أخــبـار مـحـلـيـة

الأولى من نوعها.. ندوة دولية في إسطنبول لتاريخ العلوم في الإسلام

في فعالية دولية هي الأولى من نوعها، انطلقت في إسطنبول، ندوة البروفسور التركي فؤاد سزكين الدولي الأولى لتاريخ العلوم في الإسلام، وتستمر 3 أيام، بمشاركة نخبة من الأكاديميين من تركيا والعالم.

وتأتي الندوة التي ترعاها رئاسة الجمهورية التركية، تتويجا لمسيرة المؤرخ التركي الشهير الراحل سزغين، الذي أمضى حياته في البحث عن العلوم الإسلامية من مصادرها، إلى أن وافته المنية العام الماضي.

وعرف عن سزغين جهوده الكبيرة في البحث عن المصادر الإسلامية، حيث أسس متحفا للعلوم الإسلامية في ألمانيا، وأسس بعد عودته إلى تركيا متحفا مشابها في إسطنبول.

ويشارك في تنظيم الندوة الدولية كل من، وزارة الثقافة والسياحة التركية، وجامعة إسطنبول، وجامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية، ووقف فؤاد سيزغين للأبحاث والعلوم الإسلامية.

وتهدف الندوة إلى تأسيس مسار يواصل عبره الأكاديميون في أعمالهم لإخراج كثير من العلوم الإسلامية وكنوزها من الكتب والمصادر التاريخية، حيث يمتد الإرث العربي الإسلامي بالعلوم في المشرق والأندلس لنحو 800 عام.

والمسلمون كان لهم ميراث هام مشترك مع العالم، ساهم في تطور التكنولوجيا الحديثة، عبر الاكتشافات والاختراعات والأبحاث التي قدموها، وتعتبر هذه العلوم هامة وثرية للإنسانية، وساهمت بتواصل العلوم دون انقطاع في تاريخ البشرية.

رئيس الهيئة الاختيارية لوقف فؤاد سزغين، بلال أردوغان، قال في كلمته “لدينا رسالتين عالميتين نريد ان نوصلهما، الأولى تتعلق بفؤاد سزغين وحياته الأكاديمية والتعريف بها، بإظهار العلوم الإسلامية، حيث أن لديه كتبا باللغة الألمانية يجب أن تترجم، وكانت له أعمال هامة في مدينة فرانكفورت نريد نقلها لإسطنبول، بهدف إظهار دور العلماء المسلمين في تطور العالم، ووصوله للعالم الحديث”.

وأضاف “الرسالة الثانية تتعلق بالصعوبات في خلق أفكار جديدة للتطور، ولهذا فإن توليد الأفكار مهم جدا لإنتاج حلول للمشاكل الموجودة، ومن أجل هذا نريد عقولا تفكر بوضوح، وبوجود شخص مثل سزغين يشجعنا بعد أن أمضى حياته في العلوم، ونريد إظهار هذا من أجل تطوير العلوم والأفكار”.

من ناحيته قال ادهم سنجاق، مؤسس وقف فؤاد سزغين أن الأخير “ساهم في إخراج العلوم الإسلامية التي بقيت مخفية عن العالم، وكنا نحلم بوضع العلوم الإسلامية أمام العالم الإسلامي، ونجحنا لحد الآن”.

وأردف “كانت لسزغين آمال وأحلام عمل على تنفيذها، وأسس معرض العلوم الإسلامية في إسطنبول، وهي خطوة مهمة لأننا نؤمن بما نرى، ونعيش وفق ذلك، وتم النجاح بهذا لمشروع لتكون الآثار الإسلامية ممكنة أن ترى بالعين، وجرى العمل على المكتبة المرافقة لها، وكان الهدف هو نقل هذه العلوم وهذه الالات للأجيال المقبلة”.

وشدد في كلمته خلال الندوة على ان الاجتماع الحالي مهم لأنه “باجتماع الأكاديميين يأتي دورهم كعناصر متممة لعمل سزغين، باستمرار إظهار العلوم الإسلامية، والآن دور اكتشاف 800 عام من العلوم، واستخراج ما لم يتم استخراجه حتى الآن وتقديمه للعالم والإنسانية”.

كما تحدث جوشكون يلماز مدير السياحة والثقافة في إسطنبول، أن “العلم والعرفان هو أهم محدد لتقدم أي مجتمع.. فخدمة العلم هو مهم لرجالات الدولة والمجتمع والتاريخ يوضح ذلك، وما كان يميز سزغين عدم مقاطعته لمجتمعه وتاريخه رغم أنه عانى من الانقلابات العسكرية التي جعلته يعيش خارج تركيا، ورغم ذلك لم ينس تاريخه وحضارته وعمل عليها بكل جد”.

رئيس جامعة إسطنبول البروفسور محمود أكن، قال في كلمته، “مثل هذه الفعالية ستكون مستمرة بشكل دائم من أجل خدمة العلم، واتمنى ان تعود الفعاليات والجلسات بالخير والنفع للجميع”، مستعرضا مسيرة البروفسور الراحل.

وولد فؤاد سيزغين في 1924، هو أحد أبرز الضالعين في التراث العربي والإسلامي، على مستوى العالم، ويعد أحد طلاب المستشرق الألماني هلموت ريتر، حيث تعلم اللغة العربية، وحصل على الدكتوراه في 1954 بأطروحة “مصادر البخاري”.

وأصبح أستاذًا في جامعة إسطنبول في 1954، ونُشرت له رسالة الدكتوراه تحت عنوان “دراسات حول مصادر البخاري” في 1956، ليغادر تركيا إلى ألمانيا بعد أن منعته حكومة الانقلاب العسكري في 1960، مع 146 أكاديمي تركي، من الاستمرار في جامعات البلاد، ليواصل دراساته في جامعة فرانكفورت.

أتقن المؤرخ التركي 27 لغة، من بينها السريانية والعبرية واللاتينية والعربية والألمانية، بشكل جيد جدًا، وأنشأ في 2010، وقف أبحاث تاريخ العلوم الإسلامية بهدف دعم أنشطة متحف العلوم والتكنولوجيا الإسلامية في إسطنبول، وتوفي العام الماضي بإسطنبول.

زر الذهاب إلى الأعلى