أخــبـار مـحـلـيـة

الاتحاد الوطني الكردستاني و”بي كي كي”..تقارب يخل باستقرار المنطقة (تقرير)

 

** معلومات أحصتها الأناضول من مصادر مفتوحة:
– حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية العراقية يفتح مجالا لتنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي وسط المدينة وأريافها
– الحزب يقدم تدريبا عسكريا لعناصر التنظيم القادمين من شمال سوريا ويسمح للميليشيات الشيعية باستخدام السليمانية طريق عبور إلى سوريا

بالتزامن مع قيام حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة السليمانية العراقية بإتاحة مجالٍ لتنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” الإرهابي وسط المدينة وأريافها، فإن الأخير يخلّ باستقرار المنطقة وأمنها وتنميتها الاقتصادية بأعماله الإرهابية مثل قطع الطرق والابتزاز والاختطاف.

وبحسب معلومات أحصتها الأناضول من مصادر مفتوحة، فإن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية يواصل فتح مجالٍ لتنظيم “بي كي كي/ واي بي جي” وسط المدينة وأريافها (شرق إقليم كردستان شمال العراق).

وبحسب تصريح أدلى به رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني في فبراير/شباط 2021، “لم يتم استكمال إعادة إعمار 800 قرية بسبب احتلال بي كي كي الإرهابي للجبال والأماكن السكنية في المنطقة، حيث أن الإرهابيين يمنعون المزارعين من الوصول إلى أراضيهم”.

ويتواجد تنظيم “بي كي كي” في السليمانية ومحيطها من خلال أحزاب وامتدادات سياسية، ويمارس تجارة المخدرات والتهريب في نقاط مختلفة بين الحدود الإيرانية والعراقية.

ويوجد في مركز السليمانية أحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية تعمل لصالح التنظيم الإرهابي، مثل “تيفجيرا آزادي” و”بي واي دي” و”RJAK” ومكتبة أرشيف أبحاث المرأة الكردية ومركز الأكاديمية.

ويعطل التنظيم الإرهابي الذي أقام حواجز في ريف مدينة السليمانية، عمل وسائل النقل العام ويبتز المواطنين ويقوم بعمليات خطف بصفوف المدنيين.

وتقول المصادر إن حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أصدر بطاقات هوية لعناصر “بي كي كي”، الأمر الذي يسمح للإرهابيين بالحصول على مساحة من الحرية في المنطقة.

وتعتبر الحماية التي يوفرها الحزب بمثابة جسر استراتيجي في العلاقة بين جبل قنديل التابع لـ”بي كي كي” على الحدود العراقية الإيرانية وامتداداته في سوريا.

ويقدم الحزب تدريبا عسكريا لعناصر التنظيم الإرهابي القادمين من شمال سوريا، وكذلك يسمح للميليشيات الشيعية باستخدام السليمانية طريق عبور إلى سوريا.

سقوط مروحية يكشف التعاون بين الحزب و”بي كي كي”

ويظهر مدى التعاون بين الاتحاد الوطني الكردستاني و”بي كي كي” بمقتل 9 عناصر من التنظيم الإرهابي جراء تحطم طائرة مروحية بمدينة دهوك العراقية في 15 مارس/آذار 2023.

ومما يؤكد التعاون، قيام زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، بإرسال وهاب حلبجة، المعروف باسم “قائد مكافحة الإرهاب” إلى شمال سوريا يوم 22 مارس 2023 لحضور جنازة الإرهابيين الذين قُتلوا بحادث المروحية.

وكذلك فإن الزيارات المتكررة لزعيم “بي كي كي/ واي بي جي” فرحات عبدي شاهين الملقب بمظلوم عبدي، إلى السليمانية، وصور بافل طالباني وهو يعطي رسالة “الوحدة” في أوكار التنظيم الإرهابي شمال سوريا، من الدلائل التي تؤكد التعاون الوثيق بين الطرفين.

طالباني، دعا جميل بايك، أحد قادة “بي كي كي/ واي بي جي” وشاهين، إلى الاجتماع الذي عقده مع الأحزاب السياسية الكردية في منطقة دوكان بالسليمانية يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.

وكان الاجتماع مثالا آخر يسلط الضوء على التعاون بين الاتحاد الوطني الكردستاني وتنظيم “بي كي كي” الإرهابي.

وبينما يسعى الحزب للحصول على شرعية دولية لتعاونه مع “بي كي كي” تحت مسمى “القتال المشترك ضد داعش”، فإن التنظيم الإرهابي يواصل الاستفادة من الفرص التي يوفرها الحزب لتسيير شحنات الأسلحة واللوجستيات من مطار السليمانية إلى شمال سوريا.

الأنشطة الإرهابية لـ”بي كي كي” في السليمانية

ويقوم عناصر التنظيم بين حين وآخر بأعمال إرهابية على غرار حرق مباني الأحزاب السياسية بالسليمانية وضواحيها الخاضعة لحكم الاتحاد الوطني الكردستاني.

وبمظاهرات جرت في يناير/كانون الثاني 2020، دمر إرهابيو “بي كي كي” مباني حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وحركة كوران، والحزب الديمقراطي الكردستاني، ومقرات مرافق عامة، وأضرموا النار في مركز السليمانية ومباني بلدية حلبجة الجديدة ورانيا وقلديز.

كما أفادت الصحافة المحلية بالإقليم بأن إرهابيي “بي كي كي” خططوا للاستيلاء على العديد من النقاط في المنطقة خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 20 يوليو/تموز 2021.

وفي 16 أغسطس/آب 2023، نفذت الوحدة التي أنشأها تنظيم “بي كي كي” الإرهابي تحت اسم “الشابات المحاربات والشباب الوطني” أولى عملياتها الإرهابية، بإحراق الحقول والبساتين في قضاء رانية بالسليمانية.

وأكدت مسؤولة الحزب الديمقراطي الكردستاني هيفا جيلاني، في بيان حول الموضوع، أن “بي كي كي” “يريد نشر الفوضى والحرب في المنطقة” من خلال هذه الوحدة.

وبحسب تصريح دلشاد رشيد ميلا، عضو الهيئة التنفيذية العامة لحركة كوران (حركة التغيير في إقليم كردستان)، فقد شارك إرهابيون عراقيون من مناطق قنديل وجرميان والسليمانية في بنية الوحدة التي أنشأها “بي كي كي” في 2 أغسطس 2023 تحت مسمى “قوة الدفاع الذاتي الكردستانية”.

كما أشار رشيد ميلا إلى وجود صلة بين اغتيال قائد البيشمركة “ميرزا” في منطقة زاخو (محافظة دهوك) في 23 يوليو 2023، واستشهاد عثمان كوسه الدبلوماسي الذي يعمل في القنصلية العامة التركية في أربيل، وبين الأنشطة الإرهابية لهذه الوحدة.

وبحسب تصريح رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في دهوك علي عوني في أغسطس/آب 2023، قد يبدأ “بي كي كي” في المستقبل غير البعيد بإنشاء نقاط أمنية في السليمانية، ويقوم بتفتيش بطاقات الهوية حتى من المديرين التنفيذيين للاتحاد الوطني الكردستاني ومسؤولي الأحزاب السياسية الآخرين.

وجود “بي كي كي” في المنطقة يقوض اقتصاد السليمانية

وبالتوازي مع عثور “بي كي كي” على مساحة لنفسه في السليمانية، قامت تركيا بإغلاق مجالها الجوي للرحلات القادمة من المدينة والوافدة إليها، الأمر الذي كان له تأثير سلبي على اقتصاد المنطقة.

ومطار السليمانية الذي يعمل فيه آلاف الأشخاص، فقد حالياً وضعه “الدولي” بسبب الحظر الجوي الذي فرضته تركيا.

و”بي كا كا” تنظيم إرهابي ينشط في عدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران، وتقوم تركيا بمكافحته ردًا على هجمات يشنها ضد مواطنيها وقواتها.

زر الذهاب إلى الأعلى