أخــبـار مـحـلـيـة

“أمهات ديار بكر”..اعتصام مفعم بالتحدي ضد الإرهاب (تقرير)

 

في 3 سبتمبر/أيلول من عام 2019، أطلقت مجموعة من الأمهات شرارة اعتصام مفعم بالتحدي والصمود في ولاية “ديار بكر” جنوب شرقي تركيا، لتخليص أبنائهن من براثن الإرهاب.

وتواصل الأمهات الاعتصام أمام مقر “حزب الشعوب الديمقراطي” بولاية “ديار بكر”، والذي يتهمنه باختطاف أبنائهن من أجل تجنيدهم، لصالح تنظيم “بي كي كي”(PKK) الإرهابي.

ونجحت الأمهات في توسيع نطاق اعتصامهن ليحظى بدعم رسمي وشعبي واسع في عموم تركيا، مع ارتفاع عدد الأسر المشاركة فيه منذ اليوم الأول، إلى 364 أسرة من مناطق مختلفة.

وأسفر الاعتصام الذي يدخل الأحد عامه الخامس، عن تخليص أبناء 45 أسرة من قبضة التنظيم الإرهابي بفضل مشاعر الصمود والإصرار، التي تحلت بها الأمهات طيلة الفترة الماضية.

واتسعت رقعة الاعتصام إلى ولايات تركية أخرى، بينها “إزمير” و”هكّاري” و”وان” و”موش”، بل وشجعت مواطنة تركية مغتربة في ألمانيا على إطلاق اعتصام مماثل في العاصمة برلين.

وفي 29 فبراير/ شباط 2020 بدأت في العاصمة الألمانية برلين أم “مائدة” اعتصاما أمام مقر جمعية مؤيدة لتنظيم “بي كي كي” للمطالبة باسترداد ابنتها المختفية منذ 2019.

ونقلت السيدة اعتصامها أمام مقر المستشارية الألمانية، بسبب عدم اهتمام المسؤولين الألمان بقضية ابنتها.

وكانت “أمهات ديار بكر” تواصلت عبر خاصية الفيديو كونفرانس مع أم “مائدة”، وأعربن عن دعمهن لها.

وأجبر اعتصام الأمهات “حزب الشعوب الديمقراطي” على إغلاق مقره في “دياربكر”، ومواصلة أنشطته من مقراته في الأقضية، فيما حاول “بي كي كي” ثني الأمهات عن الاعتصام بوسائل مختلفة.

* دعم رسمي يقوده الرئيس

ويجري الاعتصام بالتوازي مع جهود حثيثة تبذلها القوات التركية في مكافحة الإرهاب، وتخليص الأطفال والشباب المغرر بهم من قبضة التنظيم الإرهابي داخل وخارج حدود تركيا.

وزار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعدد من الوزراء وكبار الشخصيات من مجالات مختلفة، مكان اعتصام الأمهات في “دياربكر” للتأكيد على دعمهم لهن.

وقالت بدرية أوسلو، إحدى الأمهات المعتصمات، للأناضول، إن ابنها محمد اختطف قبل 13 عاما من قبل “بي بي كي”، وكان عمره حينها 18 عاما فقط.

وأكدت أوسلو أنها تواصل الاعتصام أمام مقر “حزب الشعوب الديمقراطي” للمطالبة باستعادة ابنها، وأنها لم تفقد الأمل أبدا، وستواصل صمودها حتى تخلصه من قبضة التنظيم.

ومن جهتها، أعربت سعادت أودوملو، للأناضول، عن اشتياقها البالغ لابنها يوسف الذي تعرض للاختطاف أيضا في سن 16 قبل 9 أعوام، في ولاية “سيرت” جنوب شرقي تركيا.

وأشارت أودوملو إلى مشاركتها في الاعتصام يوميا دون كلل أو ملل، مؤكدة تفاؤلها باستعادة ابنها يوسف مع أبناء الأمهات الأخريات، بعد أن فر شباب كثر من صفوف التنظيم مؤخرًا.

من جهتها، قالت الأم مولودة أوتشداغ، للأناضول، إنها تشارك في الاعتصام من أجل ابنها رمضان الذي اختطف قبل 8 أعوام من “دياربكر” ونقل للقتال في الجبال مع “بي كي كي”.

وأوضحت أوتشداغ أنها تحلم بعودة ابنها رمضان، وتخليصه من قبضة التنظيم الإرهابي الذي سلب حياته، وحطم أحلامه وتنتظر بفارغ الصبر اليوم الذي تحتضنه فيه من جديد.

و”بي كي كي” (PKK) تنظيم إرهابي ينشط بعدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران، وتقوم تركيا بمكافحته ردا على هجمات يشنها ضد مواطنيها وقواتها الأمنية والعسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى