أخــبـار مـحـلـيـة

أمريكا تُخيِّر تركيا بين الـ «إس-400» والبقاء في الناتو.. فهل يقضي ترامب على الحلف الذي تأسس لمواجهة الشيوعية؟

يحتفل حلف الناتو في هذه الأيام بمرور 70 عاماً على تأسيسه، وسط متغيرات كبرى وخلافات حادة بين الولايات المتحدة وتركيا، تضع مستقبل الحلف نفسه محل تساؤلات جوهرية، حول مستقبله والمهمة التي تأسس من أجلها.

مع تصاعد التوتر بين واشنطن وتركيا، العضوتين في حلف الناتو، خيَّر مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، الأربعاء 3 أبريل/نيسان 2019، تركيا بين شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400، والبقاء في حلف شمال الأطلسي.

وقال بنس في تصريحات خلال حدث خاص بحلف الأطلسي في واشنطن: «على تركيا أن تختار: هل تريد أن تظل شريكاً مُهماً في أنجح تحالف عسكري بالتاريخ أم أنها تريد أن تهدد هذه الشراكة باتخاذ مثل هذه القرارات المتهورة التي تُقوِّض تحالفنا؟».

يأتي تحذير بنس القويُّ في ظل استمرار الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا، بسبب خطط أنقرة لشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية، التي تعتقد واشنطن أنها ستهدد أمن مقاتلاتها من طراز إف-35 التي تُصنِّعها شركة لوكهيد مارتن.

 

تركيا مهمة للناتو ولكن..

تُعتبر تركيا عضوة مهمةً في حلف الناتو لأسباب متعددة، أبرزها أن أنقرة تشارك بثاني أكبر عدد من القوات في الحلف بعد واشنطن، كما أنها من أكبر ممولي عمليات الحلف العسكرية، وتوجد بها قاعدة أنجرليك الجوية، التي شُيدت عام 1955 بمساعدة أمريكية، وتعتبر القاعدة الأكبر في أوروبا والشرق الأوسط للحلف ولأمريكا، بحسب تقرير نشرته وكالة سبوتنيك في سياق تغطية الخلاف التركي-الأميريكي حول الـ «إس-400».

إضافة إلى ذلك، فالموقع الجغرافي لتركيا أعطاها أهمية استراتيجية كبرى للحلف، كما تستضيف القيادةَ البريةَ للناتو بأوروبا ومقرها في إزمير، وتوجد بها أنظمة الرادار الرئيسية للحلف في كورسيك. ليس هذا فحسب، بل توفر أنقرة للحلف مساعدات بحرية دائمة في بحر إيجة والبحر الأسود، كما أنها تسيطر على المضايق الحيوية بين البلطيق والبحر المتوسط، سواء مضيق البوسفور أو الدردنيل.

«تركيا مهمة جداً للحلف، بسبب موقعها الجغرافي وإمكاناتها العسكرية، فالبحر الأسود هو نقطة انطلاق روسيا إلى البحر المتوسط والشرق الأوسط، وهناك 3 خطوط للدفاع هي: البوسفور والدردنيل وكريت والجزر اليونانية، ولتلك الأسباب طلب الحلف من تركيا الانضمام إليه من الأساس»، بحسب الجنرال بِين هودجيس، القائد السابق للجيش الأمريكي بأوروبا، في مقال نشرته «التايمز».

لكن رغم أهمية وجود حلف الناتو عسكرياً وسياسياً بإجماع الخبراء وأهمية تركيا كلاعب رئيسي فيه، يظل المستقبل مفتوحاً على كل الاحتمالات، في ظل وجود ترامب بالبيت الأبيض، حيث لا أحد يمكنه توقع أي سيناريو محتمل مع شخص مثله في المكتب البيضاوي.

 

 

عربي بوست

زر الذهاب إلى الأعلى