أخــبـار مـحـلـيـة

إمام أوغلو يدعمه.. من هو أوزغور أوزال المرشح الجديد لرئاسة أكبر أحزاب المعارضة في تركيا؟

أعلن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزال، ترشحه لرئاسة حزبه في مواجهة الرئيس الحالي ومرشح الانتخابات الرئاسية الأخيرة كمال كليجدار أوغلو، الذي خسر فيها أمام الرئيس رجب طيب أردوغان.

بإعلان أوزال يرتفع عدد المرشحين لرئاسة الحزب في مؤتمره العام العادي الـ38 إلى 4 أشخاص، هم:

  • كمال كليجدار أوغلو
  • أوزغور أوزال
  • أورسان أويمن
  • إلهان جيهانر، النائب عن ولاية إسطنبول، زعيم تيار ما يعرف باسم “نحن من أجل المستقبل”.

يلزم المرشحين الذين يريدون المنافسة على رئاسة الحزب جمع توقيع 5% من  مندوبي الحزب في الولايات التركية الـ81، وهذا يعني أن كل اسم يجب عليه الحصول على توقيعات ما لا يقل عن 64 مندوباً.

كان هذا الشرط 20% خلال فترة رئاسة الراحل دنيز بايكال، الرئيس السابق للحزب، وتم تخفيضه لاحقاً إلى 10%، وأخيراً إلى 5% في مؤتمر الحزب عام عام 2018.

الصراع الحقيقي

بحسب المؤتمر الصحفي الذي عقده أوزغور أوزال، لإعلان ترشحه لرئاسة الحزب، فمن غير المتوقع أن يواجه أوزال صعوبة في العثور على هذه التوقيعات، بالنظر إلى عدد النواب ومديري فروع الحزب الإقليميين الذين حضروا المؤتمر.

بعيداً عن حظوظ المرشحين الآخرين إلى جانب أوزال لرئاسة الحزب، تنحصر المنافسة على كرسي رئاسة أكبر أحزاب المعارضة التركية بين رئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو، الذي يتربع على رئاسته منذ عام 2011، ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب أوزغور أوزال.

اللافت في الأمر، أن أوزال نفسه كان يوصف حتى فترة قريبة بأنه ذراع كليجدار أوغلو داخل الحزب، ومنفذ سياسياته.

بحسب مؤتمر أوزغور أوزال الصحفي، سيبدأ المرشح بالذهاب إلى مؤتمرات المقاطعات لإلقاء الخطابات، ومحاولة جمع المزيد من الأصوات بدءاً من اليوم، 16 سبتمبر/أيلول 2023، إلى جانب التحضير لمؤتمري مدينة إزمير وقونية.

إلى جانب ذلك، حضر مؤتمر أوزال ما يقرب من 25 نائباً عن الحزب، وهناك العدد ذاته تقريباً من النواب الذين يؤيدون ترشيح أوزال ولم يحضروا المؤتمر.

بدأت هذه الأسماء بالفعل العمل الميداني لمجالس المحافظات، بحسب صحفيين مقربين من حزب الشعب الجمهوري.

من هو أوزغور أوزال؟

هو صيدلاني دخل السياسة في عام 2011، وفاز حينها بمقعد برلماني، ليكون نائباً عن حزب الشعب الجمهوري في العام ذاته، وسبق أن ترشح لرئاسة بلدية مانيسا، لكنه لم يفز، كما أنه ترشح مجدداً لرئاسة البلدية ذاتها، ولكنه خسر أيضاً، كما أنه حالياً يرأس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري.

على المستوى الشعبي في تركيا، لا يزال إعلان أوزغور أوزال عن تخصيص “جرار زراعي” لكل فلاح يصوت لحزب الشعب في انتخابات البلديات عام 2019 مثار سخرية من الجميع داخل الحزب وخارجه.

خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وعد أوزال كذلك بتوزيع ذهب البنك المركزي على الشعب التركي الغني والفقير منه، وهو الأمر الذي واجه انتقادات كثيرة من قبل المواطنين الأتراك.

لكن الموقف الأبرز لأوزال كان مع وزير الدفاع السابق خلوصي أكار، الذي دخل في مناقشة حادة مع أوزال، بسبب ادعاءات رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري، حول ممارسات مزعومة للجيش التركي في مناطق جنوب وجنوب شرقي تركيا.

موقف آخر مثير للجدل على مستوى تركيا أثاره أوزغور أوزال، حين هاجم دورات حفظ القرآن الكريم، التي أطلقتها رئاسة الشؤون الدينية الرسمية للأطفال من عمر 4-6 أعوام.

ووصف أوزال دورات حفظ القرآن للأطفال بأنها “عقلية القرون الوسطى”، وبأنه “بهذه العقلية، لن يحصل الطلاب على درجات مرتفعة في العلوم والفيزياء والرياضيات، حين يذهبون إلى الجامعة، ولا فائدة للجمهورية، كما أن هذه الدروس لا تتوافق مع الدستور”.

وُلد أوزغور أوزال، في 21 سبتمبر/أيلول 1974، في ولاية مانيسا شمالي تركيا، وبعد إكمال تعليمه الابتدائي في مسقط رأسه، واصل أوزال تعليمه لاحقاً في مدرسة إزمير بورنوفا الأناضولية الثانوية.

بعد فترة انتقل إلى مدرسة مانيسا الثانوية، وعقب تخرجه في مدرسة مانيسا الثانوية، واصل أوزال تعليمه في جامعة إيجي، وتخرج في كلية الصيدلة عام 1997، وعمل بعد تخرجه صيدلياً خاصاً، ودخل السياسة في عام 2011، وانضم إلى مجلس إدارة جمعية الصيادلة الأتراك في عام 2007.

ورُشح أوزال عن حزب الشعب الجمهوري لمنصب رئيس بلدية مانيسا في الانتخابات المحلية عام 2009، لكنه لم يحصل على أغلبية الأصوات ولم يتمكن من الفوز.

دخل أوزغور أوزال البرلمان لأول مرة كنائب لحزب الشعب الجمهوري عن مانيسا في الانتخابات العامة التركية عام 2011، وخاض أوزال تجربة الانتخابات البلدية مرة ثانية بولاية مانيسا عام 2014 ولم يتم انتخابه.

تم انتخاب أوزال، الذي حافظ على مقعده البرلماني في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015، كعضو في مجلس إدارة حزب الشعب الجمهوري في المؤتمر الاستثنائي الـ18 لحزب الشعب الجمهوري، وفي العام ذاته أصبح نائباً لرئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس الأمة التركي.

يتحدث أوزغور أوزال الألمانية والإنجليزية بطلاقة، وهو متزوج ولديه طفلة.

تفوق بـ5 نقاط

من جانبه، يرى الكاتب التركي إسماعيل سايماز، المقرب من حزب الشعب الجمهوري، أن فريق أوزغور أوزال متفوق على فريق كليجدار أوغلو بحوالي 5 نقاط على الأقل، خاصة في المدن الكبرى إلى جانب ولايتي أفيون كرا حصار وقسطامانو.

وأضاف سايماز في تصريحات تلفزيونية، أن خسائر كليجدار أوغلو أمام أردوغان منذ توليه رئاسة الحزب قبل 11 عاماً، وانفراط عقد الطاولة السداسية، وحصول أحزاب منبثقة عن العدالة والتنمية على حصة من مقاعد الحزب؛ كلها أخطاء تصب في صالح كفة أوزغور أوزال، في ظل دعمه من بعض قيادات الحزب.

دعم إمام أوغلو

عقب انتهاء المؤتمر الصحفي لأوزغور جاء الدعم الأولي والأكبر من رئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، الذي قال في تغريدة عبر حسابه على موقع “إكس”: “أتمنى النجاح لأوزغور أوزال ورفاقه الذين انطلقوا من أجل تغيير تركيا، فإذا تغير حزب الشعب الجمهوري ستتغير تركيا”.

يأتي ذلك بعد مناقشات سرية دارت على مدار شهور طويلة بين فريق أكرم إمام أغلو وأزغور أوزال، نشرها “عربي بوست” في تقرير سابق، حول دعم الأول للثاني مقابل ترشيح أوزال لإمام أوغلو في الانتخابات الرئاسية القادمة.

رغم رفض فريق أكرم إمام أوغلو حينها ترك رئاسة الحزب، يبدو أن الطرفين قد توصلا إلى اتفاق يدعم بموجبه إمام أوغلو رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال، في مواجهة رئيس الحزب كمال كليجدار أوغلو.

حظوظ فوز أوزغور أوزال

من جانبه، يرى برك إيسن، عضو هيئة التدريس بجامعة سابانجا، أن المرشحين الأقوياء في السباق الرئاسي سيكونان على الأرجح كليجدار أوغلو وأوزال.

يضيف إيسن في تصريحاته لـ”عربي بوست”، أن أوزال قدم نقداً ذاتياً صادقاً بشأن هزيمة الحزب الانتخابية الماضية.

يرى كذلك أن أوزال لا يواجه حالياً مخاطر سياسية جدية كمرشح، موضحاً: “حتى لو خسر في المؤتمر فإنه على الأقل سيقول إنه وقف ضد كليجدار أوغلو”.

وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أوزال لإعلان ترشحه في انتخابات رئاسة الحزب، كشف عن وثيقة الموقف التي كان “جناح التغيير” يعدها منذ فترة، (جناح داخل الحزب المعارض يريد تغيير رئاسة الحزب التي يهيمن عليها كليجدار أوغلو) وتتضمن هذه الوثيقة، التي تتكون من 38 صفحة، بعنوان “قرن التغيير، تغيير القرن”، اقتراحات للحزب والوطن على السواء في مختلف المجالات.

لم يعلق بعد كليجدار أوغلو على ترشح أوزغور أوزال لمنافسته - الأناضول
لم يعلق بعد كليجدار أوغلو على ترشح أوزغور أوزال لمنافسته – الأناضول

وفقاً لـ”برك إيسن”، فإنه على الرغم من إعداد وثيقة الموقف بشكل جيد، فإن قاعدة الحزب تحتاج أيضاً إلى المساهمة في هذه الاستعادة الموعودة، موضحاً: “لكي يؤدي هذا الإعلان حقاً إلى تغيير في حزب الشعب الجمهوري، يجب أن تكون هناك رغبة من القاعدة الشعبية، التي تتبع بطبيعة الحال القيادة الحالية”.

في إشارة إلى لغة الخطاب التي استخدمها أوزال في إعلان ترشحه، قال إيسن إن المؤتمر الصحفي الذي عقده أوزال لم يكن خطاباً يستهدف تركيا في هذه المرحلة، بل كان خطاباً يستهدف النظام الداخلي للحزب، بمن فيهم النواب ورؤساء المناطق والمقاطعات، ويشير إلى أنه كان خطاباً يهدف إلى إقناع المندوبين والعاملين في الحزب بضرورة فوزه بأصوات نواب المؤتمر.

حظوظ الآخرين

الباحث السياسي تانجو طوسون، هو أيضاً من بين أولئك الذين يرون أن تنحصر المنافسة على رئاسة حزب الشعب الجمهوري بين كليجدار أوغلو وأوزال.

يضيف طوسون في تصريحات لـ”عربي بوست”، أن “إلهان جيهانر يمثل خطاً يسارياً داخل الحزب، بينما يمثل أورسان أويمن خطاً أكثر قومية، ولا أعتقد أن أويمن سيجد الكثير من الدعم في كوادر حزب الشعب الجمهوري، في حين أن جيهانير يمكنه الحصول على دعم محدود”.

ذكر طوسون كذلك أن جميع الأحزاب السياسية في تركيا لديها مشاكل هيكلية، ومن بينها أن هناك نهجاً قيادياً قوياً في حزب الشعب الجمهوري يسود أرجاء الحزب، مشيراً إلى أن هيكل المندوبين داخل الحزب يدينون بالولاء للزعيم، باعتباره أحد العوامل التي تمنع النظام الداخلي من الانهيار.

ويقول طوسون: “إن الأحزاب التركية دائماً ما توزع المخصصات المادية والمعنوية من المركز، ولذلك كلما زادت المشاكل التي تواجه الأفراد مع القيادة المركزية والإدارة الحالية، فعليها أن تأخذ مقعداً خلفياً في تخصيص الموارد، ما يعني حصولها على أقل القليل أو لا شيء”.

من المتوقع أن تحتدم المنافسة بين أوزغور أوزال وكليجدار أوغلو - الأناضول
من المتوقع أن تحتدم المنافسة بين أوزغور أوزال وكليجدار أوغلو – الأناضول

يشار إلى أنه من المتوقع أن يحدد مجلس حزب الشعب الجمهوري موعد انعقاد المؤتمر العام في اجتماعه، يوم 24 سبتمبر/أيلول 2023، وسيكون هيكل المندوبين الذي سيتم تشكيله، خاصةً في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، مهماً من حيث من سيكون الشخص الذي سيتولى زمام المبادرة في المؤتمر.

زر الذهاب إلى الأعلى