الجاليات في تركياسيـاحـة وسفـر

ارتفاع قياسي للسياح المغاربة إلى تركيا

سجّل عدد السياح المغاربة الزائرين لتركيا خلال العام الماضي، قفزة كبيرة، بنسبة 32.7 في المائة عن عام 2018، لتعد من بين أعلى النسب المسجلة بين السياح العرب الوافدين إلى ذلك البلد.

وتظهر البيانات الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة التركية، أن عدد السياح المغاربة واصل ارتفاعه في الأعوام الأخيرة، ليصل إلى 234 ألف زائر في 2019، مقابل نحو 176 ألفاً في العام السابق عليه، و114 ألفاً في عام 2017، ما يشير إلى تضاعف العدد في غضون عامين، بينما لم يكن العدد يتجاوز في عام 2003 نحو 13.7 ألف زائر.

ويرى ناشطون في القطاع السياحي المغربي، أن صعوبة الحصول على تأشيرة “شينغن” من أجل السفر إلى الاتحاد الأوروبي المفضل لدى المغاربة، يعد سبباً رئيسياً في إقبال سياح المملكة على تركيا التي تعفيهم من التأشيرة.

ويقول أمين التوس، الخبير السياحي، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن السياح المغاربة، أسوة بسياح المنطقة العربية، يقبلون على تركيا لجاذبية منتجاتها السياحية، مستغلة في ذلك خلفيتها التاريخية، فضلا عن المنتجات الجديدة.

وتشير البيانات التي نشرتها وزارة الثقافة والسياحة التركية أخيرا، إلى أن عدد السياح الوافدين بلغ 45 مليون سائح العام الماضي، مقابل 39.4 مليون سائح في العام السابق عليه.

ومثّل السياح العرب أكثر من 11 في المائة من عدد السياح الذين توافدوا على تركيا في العام الماضي، حيث وصلوا إلى حوالي 4.93 ملايين سائح، مقابل 4.3 ملايين في العام الذي قبله.

ويتجلى من تلك البيانات أن السياح القاصدين لتركيا من جميع البلدان العربية، سجلوا ارتفاعا في العام الماضي، باستثناء السعوديين والإماراتيين، الذين تراجع عددهم على التوالي بنسبة 24.41 في المائة و13.38 في المائة.

غير أنه رغم انخفاض عدد السياح السعوديين في العام الماضي، إلا أنهم جاؤوا في المرتبة الثانية بنحو 564 ألف زائر، بعد السياح العراقيين الذين يأتون على رأس السياح العرب بنحو 1.37 مليون سائح.

ورغم عدد السياح المغاربة لتركيا والبالغ 234 ألفا، إلا أن زيادته كانت من أقوى النسب على مستوى السياح العرب في العام الماضي بنسبة 32.7 في المائة، بالإضافة للسياح الليبيين الذين ارتفع عددهم بنسبة 37.67 في المائة، والذين وصل عددهم إلى 259 ألفاً.

ويمثل إنفاق المغاربة على السفر إلى تركيا حوالي 10 في المائة من مجمل إنفاق المغاربة على السفر بالخارج، والذي وصل إلى حوالي 2.15 مليار دولار العام الماضي، مقابل 1.95 مليار دولار في 2018، وفق بيانات مكتب الصرف الحكومي في المغرب، والتي اطلعت عليها “العربي الجديد”.

ويقول حسن الصالحي، المغترب في ألمانيا والذي سبق له زيارة إسطنبول، إن العرض السياحي التركي متنوع ويستجيب لرغبات جميع السياح المغاربة، حيث يتراوح بين العرض الشاطئي والثقافي، إضافة إلى أنه تتوفر في جميع المدن السياحية مناطق للتسوق بأسعار تراعي القدرة الشرائية لأغلب الفئات، خاصة بعد انخفاض سعر صرف الليرة التركية.

ويتجلى أن ما يدفع المغاربة إلى الإقبال على تركيا، هو الأسعار التي تطرحها وكالات الأسفار، والتي تصل في المتوسط إلى نحو 700 دولار للفرد، متضمنه النقل الجوي والإقامة.

ويشير فاعلون في قطاع السياحة بالمغرب إلى أن المنافسة من قبل تركيا وإسبانيا، تدفعهم نحو تنظيم معرض خاص بالمغاربة من أجل تطوير السياحة الداخلية، التي يريدون جعلها أولوية.

ويلفت فوزي الزمراني، نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، إلى عقد الكونفدرالية اجتماعا نهاية الأسبوع الماضي لبحث مقترحات لتنشيط السياحة الداخلية، منها اقتراح عرض مغر مقارنة بتركيا أو إسبانيا على مستوى الأسعار وتجربة السفر.

وكانت الكونفدرالية (منظمة مدنية تضم المستثمرين)، قد قدمت توصيات إلى وزارة السياحة والمكتب الوطني المغربي للسياحة، لزيادة أعداد الوافدين خلال السنوات المقبلة، وذلك في إطار خارطة طريق للقطاع، وفق مصادر مطلعة تحدثت لـ”العربي الجديد” في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وسبق أن أعلنت الحكومة استهداف 20 مليون سائح خلال 2020، بينما تشير التقديرات إلى بلوغ عدد الوافدين نحو 13 مليوناً العام الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى