أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

أنقرة تلوح بالخيار العسكري في منبج

 

العالم بأسره يعلم بأمر الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وتركيا حول مدينة منبج السورية. وعدت واشنطن بخروج وحدات حماية الشعب الإرهابية، فرع “بي كي كي” في سوريا، من المدينة خلال 90 يومًا، وعقدت بذلك اتفاقًا أمنيًّا مشتركًا مع أنقرة.

لكن الأنباء الواردة من المنطقة تؤكد أن الشكاوى التركية على حق. فبالأمس تناقلت وكالات الأنباء مشاهد تظهر حفر وحدات حماية الشعب خنادق وأنفاقًا في محيط منبج.

يثبت هذا المشهد بما لا يدع مجالًا للجدل كيف تتبع الولايات المتحدة سياسة بوجهين مع تركيا. بحسب الاتفاق المبرم بين وزارتي خارجية البلدين يتوجب على وحدات الحماية مغادرة منبج، الواقعة غرب نهر الفرات، خلال ثلاثة أشهر.

لكن عوضًا عن إجلاء هذا التنظيم الإرهابي من مدينة منبج، واصلت الولايات المتحدة نقل عناصره من المناطق المحيطة بالمدينة إلى داخلها.

منذ مدة وأنقرة تؤكد أن الولايات المتحدة لا تلتزم بالتعهد الذي قدمته، وأن هناك تحركات مثيرة للريبة في منبج. وعندما تحققت تركيا من أن الولايات المتحدة تلجأ إلى “تكتيك المماطلة” ألمحت إلى عملية عسكرية ضد منبج، على غرار عفرين.

عندما رأت واشنطن عزم أنقرة على تنفيذ العملية، بدأ تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي بحفر خنادق حول منبج، تحت إشراف الولايات المتحدة.

كانت تركيا تنوي حل مسألة منبج عن طريق المفاوضات، لكن بعد أن رأت أن الإرهابيين يعززون مواقعهم فيها عوضًا عن مغادرتها، تعزز بشكل أكبر احتمال لجوء أنقرة إلى الخيار العسكري.

منبج بين الخطوط الحمراء التي أعلنتها تركيا، ومن غير الممكن أن تقبل بوجود وحدات حماية الشعب الإرهابية فيها.

حفر وحدات الحماية خنادق وأنفاق حول منبج، وإنشاء مواقع لها في المدينة وتلويحها بعدم نيتها الخروج منها، سيكون القشة التي قصمت ظهر البعير.

كان هناك اتفاق بين واشنطن وأنقرة بخصوص منبج منذ البداية. وكان الاتفاق، الذي بدأ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما وتواصل في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، لصالح تركيا.

لكن الجانب الذي لم يلتزم بالاتفاق هو واشنطن. في حال تنفيذ أي عملية عسكرية محتملة فإن مبررات الدبلوماسية التركية لا جدال فيها. ولا يوجد في يد واشنطن أي حجة مشروعة لوقف تركيا أو الاعتراض على العملية.

إن لم يكن من الممكن حل مسألة منبج على طاولة المفاوضات فإن تركيا ستحلها ميدانيًّا. أضحى خيار العملية العسكرية في منبج على الأجندة من اليوم فصاعدًا، بل إن تنفيذ العملية مسألة وقت.

كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام

زر الذهاب إلى الأعلى