أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

أنقرة: لا نريد تكرار سيناريوهات الغوطة وحمص والجنوب في إدلب

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، إن بلاده لا تريد أبداً أن يتكرر في محافظة إدلب السورية السيناريو الذي شهدته الغوطة الشرقية وشمال حمص، ويشهده الآن جنوب غربي سوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أقصوي، اليوم الخميس، في مقر الوزارة بالعاصمة التركية أنقرة.

وأشار أقصوي إلى مقتل العديد من الأبرياء ونزوح مئات الآلاف جراء هجمات النظام السوري على منطقة “خفض التصعيد” بمحافظتي درعا والقنيطرة.

وتابع: “نُدين ونستنكر بشدّة هذه الهجمات التي تقوض المباحثات المستمرة في أستانا وجنيف من أجل الحد من العنف على الأرض وإيجاد حل سياسي للأزمة”.

وأكّد المتحدث أن النظام السوري يحاول حل المشكلة عبر الوسائل العسكرية، إلا أنه لا يمكن تأسيس حكم مشروع في سوريا بهذه الطريقة.

وأضاف: “لانريد أبداً أن يتكرر في إدلب السيناريو الذي شهدته الغوطة الشرقية وشمال حمص، ويشهده الآن جنوب غربي سوريا”.

ولفت إلى تحذير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من أن استهداف النظام لإدلب سيكون انتهاكًا لاتفاق أستانة، وذلك خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يوم 14 تموز/ يوليو الجاري.

من جهة أخرى، تطرق أقصوي إلى انعقاد الاجتماع الأول لمجموعة العمل التركية الأمريكية في أنقرة يوم 13 تموز/ يوليو الجاري.

وبيّن أن الاجتماع تناول قضايا مختلفة، في مقدمتها تسليم زعيم منظمة “غولن” الإرهابية إلى تركيا، وقضية المدير العام السابق لبنك “خلق” التركي، هاكان أتيلا، فضلًا عن التعاون القضائي بين البلدين، والمواطنين الأمريكيين المسجونين في تركيا.

وأردف: “أكدنا خلال الاجتماع مع الجانب الأمريكي، على ضرورة عدم مماطلة واشنطن بشكل خاص في قضية منظمة غولن الإرهابية”.

وقال أقصوي إن السلطات التركية جلبت أكثر من 100 عضو في منظمة “غولن” إلى البلاد من دول مختلفة، كما تم إغلاق مدارس ومعاهد لغة تابعة للمنظمة في 16 دولة، فضلًا عن تسليم إدارة مدارس المنظمة في 11 دولة إلى وقف “معارف” التابع لوزارة التربية التركية.

كما تطرق أقصوي إلى هجوم “زولينغن” العنصري في ألمانيا الذي وقع قبل 25 عاماً، وقُتل فيه 5 مواطنين أتراك بحرق منزلهم، مؤكدا أن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، شارك في مراسم تأبين أقيمت مؤخرا بألمانيا، دعا خلالها إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الكوارث مجددًا.

وجدد انتقاده لقرار القضاء الألماني بشأن قضية خلية “NSU” اليمينية المتطرفة الحاملة للفكر النازي، والمسؤولة عن قتل 10 أشخاص؛ بينهم 8 أتراك في ألمانيا بين عامي 2000 و2007.

واعتبر أن هناك أسئلة بقيت معلقة حول تدني مستوى العقوبات وحجم الخلية المتطرفة، ودور جهاز الإستخبارات الألماني (في الجرائم)، لافتًا إلى عدم وفاء المستشارة الألمانية بوعدها في الكشف عن خلفية الجرائم وجميع المشاركين فيها.

ودعا إلى تحقيق العدالة فيما يتعلق بجرائم الخلية النازية وبقية الجرائم مجهولة الفاعل، مبديًا رفضه لقرار القضاء الألماني إطلاق سراح رالف ووهلبين، أحد المتهمين بالقضية.

وحول العلاقات التركية الأمريكية، قال أقصوي إن هناك رغبة مشتركة في تأسيس علاقة قائمة على الثقة وإن المباحثات مستمرة في هذا الصدد.

وأشار إلى تطبيق خارطة الطريق الذي توصلت إليه أنقرة وواشنطن بشأن منطقة منبج السورية، واستمرار دوريات مستقلة للوحدات العسكرية التركية والأمريكية في هذه المنطقة منذ 18 حزيران/ يونيو الماضي.

وتابع: “أجرينا أمس الدورية رقم 16، وتأكدنا من انسحاب (ب ي د) و(ي ب ك) من نقاط التفتيش الموجودة على مسار الدورية، ونواصل حاليًا الإجراءات المتعلقة بإطلاق الدوريات المشتركة بين الجنود الأتراك والأمريكيين”.

وحول الوضع في منطقة عفرين المحررة ضمن عملية “غصن الزيتون”، قال أقصوي إنه أجرى زيارة إلى المنطقة برفقة 40 صحفيًّا تقريبًا في الأول من تموز/ يوليو الجاري، مشيرا إلى عدم وجود أضرار في الطرق أو مركز المدينة.

وأكّد ازدياد عودة الأهالي إلى عفرين مع تواصل المساعدات التي تقدمها تركيا في مجالات التعليم والصحة والغذاء.

وشدّد على أن تركيا لن تسمح بإنشاء ممر إرهابي على حدودها، وقد أثبتت ذلك من خلال عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” حيث نجحت في تجفيف منبع الإرهاب.

أقصوي، قال إن من المتوقع أن ينعقد الاجتماع التالي ضمن مباحثات أستانة في مدينة سوتشي الروسية، يومي 30 و31 تموز/ يوليو الجاري، معربًا عن اعتقاده في أن تشكيل اللجنة الدستورية بشأن سوريا ستزيد زخم مباحثات جنيف.
وأشاد المتحدث بافتتاح “بنك التكنولوجيا”، الهادف إلى إغلاق الفجوة التقنية في الدول الأقل نموا، بمقر مؤسسة الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركية بولاية “قوجة إيلي” شمال غربي تركيا، الشهر المنصرم، برعاية منظمة الأمم المتحدة.

وأكّد أيضًا أن تركيا ستواصل الإجراءات المتعلقة بإبقاء أزمة المسلمين الروهنغيا في إقليم أراكان بميانمار ضمن أجندة المجتمع الدولي.

وعن ترحيب المجلس الأوروبي برفع حالة الطوارئ في تركيا، قال المتحدث باسم الخارجية، إنّ الرسائل الإيجابية التي تلقيناها من الجانب الأوروبي، أمر يدعو للارتياح والسرور.

وأكّد أقصوي أن كفاح تركيا ضد التنظيمات الإرهابية سيستمر بكل حزم وإصرار، مبيناً أنه من الواضح عدم زوال تهديد منظمة غولن الإرهابية بشكل كامل.

كما تطرق أقصوي إلى شراء بلاده منظومة “إس 400” الروسية، قائلاً: “الهدف الرئيسي لتركيا، هو تطوير منظومتها الدفاعية الجوية المحلية، وعندما لم تنجح محادثاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية وباقي شركائنا لشراء المنظومات الدفاعية الجوية منهم، اتجهنا نحو روسيا، لأننا بحاجة ماسة لهذه المنظومات حالياً”.

وأشار أقصوي في هذا الخصوص، إلى استمرار المحادثات مع الجانب الأمريكي بخصوص شراء منظومة صواريخ باتريوت.

ولفت أيضاً إلى عدم وجود أزمة بين أنقرة وواشنطن بخصوص مقاتلات “إف 35″، مشيراً أن عملية التسليم ستتم بعد إتمام الطيّارين الأتراك دوراتهم التدريبية على قيادة هذه المقاتلة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وصرّح أقصوي أن الجانبين التركي والأمريكي يواصلان العمل على إعداد زيارة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أنقرة، لكن موعد الزيارة لم يحدد بعد.

وفيما يخص العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي، تطرق متحدث الخارجية التركية إلى تولي النمسا رئاسة الدورة الحالية للاتحاد قائلاً: “علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي لن تتأثر بالتصرفات الكيفية التي ستصدر عن أية دولة عضو في الاتحاد، فهذه العلاقات تستند إلى قواعد قانونية”.

وأشار أقصوي إلى أن الحكومة النمساوية الجديدة التي يترأسها سبيستيان كروز، تعمل جاهدة لإلحاق الضرر بالعلاقات التركية الأوروبية.

وأكّد أن معظم أعضاء الاتحاد الأوروبي يدركون مدى أهمية تركيا بالنسبة للاتحاد، وأن أنقرة تنتظر من النمسا إدراك الأهمية الاستراتيجية للعلاقات القائمة بين تركيا والاتحاد، وعدم التحرّك بالشكل الذي يناسب تطلعات التيارات الشعبوية المتنامية في أوروبا.

وعن الاحتجاجات الحاصلة في المدن الجنوبية للعراق، قال أقصوي: “نتمنى أن يعبّر الشعب عن مطالبه المحقة، دون الانجرار وراء الاستفزازات واللجوء إلى العنف.

وأوضح أن تركيا تدعم الخطوات التي تتخذها حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي لتحسين معيشة المواطنين.

وتطرق أقصوي إلى التبادل التجاري القائم بين بلاده والصين، مبيناً أن حجم هذا التبادل يصل إلى 26 مليار دولار سنوياً، وأن تركيا تصدّر منتجات بقيمة 3 مليار دولار إلى بكين، بينما تستورد منها سلعا يصل قيمتها إلى 23 مليار دولار.

وأشار أقصوي إلى أن أنقرة تواصل محادثاتها مع الجانب الصيني لمعادلة الصادرات والواردات، وأن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أجرى محادثات مع المسؤولين الصينيين بهذا الشأن خلال زيارته الأخيرة إلى بكين في 14 – 15 يونيو الماضي.

وذكر أيضاً أن جاويش أوغلو تطرق خلال زيارته الأخيرة إلى بكين، إلى التعاون الأمني القائم بين مؤسسات البلدين، وشدد على ضرورة تعزيز هذا التعاون لمواجهة التهديدات المشتركة.

ولفت إلى أن الصين أعلنت عام 2018، عام السياحة في تركيا، الأمر الذي أدى إلى تضاعف السياح الصينيين الوافدين إلى المناطق السياحية التركية.

وعن قمة حلف شمال الأطلسي التي جرت مؤخرا في العاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال أقصوي إن تركيا توفي بالتزاماتها حيال الانفاق الدفاعي للناتو.
وأكّد أن تركيا واحدة من الدول الخمسة الأكثر دعماً لفعاليات وأنشطة الحلف، وأنها واحدة من الدول الثمانية الأكثر تمويلاً للناتو.

ورحب أقصوي بدعوة الناتو لمقدونيا للانضمام إلى الحلف، مبيناً أن هذه الخطوة ستساهم في زيادة الاستقرار في دول البلقان والقارة الأوروبية.

وأوضح أن تركيا ركّزت خلال القمة على أهمية التضامن والتكاتف في مكافحة التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطرا مشتركاً.

وحول قضية رجل الدين الأمريكي المحبوس في ولاية إزمير التركية القس “أندرو برانسون”، بتهم التجسس، وارتكاب جرائم لصالح منظمتي “غولن” و”بي كا كا” الإرهابيتين، قال أقصوي إن العملية القضائية مستمرة وإن السلطات التركية تسمح للقس بلقاء أسرته ومحاميه ومسؤولي القنصلية الأمريكية.

وأشار إلى أن القضاء التركي ملتزم بسلطة القانون في قضية القس الأمريكي، وأن جلسة المحاكمة التالية ستقام في 12 أكتوبر/ تشرين الأول القادم.

وأكّد أن تركيا دولة قانون، وينبغي النظر إلى هذه القضية في هذا الإطار.

وعمّا إذا كان استمرار حبس برانسون في إزمير سيؤثر سلبًا على التعاون في مجالات أخرى بين تركيا والولايات المتحدة، قال أقصوي إن أنقرة تريد بناء علاقة قائمة على الثقة مع واشنطن، بحكم أن البلدين لديهما تحالف مهم.

ولفت إلى أن بعض الجهات تطرح مشاريع ضد تركيا في الولايات المتحدة، وأن سلطات بلاده تتخذ الاجراءات اللازمة في هذا الصدد على أعلى المستويات.

وأشار إلى تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأردوغان بأنه لن تكون هناك مشاكل في تطبيق الاتفاق المتعلق بمقاتلات “إف-35″، وذلك خلال لقائهما على هامش قمة زعماء الناتو.

ورفضت محكمة تركية، أمس الأربعاء، طلب الإفراج عن “برانسون” خلال جلسة عقدت بحضور المتهم ومحاميه وزوجته والقائم بأعمال السفارة الأمريكية لدى أنقرة “فيليب كوسنيت”، وأعضاء في لجنة الحريات الدينية الأمريكية، وعدد من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية.

وقررت المحكمة تمديد حبس “برونسون”،على ذمة القضية ، عقب الاستماع إلى الشهود، ورفض طلب تقدم به محامي “برانسون” لإخلاء سبيل موكله.

وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول 2016، تم اعتقال برانسون بتهمة ارتكاب جرائم باسم منظمتي “غولن” و”بي كا كا” الإرهابيتين.

وتضمنت لائحة الاتهام ضد برانسون، ارتكاب جرائم باسم “بي كا كا” و”غولن” تحت غطاء رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما.

زر الذهاب إلى الأعلى