أخبار الهجرة و اللجوء حول العالم

إنشاء مركز جديد للسوريين بإسطنبول والهجرة التركية تصرح حول آلاف الكمالك المبطلة

وعدت السلطات التركية بمتابعة تحديث بيانات اللاجئين السوريين على أراضيها، ولاسيما إعادة تفعيل آلاف الهويات (الكمالك) التي جرى إبطالها بشكل مفاجئ وعشوائي الشهر الماضي، في تصريحات تنفي نية تركيا ترحيل اللاجئين إلى بلادهم بعد إجراءات تعسفية طالت الآلاف منهم.

 

 

وقال مدير إدارة الهجرة في إسطنبول في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول” خلال اجتماع مع عدد من الصحفيين اليوم، “مستمرون في تحديث بيانات السوريين الحاصلين على الحماية المؤقتة في إسطنبول، من خلال المراكز المخصصة لذلك”.

وأضاف المسؤول التركي “نتمنى ألا يقلق السوريون ممن تم إيقاف هوياتهم، سيتم تحديث جميع البيانات في أقرب وقت”، مشيرا إلى أن 535 ألف سوري يعيشون في مدينة إسطنبول و”يستفيدون من الخدمات العامة”.

 

 

كما أكد نائب مدير الهجرة في إسطنبول (سردار دال): أنه “لن يتعرض أي سوري في إسطنبول للضرر، وسيتم إنشاء مركز جديد في توزلا (شرق) لتيسير مهمة تحديث البيانات”.

وأوضح دال أن هناك لقاءات تجريها إدارة الهجرة في 39 قضاء في إسطنبول مع المخاتير من أجل التشاور والتنسيق وذلك “بهدف التقدم بحلول للمشاكل التي تصل إلى المختار من قبل أي مواطن سوري، ومن أجل تلقي الأجوبة من دائرة الهجرة”.

ونوّه أن إدارة الهجرة تجتمع مع الأطباء في مراكز اللاجئين المؤقتة، وكذلك “عناصر الأمن والجندرما والمفتين ومسؤولي مديريات التعليم الوطني بمختلف مناطق إسطنبول”، بهدف حصول السوريين على المساعدة من قبل موظفي القطاع العام.

التصريحات الجديدة لمسؤولي الهجرة في إسطنبول أكدت أيضا أن الإدارة تتابع أي “حالة متضررة يتم إعلانها عبر منصات التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام”، وأنها تحاول حماية حقوق اللاجئين والمواطنين.

 

إجراء تعسفي مفاجئ

وكانت السلطات التركية في 23 من آذار الماضي، أوقفت قيود آلاف أو ربما عشرات آلاف اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة “الكملك”، ما تسبب بحالة من الخوف والقلق بينهم وزاد من مخاوف ترحيلهم.

كما وصلت حينها آلاف الرسائل وربما عشرات الآلاف من دائرة الهجرة تطلب من اللاجئين السوريين المقيمين بمختلف الولايات التركية أخذ موعد بأقرب وقت من مديريات الهجرة لتحديث بياناتهم.

وجاء في نص الرسالة التي رصدت أورينت وصولها لعشرات السوريين من آذار الماضي: “وفق المعلومات، فقد تم إبطال هوية الحماية المؤقتة (الكملك) بسبب عدم تحديثكم لعنوان السكن لدى دائرة الهجرة، أو لعدم وجودكم في المنزل أثناء عمليات التدقيق”.

سبق ذلك تأكيد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن 80% من اللاجئين السوريين تم التثبّت من أنهم يقيمون في العناوين التي حددوها، مشيراً إلى سعي الحكومة لرفع هذه النسبة إلى 90% قريباً، وذكر أن نحو 130 ألف سوري لم يتم العثور عليهم في عناوينهم، فيما بيّن أن نحو 450 ألفاً غادروا تركيا خلال الفترات الماضية.

تخبّط إداري

وخلال الأشهر الماضية، وصلت آلافَ السوريين رسائلُ نصية عبر هواتفهم المحمولة من دائرة الهجرة التركية تدعوهم إلى تثبيت عناوين إقامتهم بشكل عاجل، وجاء في نص الرسالة: “إن التحري الذي قامت به قوات الشرطة أو الدرك عن عنوان بيتك أظهر عدم وجودك بالمكان المحدد لذلك يجب عليك تحديث العنوان خلال 60 يوماً”، إلا أن عدداً كبيراً من السوريين لم يوجدوا في منازلهم خلال عمليات تفتيش الشرطة، وهو ما أدى إلى إيقاف قيودهم مؤخراً.

وحول هذا الموضوع، قال رئيس “تجمع المحامين السوريين الأحرار” المحامي غزوان قرنفل، لأورينت نت”، إن اللغط الذي حصل في هذا الموضوع وشمول هذه الرسائل حتى لمن هم ليسوا تحت الحماية المؤقتة ممن يحملون إقامات سياحية أو حتى سوريين مجنسين من سنوات، يشير إلى تخبط واضح في أداء مديريات الهجرة.

وأضاف أن ذلك أثار مشاكل حقيقية للسوريين المشمولين بهذا الإجراء، إذ إن توقيف القيود يعني حرمان الناس من المعونات التي يصرفها الهلال الأحمر وكذلك عدم إمكانية مراجعة المشافي، فضلا عن أن هؤلاء سيكونون في كل لحظة عرضة للترحيل التعسفي.

وجاءت البلاغات عقب تطبيق وزارة الداخلية التركية خطة جديدة لتفريق تجمعات السوريين في البلاد، وذلك في إطار ما يُعرف بـ”مشروع التخفيف” للتقليل من كثافة السوريين في بعض الأحياء والولايات التركية.

وبلغ عدد السوريين المسجلين في تركيا حتى مطلع العام الجاري، 3 ملايين و739 ألفاً و859 شخصاً، فيما عاد منهم 484 ألفاً و400 سوري “طوعياً” حتى مطلع شهر شباط الماضي، بحسب تصريحات المتحدث باسم الوزارة إسماعيل جاتاكلي.

زر الذهاب إلى الأعلى