عـالـمـيـة

إعلامي تركي: روسيا قد تنتقم لخسارتها في ليبيا من خلال إدلب.. ولكن

يتمحور جدول أعمال تركيا خلال الوقت الراهن حول 3 مواضيع مهمة ورئيسية، وهي (سوريا، ليبيا، العراق)، حيث بدأ المحللون والإعلاميون الأتراك ينقّبون ويطرحون التساؤلات حول شكل وطبيعة المرحلة التي تقبل عليها بلادهم، وخصوصا مع بدء الانتقال إلى الحياة الطبيعية بعد انشغال بفيروس كورونا استمرّ لأشهر طويلة.

هل من الممكن أن تتعرض اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقّعت بين تركيا وروسيا في الـ 5 من آذار حول إدلب للانتهاك؟ هل من الممكن أن تنتقم روسيا للخسائر التي تكبّدتها في ليبيا من خلال إدلب؟ ما الرد الذي ستواجهه روسيا في حال فكّرت باستئناف هجماتها في إدلب؟ أسئلة وغيرها أجاب عنها الإعلامي والكاتب التركي البارز “طه داغلي” في مقالة نشرها موقع ” خبر 7″ الإلكتروني، حيث أكّد فيها على أنّ روسيا لم تحصل على مرادها خلال اجتماع بوتين في الـ 5 من آذار مع الرئيس أردوغان.

وذكر الكاتب في مقالته التي أرفقها بصورة لأردوغان وبوتين خلال الاجتماع الذي عقداه في مطلع آذار بـ موسكو -والتي لفت فيها إلى أنّ بوتين بدا ممتعضا للغاية- بأنّ روسيا كانت ترغب بإدراج طريقي إم 4 وإم5 في إدلب لسيطرتها.

ما الذي حصل؟

وبحسب داغلي فإنّ روسيا التي لم تنجح في فرض شروطها على تركيا فيما يخص وقف إطلاق النار في ليبيا، وبعد خسائرها التي تكبّدتها هناك، قد تفكّر بالانتقام من خلال إدلب، قائلا: “بعبارة أخرى، قد تفكّر روسيا -بعد رفض تركيا لشروطها في ليبيا- باستئناف هجمات جديدة مشابهة لتلك التي قامت بها في شهر شباط بإدلب”.

وذهب داغلي إلى أنّ المعادلة في البحر الأبيض تغيّرت بشكل كبير منذ شهر شباط، موضحا بأنّ اتفاقية الـ 5 من آذار أكسبت تركيا وقتا تمكنت فيه من رسم خارطة ليبيا بالشكل الذي تتوافق فيه مع مصالحها.

وتساءل الكاتب فيما إذا كانت روسيا قد تفكّر أو تتجرّأ باستئناف هجماتها في إدلب، ردّا على ما تعرّضت له من خسائر في ليبيا، قائلا: “يبقى موضوع تجرّؤ روسيا على استئناف هجماتها أمرا مجهولا، فقد نفّذ النظام الخاضع لسيطرة روسيا خلال شهر شباط هجمات في إدلب، ولكن الردّ على تلك الهجمات كان قويا”.

وتابع في الإطار نفسه: “فإنّ المنظومة الدفاعية الجوية الروسية والتي دمّرت وتضرّرت في ليبيا، تضرّرت في وقت سابق في إدلب أيضا، كما تلقّى حينها النظام والميليشيات الإيرانية التي تدعمه ضربات قاضية وخسائر فادحة، وعليه فإنّ روسيا -التي لم تحصل على ما كانت ترغب به في ليبيا- إن فكّرت باستئناف هجماتها في إدلب، فإنّ الردّ عليها قد يكون أقسى وأقوى مما كان عليه في شباط”.

وفي وقت سابق حذّرت تركيا من توقّف سريان اتفاقية “إطلاق النار” في إدلب، وذلك في تسجيل مصوّر نشره مكتب الاتصالات التابع لرئاسة الجمهورية التركية، عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

وتطرّق مكتب الاتصالات في التسجيل المصوّر الذي بثّته، إلى الأهمية الاستراتيجية لـ طريقي إم 4 وإم 5 اللذين يربطان شرق سوريا بغربها، وجنوبها بشمالها، حيث تم التأكيد على أنّ تركيا تمكنت من خلال عملياتها العسكرية من تحقيق الأمن والاستقرار في المناطق التي تقع شمال وغرب طريقي إم 4 وإم 5.

وتمّ التنويه في التسجيل إلى احتمالية انتهاء سريان اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقّعت بين تركيا وروسيا في الـ 5 من آذار في أي لحظة، مؤكدة على أنّ تركيا ستفعل كل ما بوسعها للحيلولة دون انتقال حرب محتملة على حدودها إلى داخل أراضيها.

وكذلك شدّدت تركيا على أنّها ستعمل جاهدة لمنع انتقال نشاط التنظيمات الإرهابية إلى داخل إدلب، موضحة بأنّها ستعمل على الحفاظ على المكاسب التي حققتها على الأرض في إدلب، وكذلك إيقاف أي محاولة قد تتسبّب بأزمة إنسانية جديدة في المنطقة.

أورينت نت – أسامة اسكه دلي

زر الذهاب إلى الأعلى