رمضان في تركيا

استمرار حملة “الطعام المعلق” طوال شهر رمضان في ولاية أماسيا التركية

وضع إبراهيم مرمر منضدة بجانب البوفيه الخاص به، في حي “شيهجوي” بولاية أماسيا شمال تركيا، واضعًا عليها منتجات غذائية مثل الخضار، والحليب، والبقوليات، واللبن، ليأخذ منها المحتاج ما يكفيه.

 

علق مرمر لوحة على المنضدة كتب عليها “بإمكان المحتاج أخذ ما يريد”، ليراها المواطنون الذين يشترون من عنده ويأخذ منها المحتاجون، ثم بدأ ميسورو الحال من أهالي الحي بالمشاركة في وضع منتجات غذائية أو نقود على المنضدة.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال مرمر إنه أطلق حملة الأغذية “الطعام المعلق” من أجل محتاجي الحي، بعد أن نظمها من قبل وكانت مثمرة للغاية وتفاعل معها كثيرون، وأضاف: “عندما انتشر وباء كورونا أغلقت بعض أماكن العمل في نطاق تدابير مكافحته، لاحظت أن عدد المحتاجين قد ازداد، فكتبت اللوحة وعلقتها. يسعدني أن أساعد المحتاجين، ثم خطرت على بالي فكرة أن أجمع منتجات غذائية من الأهالي للمحتاجين”.

 

وأشار مرمر إلى أن حملته الغذائية ستستمر طوال شهر رمضان، وقال: “بدأت هذه الحملة في 16 نيسان/ أبريل. يمكن أن يترك ميسور الحال مالًا أو منتجات أخرى، وأنا أعشق روح التضامن والعمل الجماعي في هذه الأيام الصعبة التي تمر على جميع أبناء الشعب التركي. وقد تضاعف هذا الحب مرتين بعد التضامن الذي رأيته على منضدتي”.

أعرب محمود دمير، أحد المشاركين في وضع أغذية بالمنضدة، عن إعجابه بهذه المبادرة قائلا: “هذه المنضدة مؤسسة تأخذ من الشعب وتوزع على الشعب. ما يوضع عليها هو تبرع أو قد يكون زكاة مال أو فطرة. سيأخذ المحتاج من هنا ما يكفيه، وقد وضعنا الحليب من أجل الأطفال. نهدف من كل ما نقوم به للوقوف مع دولتنا، وهنا رأيت معنى المشاركة والمساعدة فيما بيننا. أنا أفتخر بشعبي التركي”.

يعود تقليد “الخبز المعلق” إلى العصر العثماني. بدأ بشراء المحسنين خبزا أكثر من حاجتهم وتعليقها في الفرن ليأتي الفقراء المحتاجون ويأخذون منها. وارتبطت هذه العادة المتجذرة من العصر العثماني بمفهوم الزكاة وبالثقافة الإسلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى