أخــبـار مـحـلـيـةالدراسة في تركيا

افتتاح “جامعة ابن خلدون”.. خطوة تركية نحو الاستقلال الثقافي والمعرفي

مع التقدم الذي حققته تركيا كرائدة في قطاع التعليم العالي في السنوات الأخيرة، تشهد اسطنبول إضافة نوعية بافتتاح جامعة إبن خلدون، التي تفتح أبوابها للطلبة الراغبين في الانخراط في منظومة تعليمية تعلي من قيم الاستقلال والتميز الثقافي والمعرفي.

ديلي صباح أجرت لقاءً خاصاً مع رئيس الجامعة الواقعة في منطقة باشاك شهير، البروفيسور رجب شين تورك، شرح خلاله رؤية الجامعة. حيث أكد شين تورك على أن افتتاح الجامعة يأتي تماشياً مع المرحلة المفصلية التي تمر بها تركيا، والتي تسعى خلالها إلى الوصول إلى استقلال كامل في المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، مشيراً إلى أن بلاده لا تزال تعاني من الاعتمادية الثقافية على الآخر، وهو ما دفعهم لتأسيس هذه الجامعة.

وقال: “تهدف جامعتنا لقيادة دول العالم التي ما زالت ترزح تحت الاعتمادية الثقافية على الغرب، والسير بها نحو الاستقلال الثقافي. على سبيل المثال، تعمل تركيا على كسر قيودها وتحقيق استقلال سياسي واقتصادي وتكنولوجي. وهي تفعل ذلك من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي من دون دعم خارجي. تصنّع احتياجاتها بنفسها، بل وتصدرها إلى الخارج”.

أما على سبيل الأفكار، قال شين تورك، مستدركاً: “لا تزال تركيا تستورد النظريات من الخارج”، وهو ما يمثل درجة من الاعتمادية الثقافية. وأضاف أن جامعة ابن خلدون تأتي لتعالج هذا الخلل وتغطي حاجة البلاد إلى توليد وتصدير أفكارها ونظرياتها إلى العالم.

وأكد شين تورك على أن نظريات العالم الغربي لا يمكنها أن تأتي بحلول تناسب تركيا وبقية العالم، نظراً لاختلاف التجارب والخبرات التاريخية والثقافية. وأضاف: “يجب أن نبتكر نظريات خاصة بنا قادرة على حل مشكلاتنا”.

الجامعة التي تحمل اسم عالم الاجتماع والمؤرخ الإسلامي ابن خلدون، تتخذ منه نموذجاً لها في أهدافها. كما تسعى إلى إحياء التراث الثقافي والتاريخي للمنطقة من خلال نظامها التعليمي ومنشآتها ومبانيها، التي ستبنى على نموذج “الكلية” المعروف في العمارة العثمانية، والذي يمثل مجموعة من المباني يتوسطها مسجد، وتدار من قبل هيئة تعليمية واحدة، و”المدرسة” التي كانت مرادفة للجامعة في مفهومنا المعاصر.

وأكد رئيس الجامعة، على أن الجامعة ستولي البحث العلمي أولوية كبرى، لإيمانها بأن مفهوم الجامعة يعني خلق وتوليد الأفكار والنظريات، وأن نجاح الجامعة يعتمد على نتاجها المعرفي في الدراسات العليا. وأكد “المكان الذي لا ينتج المزيد من الأفكار ليس بجامعة، هو فقط مكان لنشر المعرفة المتداولة”.

وفي ختام حديثه قال: “هدفنا هو جعل اسطنبول مركزاً رائداً للعلوم والثقافة على مستوى العالم، وبناء قادة عالميين. نؤمن أننا نعيش اليوم في حضارة مفتوحة، اختفت فيها الحدود والفواصل بين الحضارات. هناك نظام تنافسي عالمي اليوم، ونريد أن نخرّج من يستطيع تمثيل هذه البلاد”.

زر الذهاب إلى الأعلى