أخبار الهجرة و اللجوء حول العالم

أنباء عن إغلاق طريق المجر نهائيا

أغلقت حكومة المجر اليمينية يوم الثلاثاء المسار البري الرئيسي الذي يتخذه المهاجرون للاتحاد الأوروبي لتأخد على عاتقها وقف التدفق الذي لم يسبق له مثيل للاجئين في الوقت الذي فشل فيه الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على خطة لتوزيعهم.

وتكدست حشود اللاجئين عند حدود صربيا الشمالية مع المجر التي نصبت سياجا من الأسلاك الشائكة في طريقهم.

وبموجب قواعد جديدة بدأ تطبيقها اعتبارا من منتصف الليل تقول المجر إن أي شخص يسعى للجوء عند الحدود الصربية سيتم إعادته أما من يحاول التسلل عبر الحدود فسيعتقل ويكون السجن مصيره.

ويقول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أحد أشد المعارضين للهجرة الجماعية في أوروبا إنه يتحرك لانقاذ “القيم المسيحية” لأوروبا بإغلاق المسار البري الرئيسي الذي يستخدمه لاجئون غالبيتهم مسلمون عبر البلقان وعبر بلاده من خلال حدودها مع صربيا.

وفي مشاهد أعادت إلى الأذهان ذكرى الحرب الباردة جلست أسر مع أطفالها في حقول خلف السياج الشائك الذي نصب بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف بطول الحدود تقريبا.

وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو إن الحكومة ستبدأ العمل التحضيري لمد السياج الحدودي شرقا حتى رومانيا تحسبا لاحتمال أن يبدأ المهاجرون اتخاذ مسارات أخرى لدخول أراضيها.

ووصل مئات الالاف إلى حدود الاتحاد الأوروبي الجنوبية والشرقية في طريقهم إلى الدول الأكثر ثراء في الشمال والغرب في أكبر موجة هجرة إلى غرب أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ومع فشل محادثات طارئة في الخروج من المأزق المتعلق بالاتفاق على خطة للاتحاد الأوروبي تقضي بإجبار الدول الأعضاء على قبول حصص من اللاجئين قال وزير الداخلية الألماني إن الاتحاد ينبغي أن يدرس فرض عقوبات مالية على الدول التي ترفض.

وبسبب المستويات القياسية للاجئين الوافدين اضطرت ألمانيا وعدد من جيرانها لفرض إجراءات طارئة لمراقبة الحدود هذا الأسبوع الأمر الذي أثر على منطقة شينجن التي يمكن التنقل فيها دون الحاجة لجوازات سفر وهي إحدى أهم انجازات الاتحاد الأوروبي.

وتقول ألمانيا ودول أخرى منفتحة نسبيا في الاتحاد الأوروبي إن أوروبا عليها التزام أخلاقي بقبول اللاجئين وإن على دول أخرى في الاتحاد الأوروبي أن تلعب دورها. وتجادل دول شرق أوروبا تحديدا بأن استقبال اللاجئين ستكون نتيجته تشجيع المزيد من الناس على القيام برحلات خطرة ويجازف باجتذاب الملايين بشكل قد يخرج عن نطاق السيطرة.

وبموجب قواعدها الجديدة تقول المجر إنها سوف ترفض بشكل تلقائي من يصلون إلى حدودها البرية مع صربيا التي وصفتها بأنها منطقة آمنة بمعنى أن من يعبرون منها لا يمكنهم طلب اللجوء. وسيتم النظر في طلبات اللجوء خلال ثمانية أيام ومن ينتظرون عند الحدود الصربية سيتم رفضهم خلال ساعات.

ونسب إلى أوربان قوله لقناة (تي.في 2) التلفزيونية الخاصة يوم الاثنين “إذا كان هناك لاجئ فسنسأله إن كان قدم طلبا للجوء في صربيا. إذا لم يكن قد قام بذلك في ظل حقيقة أن صربيا بلد آمن فسيتم رفضه.”

وقال المتحدث باسم الحكومة زولتان كوفاكس بعد فترة قصيرة من منتصف الليل عند الحدود “سنبدأ حقبة جديدة. سنوقف تدفق المهاجرين بشكل غير مشروع عبر حدودنا الخضراء.”

واصطفت طوابير طويلة في الأراضي الحرام داخل حاويات معدنية بنيت في السياج. ويتوقع من اللاجئين أن يسجلوا أنفسهم هناك رغم أن عددا محدودا منهم فقط هو الذي شوهد وهو يدخل. وأمضى اللاجئون الليلة في العراء ومنحهم عمال الإغاثة خياما وطعاما ومياها.

واحتجزت الشرطة تسعة سوريين وسبعة أفغان ويواجه هؤلاء احتمال السجن للاشتباه في اختراقهم للحدود في أول اعتقالات بموجب القواعد الجديدة.

“خسرنا كل شيء”

وقال رياض (40 عاما) وهو من حلب التي كانت المركز التجاري لسوريا وتحولت إلى أنقاض منذ اندلاع الحرب في 2011 “سأنتظر لأرى. خسرنا كل شيء كي نصل لهذه النقطة.”

وتتهم المجر ألمانيا بأنها السبب في تسريع وتيرة تدفق المهاجرين وفي انهيار قواعد الاتحاد الأوروبي عندما أعلنت في أغسطس آب أنها ستستقبل اللاجئين السوريين بغض النظر عن المكان الذي دخلوا منه الاتحاد الأوربي. واستعدت ألمانيا لاستقبال 800 ألف من طالبي اللجوء هذا العام لكن بعض المسؤولين يقولون الآن إن هذا الرقم ربما يكون تقديرا مخففا.

ووصل أكثر من مئة ألف من طالبي اللجوء ألمانيا في أغسطس آب ووصل العدد ذاته تقريبا بالقطارات في أول أسبوعين من الشهر الجاري. وعبر أكثر من 460 ألف مهاجر البحر المتوسط هذا العام أي أكثر من مثلي العدد الذي عبر العام الماضي

زر الذهاب إلى الأعلى