عـالـمـيـة

الأمريكيون يقترعون لاختيار خليفة أوباما في الثلاثاء الكبير

تتجه أنظار الكثيرين في أرجاء العالم، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية، إلى صناديق الاقتراع، حيث يدلي الناخبون الأمريكيون، اليوم الثلاثاء، بأصواتهم في اقتراع عام غير مباشر لاختيار من يخلف الرئيس (الديمقراطي) باراك أوباما.

المتنافسان الأوفر حظا في هذه الانتخابات هما المرشحة الديمقراطية، وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، إضافة إلى منافسها الجمهوري، رجل الأعمال الملياردير دونالد ترامب، حيث يدعمهما أكبر حزبين في البلاد، فضلا عن شخصيات ومؤسسات مالية نافذة.

لكن يوجد منافسان آخران لا يتمتعان بأي فرصة للفوز، وهما الحاكم السابق لولاية نيو مكسيكو، رجل الأعمال، مرشح الحزب الليبريتاري (التحرريين)، غاري جونسون، إضافة إلى الطبيبة والناشطة السياسية، المرشحة عن حزب الخضر، جيل ستاين.

وعلى منصب نائب الرئيس، الذي يشغله حاليا جوزيف بايدن، يتنافس الديمقراطي تيم كاين على بطاقة كلينتون الانتخابية، بينما يخوض مايك بنس السابق على بطاقة ترامب.

وجورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، هو الرئيس المستقل الوحيد الذي لم ينتم لحزب، لكن لم يستطع أي مرشح آخر من خارج الأحزاب أن يبلغ مقعد الرئاسة.

وقبل أيام من اقتراع اليوم، ازداد الصراع الانتخابي شراسة، فبفارق ضئيل يتراوح بين نقطة و6 نقاط، أظهرت استطلاعات للرأي أن كلينتون (69 عاما) هي الأوفر حظا من ترامب (70 عاما) للفوز بالرئاسة؛ لتصبح – إن تحقق ذلك – أول سيدة تجلس على مقعد الرئاسة في تاريخ الولايات المتحدة.

لكن الاستطلاعات تظهر أيضا تقلص الهوة بين كلينتون وترامب، لا سيما مع قرار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، الجمهوري الهوى، جيمس كومي، بالتحقيق في مجموعة جديدة من المراسلات الإلكترونية، على خلفية اتهام كلينتون بتداول معلومات سرية، حين كانت وزيرة للخارجية (بين عامي 2009 و2013)، عبرها بريدها الشخصي، وليس بواسطة البريد الحكومي.

وإضافة إلى اختيار الرئيس رقم 45 ونائب له، يختار الناخبون الأمريكيون، اليوم، الذي يعرف عادة بـ”الثلاثاء الكبير”، أعضاء مجلس النواب، وهم 435 عضوا، إضافة إلى 34 من أصل 100 عضوا في مجلس الشيوخ، انتهت ولايتهم، وهم 24 جمهوريا وعشرة ديمقراطيين، فضلا عن أعضاء عددِ من المجالس المحلية تبعا للولاية والمقاطعة والمدينة والمنطقة الانتخابية.

والانتخابات الرئاسية الأمريكية هي عملية غير مباشرة، فالناخبون يختارون مندوبين يشكلون “المجمعات الانتخابية”، التي تنتخب الرئيس.

وليفوز المرشح بالرئاسة، عليه أن يحصد 270 صوتا (النصف +1) في المجمع الانتخابي (538 عضوا)، المكون من ممثلين عن الولايات الخمسين، يساوي عددهم مجموع ممثلي هذه الولايات في مجلسي النواب والشيوخ (الكونجرس)، إضافة إلى 3 ممثلين لمقاطعة كولومبيا، التي تضم العاصمة واشنطن؛ لأنها غير ممثلة في الكونجرس.

وتختلف آليات اختيار مندوبي الولايات في المجمع الانتخابي حسب قوانين كل ولاية، فبعض الولايات مثلا تختار ممثليها بالتصويت الشعبي، بينما تختارهم ولايات أخرى خلال المؤتمرات العامة للأحزاب في الولاية، أو يختارهم الكونجرس المحلي لكل ولاية.

ومن يفوز من المرشحين للرئاسة بأكثرية الأصوات الشعبية في الولاية، يفوز بجميع أصوات الولاية في المجمع الانتخابي، وهو نظام تتبعه كل الولايات، عدا ولايتي نبراسكا وماين، اللتين تقسم فيهما الأصوات بحسب نسب التصويت الشعبي.

وعقب اقتراع اليوم، تعلن كل ولاية نتائج الانتخابات الرئاسية فيها، إضافة إلى اختيار مندوبيها، اللذين ينتخبون، في 19 من الشهر الجاري، الرئيس الأمريكي المقبل ونائبه عبر أوراق اقتراع.

بعدها، ترسل الولايات أوراق الاقتراع إلى رئيس مجلس الشيوخ في العاصمة، في موعد لا يتجاوز 28 ديسمبر/ كانون الأول 2017.

وفي هذا اليوم، يجتمع الكونجرس الأمريكي بغرفتيه (الشيوخ والنواب)، برئاسة نائب الرئيس المنتهية ولايته (جوزيف بايدن)، لإعلان ترشيحات المندوبين، واسمي الفائزين بمنصب الرئيس ونائبه، على أن يتم تنصيب الرئيس المنتخب يوم 20 يناير/ كانون الثاني 2017.

وإذا حدث تعادل بين مرشحين في عدد الأصوات، أو أن أحدهما لم يحصل على 270 صوتا، فإن مجلس النواب ينتخب الرئيس، بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس.

وقبيل بدء الاقتراع العام، احتدم الصراع الجمهوري- الديمقراطي في ولايات عدة، تعرف بـ”الولايات المتأرجحة”، وهي ولايات يقترب فيها مستوى تأثير أحد الحزبين الكبيرين من مستوى تأثير الآخر على ناخبيها، ولذا يسعى المتنافسون عادة إلى الفوز بأكبر عدد من الأصوات فيها، ويكرسون لها الكثير من ميزانياتهم وأنشطتهم الانتخابية.

وبحسب مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، المتخصصة في الشأن السياسي، فإن “الولايات المتأرجحة”، هي: فلوريدا وتمتلك 29 مندوبا في المجمع الانتخابي، بنسلفانيا (20)، أوهايو (18)، ميشيجان (16)، كارولينا الشمالية (15)، فيرجينيا (13)، يسكونسن (10)، كولورادو (9)، آيوا (6)، نيفادا (6)، ونيو هامبشاير (4).

واستطاعت كلينتون جذب 6 من الولايات الـ11 المتأرجحة لصالحها، بحسب استطلاعات للرأي، حتى أنها باتت تُعرف بمجموعة “الجدار الناري” للمرشحة الديمقراطية، وتضم: ميشيجان، ويسكونسن، فيرجينيا، كولورادو، بنسلفانيا، ونيو هامبشاير، وتمتلك 72 صوتا في المجمع الانتخابي.

وخلال الأيام الماضية، قامت كلينتون بجولات في ولايات استراتيجية، برفقة نجوم لامعين، حيث ظهرت معها مطربة الروك، كيتي بيري، في مدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا، وأحيت حفلا غنائيا لصالح المرشحة الديمقراطية. فيما رافق كليننون لاعب كرة السلة الشهير، ليبرون جيمس، في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو.

بينما انشغل ترمب بمحاولات استقطاب ناخبين جدد لصالحه في ولايات معروفة بكونها غالبا ديمقراطية التأييد، مثل مينيسوتا، ميشيجان وبنسلفانيا؛ بسبب تأرجح موقفه في ولايات أخرى مهمة له، مثل كارولينا الشمالية وأريزونا وأوهايو وفلوريدا.

وتبلغ القيمة الإجمالية للنفقات الانتخابية للمرشحين الأربعة، بحسب تقديرات مؤسسات متخصصة، حوالي 6.5 مليار دولار، يتألف ثلثها من نفقات الحملات الإعلانية لهؤلاء المرشحين.

ومن المتوقع أن يدلي بأصواتهم في هذه الانتخابات حوالي 150 مليون ناخب من أصل 230 مليون ناخب مسجل.

وأدلى أكثر من 40 مليون ناخب أمريكي بأصواتهم في تصويت مبكر عبر البريد العادي أو الإلكتروني أو الفاكس أو الاقتراع العادي، ولا يتم إعلان نتائجه إلا مع انتهاء التصويت العام.‎‎

زر الذهاب إلى الأعلى