي مقدمتهم زعيمه المقيم في بنسلفانيا الأمريكية.

زر الذهاب إلى الأعلى