أخــبـار مـحـلـيـةعـالـمـيـة

استمرار الجدل حول سد “إليسو” التركي وأزمة المياه بالعراق

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعهّد بتزويد العراق بحصته المائية الكاملة، على خلفية توتر أثاره تشغيل سد “إليسو” التركي على نهر دجلة.

وذكرت شبكة الجزيرة القطرية أن تعهد تركيا بتزويد العراق بحصته من المياه نزع فتيل التوتر الذي شاب علاقات البلدين بسبب تشغيل سد إليسو، لكن التحدي الحقيقي يكمن في قدرة أنقرة على الوفاء بهذا التعهد.

وإليسو هو أول سد يدخل الخدمة ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول المائي المعروف باسم “غاب” (GAP)، والذي يشمل إقامة 22 سدا، بينها 14 سدا على الفرات وثمانية على دجلة، فضلا عن عشرات من محطات توليد الطاقة.

ونقلت وسائل إعلامية عن العبادي، قوله “لقد أكد لنا السيد أردوغان بأن تركيا ستزود العراق بحصته المائية بالكامل، وكانت هناك اليوم جلسة عمل بين الوفدين الوزاريين لتأكيد هذا المعنى”.

جاءت تصريحات العبادي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس أردوغان، على هامش زيارة إلى العاصمة التركية أنقرة، يوم الثلاثاء 14 أغسطس/ آب الجاري.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “أمن ورخاء واستقرار العراق، هو من أمن ورخاء واستقرار تركيا”.

ويعاني العراق في الأونة الأخيرة من أزمة شح المياه في نهري دجلة والفرات، اللذين ينبعان من تركيا، وهو ما أثر على الزراعة العراقية والاقتصاد كله.

وبحسب تقرير للجزيرة، أكدت مصادر عراقية أن تدفق مياه دجلة إلى العراق انخفض بنسبة 50% منذ تشغيل سد إليسو في الأول من يونيو/حزيران الماضي، وأن كمية المياه المخزنة في العراق انخفضت من ثمانية مليارات متر مكعب إلى ثلاثة مليارات.

وكانت وزارة الموارد المائية العراقية أعلنت أن واردات نهر دجلة من المياه عند الحدود التركية ستنخفض من 20.93 مليار متر مكعب سنويا إلى 9.7 مليارات متر مكعب بعد افتتاح سد إليسو، وأن ذلك سيحرم 696 ألف هكتار من الأراضي الزراعية العراقية من المياه.

وحوض سد إليسو هو الأكبر في تركيا، ويناهز ارتفاع السد 135 مترا، وهو قادر على إنتاج 4.12 مليارات كيلوواط/ساعة من الطاقة الكهربائية سنويا في المتوسط.

وبلغت تكلفة إنشاء السد 8.5 مليارات ليرة (1.4 مليار دولار)، لكنه سيوفر على البلاد 1.5 مليار ليرة (250 مليون دولار) سنويا في إنتاج الكهرباء، وسيسهم في توفير المياه لري 1.2 مليون هكتار من الأراضي.

وظلت تركيا ترى في إنشاء السدود جزءا من ممارستها لسيادتها الطبيعية على ترابها ومواردها، ووصفت وسائل الإعلام التركية الحملات العراقية بالمبالغ فيها، وبأنها تخدم أجندة سياسية.

ورفض السفير التركي ببغداد فاتح يلديز تحميل بلاده المسؤولية عن انخفاض مستويات المياه بنهر دجلة بسبب بناء سد إليسو، وقال في مؤتمر صحفي بسفارة بلاده ببغداد إن سبب انخفاض مياه دجلة هو الجفاف الذي تشهده المنطقة.

وذكرت وسائل الإعلام التركية أن أنقرة قادرة رغم صعوباتها المائية على الوفاء بتعهداتها للعراق، وأنها اتفقت مع بغداد على تقنية خاصة لملء خزان السد تسمح باستمرار تدفق المياه في مجرى النهر نحو العراق، وفي اتجاه الخزان في آن واحد.

وقالت صحيفة سوزجو التركية إنه جرى الاتفاق على هذه الآلية -التي لم يتم توضيح تفاصيلها التقنية- أثناء زيارة وفد تقني عراقي لتركيا عام 2017، وتم التوقيع رسميا على ذلك في مايو/أيار الماضي.

وتضيف الصحيفة نفسها أن السد المخصص للخدمات الهيدروكهربائية يحتاج إلى حجز كميات مياه أقل من تلك التي تصرفها خزانات الري الزراعي، الأمر الذي يحسن فرص الحفاظ على حصة العراق المائية.

وظلت قضية المياه محل خلاف شديد بين أنقرة وبغداد منذ سبعينيات القرن الماضي، لكن التوتر بلغ مداه عقب تشغيل سد إليسو، فقد انتشرت دعوات في العراق لمقاطعة البضائع التركية.

وشنت وسائل الإعلام العراقية حملات انتقاد واسعة لأنقرة، وطالبت العبادي بقطع العلاقات معها، وسبق لرئيس الوزراء العراقي أن دعا تركيا مرارا لوقف بناء السدود على نهري دجلة والفرات.

زر الذهاب إلى الأعلى