مقالات و أراء

أي حوار دار بين أردوغان وإمام أوغلو

احتضنت أنقرة أمس الأول اجتماعًا في غاية الأهمية، عقده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رؤساء البلديات الكبرى من أحزاب “الشعب الجمهوري” و”العدالة والتنمية” و”الحركة القومية”.

اجتماع أردوغان مع رؤساء البلديات دون تمييز من ناحية الانتماء الحزبي هام جدًّا في فترة يشتكي الجميع فيها من الاستقطاب في تركيا. ووجود جميع الوزراء باستثناء اثنين في الاجتماع كان مؤشرًا على أهميته.

استرجعت ذاكرتي وسألت رؤساء بلديات سابقين، فلم يذكروا أن مثل هذا الاجتماع عقد من قبل في الرئاسة التركية.

أتمنى أن يعقد أردوغان اجتماعات مماثلة مع زعماء الأحزاب السياسية أيضًا. لأن أردوغان يتمتع بصفتين، رئيس الجمهورية وزعيم حزب العدالة والتنمية، لكن الأساس هو منصب رئاسة الجمهورية.

تعليمات لرؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري

عقد رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري اجتماعًا في المقر العام للحزب، قبل اجتماعهم مع أردوغان وقرروا توجيه رسالة مشتركة في 3 قضايا:

1- ضرورة تغيير قانون البلديات الكبرى لأنه بعيد عن حل المشاكل.

2- توزيع الموارد على البلديات بشكل عادل، لأنها لا توزع بعدل.

3- الإدارة المركزية تتعامل بتمييز مع بلديات الشعب الجمهوري، ويجب وضع حد لذلك.

وجهت قيادة الشعب الجمهوري في الاجتماع تعليمات لرؤساء البلديات بعدم الخوض في قضايا السياسة العامة والابتعاد عن الجدل السياسي الراهن والاقتصار على مشاكل الإدارات المحلية.

أما عن أجواء اجتماع أردوغان برؤساء البلديات، فقد حرصت عقب الاجتماع على أخذ انطباعات رؤساء بلديات حزب الشعب الجمهوري على الخصوص، لأنها المرة الأولى التي يجتمعون فيها مع أردوغان وأعضاء مجلس الوزراء.

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو قال: “كانت دعوة كريمة وإيجابية جدًّا. سررت كثيرًا”.

وأوضح إمام أوغلو أن الأجواء والمشاورات والحوارات كانت جيدة جدًّا، مضيفًا: “عبرنا عما في أنفسنا. وكانت إجابات الوزراء الفورية قيمة للغاية”.

أما رئيس بلدية أسكيشهير يلماز بيوك أرشن فقال: “الاجتماع كان إيجابيًّا جدًّا. عبرنا عن انتقاداتنا لنظام البلديات الحالي وقانون البلديات الكبرى. وقدمنا مقترحاتنا للحل”.

سأللت رؤساء البلديات من الشعب الجمهوري إن كان هناك أي توتر خلال الاجتماع فأجابوا بالنفي, وقالوا: “كانت الأجواء لطيفة وصادقة. وأبدى الرئيس اهتمامًا كبيرًا”.

حادثة طريفة

خلال الاجتماع انكسرت رجل الكرسي الذي جلس عليه إمام أوغلو، فتم إحضار كرسي آخر. وعندما جلس إمام أوغلو مالت رجل الكرسي الثاني، فتم تغييره أيضًا.

التفت إمام أوغلو إلى أردوغان وقال: “سيادة الرئيس، لا بد أننا سنُحكِم الأمور في الكرسي الثاني”، فأجاب أردوغان: “هذا ملك الدولة وأنت أسرفت، لقد كسرت الكرسي. وستدفع ثمنه”. ابتسم الجميع لهذه الدعابة. فما أحوجنا لمثل هذه الحوارات؟

عبد القادر سلفي – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس

زر الذهاب إلى الأعلى