أخــبـار مـحـلـيـة

“الإعلام الأصفر” ليلة إفشال الانقلاب في تركيا.. من بث السموم إلى وضعية المزهرية

بينما كان الشعب التركي بكافة أطيافة وفئاته من يقف خلف رئيسه رجب طيب أردوغان، مساء 15 تموز/يوليو 2016، لصد الانقلاب، كان على الضفة المقابلة من يتربص بتركيا محاولا نقل صورة مغايرة لما يجري وجرى في تلك الليلة المشؤومة.

في تلك الليلة، كانت ماكينات المتربصين بتركيا تتحين الفرصة للانقضاض وبث السموم عبر ترويج الأخبار الكاذبة بهدف تشويه الحقائق والتضليل.

البداية كانت من قناة “سكاي نيوز الإخبارية” والمدعومة من دولة الإمارات العربية، واليت نشرت ليلة محاولة الانقلاب خبرا على حسابها الرسمية في “تويتر” قالت فيه “نقلاً عن مصدر أمريكي أردوغان يطلب اللجوء إلى ألمانيا”، لتعود وتحذف التغريدة فور فشل الانقلاب، الأمر الذي أوقعها في فخ “عدم المهنية”.

ولم تقتصر محاولة الاصطياد بالماء العكر على “سكاي نيوز” وحدها، بل كان موقف قناة “العربية” الممولة سعوديًا على شاكلة من سبقها ممن ينتظرون أي معلومة ولو كانت مغلوطة عن نجاح الانقلاب في تركيا، إذ كانت عناوينها تتماهى مع موقف الانقلابيين ومنها “الجيش التركي يعلن الإطاحة بالرئيس.. وأردوغان يدعو أنصاره للنزول إلى الشارع”، وغيرها من العناوين التي أثارت ردود فعل غاضبة ما دعا ناشطين لإطلاق حملة لمقاطعتها.

أما الإعلام المصري وأذرعه فكان حاضرًا في تغطية ليلة محاولة الانقلاب وفق ما يتناسب مع مصالحه ورؤيته للمشهد من زاوية مايسمى بـ”الصحافة الصفراء” ليس أكثر، حتى أن وكالة “أسو شيتد برس” الأمريكية وصفت تعاطي الإعلام المصري لأحداث الانقلاب في تركيا بـ”السقطة، والفضيحة”.

وقال الإعلامي المصري أحمد موسى خلال أحداث محاولة الانقلاب إن “ما يحدث في تركيا ليس انقلابًا عسكريًا، لكنه ثورة داخل القوات المسلحة التركية”، في حين عنونت صحيفة “الأهرام” بالخط العربض “الجيش التركي يطيح بأردوغان”، وتماهت معها عدة القنوات ووسائل إعلامية أخرى لم تلتزم الحيادية والموضوعية في نقل الأخبار.

إعلام النظام السوري لم يكن بعيدًا عن “مطبخ السموم” وما ينتجه من أخبار مضللة ليلة محاولة الانقلاب الفاشل، إذ استضافت القناة الإخبارية السورية في تلك الليلة “شريف شحادة” والذي يصفه معارضون سوريون أنه من “أشد الأبواق دعما لنظام الأسد إن كان على خطأ أو صواب”.

وقال شحادة يومها إن “الجيش التركي ستكون له كلمة الحسم.. والمسألة مسألة وقت.. ولكن أردوغان انتهى رجلًا ومشروعًا”.

كما خرجت المذيعة في تلك القناة “أليسار حسن” لتقول لأحد الضيوف معها على الهواء بشكل ساخر “من باب السؤال السريع.. من الممكن أن يخرج الأن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ويطالبوا بإرجاع أردوغان.. هو كان زعيم إخوان”.

ولم تكد تمضي ساعات قليلة على إعلان فشل الانقلاب، إلا واتخذت كل تلك الوسائل الإعلامي وأذرعتها الخبيثة وماكيناتها التي تم تزويدها بالوقود من أجل أن تمضي في بحر تشويه الحقائق، اتخذت جميعها وضعية “المزهرية”، إلا أن ذلك لم يشفع لها عند متابعيها الذين اكتشفوا سقطة “عدم المهنية” وما تنقله من أخبار كشفتها وعرتها محاولة الانقلاب الذي أفشله الشعب التركي بعزيمته وإصراره وثباته، ليكون ذلك درسًا لتلك المنصات الإعلامية.

وكالة أنباء تركيا

زر الذهاب إلى الأعلى