الأكراد.. الخاسر الأكبر في الحرب السورية
نراقب ما تقوم به الفصائل الكردية من تمدد على الحدود جنوبي تركيا، حيث نقضت الاتفاقات الموقعة مع المعارضة السورية، وقاتلت إلى جانب نظام الأسد في حربه ضد الشعب السوري.
الغريب في الموضوع هو أنه، وللسنة الخامسة، يحاول هذا النظام إنهاء الثورة مدعوما بعشرات آلاف المقاتلين من لبنان والعراق وأفغانستان وإيران وغيرها، ومدعوما بالسلاح من روسيا وإيران ودولة الإمارات ومصر، فماذا تعني إضافة بضعة آلاف من المقاتلين الأكراد على هذه المعادلة، وهل تعني أنها ستحسم هذه المعركة لصالح النظام وحلفائه؟
بالمنطق الاستراتيجي، الانتصار الذي يحققه نظام الأسد في الشمال هو مؤقت، وقد يحدث تراجع آخر للمعارضة في جنوبي وغربي دمشق، ولكن لن تدوم سيطرة النظام حتى أيلول/ سبتمبر القادم، ثم سيتراجع النظام، فهذا الهجوم هو عملية إعداد للمقاتلين من قبل إيران وروسيا استمرت لمدة عام كامل، حيث تم جلب آلاف المقاتلين، وتم تحضير معدات عسكرية كبيرة سببت حالة من الصدمة للمعارضة، وهي في العلم العسكري صدمة مؤقتة.
فمسألة حصار المعارضة في الشمال ستفرض عليها خيارا واحدا وهو القتال، وهذا يعني أن المعارضة ستجد نفسها موحدة في مواجهة هذه القوى جميعا التي ستدخل قسريا في لعبة الاستنزاف المباشر.
أنا أعلم أن تركيا قادرة على احتلال نصف سوريا في أسابيع، ولكن السياسة التركية سياسة عاقلة، وهي عندما تتريث، هي تريد أن يشعر السوريون بضرورة الاتحاد في مواجهة أعدائهم، وتريد من الأكراد أن يستعيدوا مكانتهم بأنهم جزء من الأمة، وأن وقوفهم إلى جانب أعداء الأمة التاريخيين لا يحقق لهم شيئا، وتريد من روسيا وإيران أن تدركا أن تغيير الجغرافيا هذا أمر كان يحدث في القرون الوسطى، ولن يحدث الآن، وتريد من أوروبا أن تدرك أن تركيا نقطة أساسية في استقرار العالم أجمع، وهذا ما يدركه الأوربيون الآن، والذين بتقديري هم في أقرب أوقاتهم من تركيا، وأيضا تريد تركيا من خلال صبرها أن تبلغ أمريكا رسالة واضحة، أن أمريكا تغادر المنطقة، وأن العرب والأتراك سيفتحون شرق أوسط جديدا، وبتقديري سيكون ذلك من خلال تعاون نشط مع دول أوروبية عديدة.
هنا أسأل.. أين هي هذه الأحزاب الكردية في المعادلة؟
(النص عن صحيفة ديريليش بوستاسية التركية)
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.