التوقيع على 9 اتفاقيات تعاون بنهاية محادثات “أردوغان” في بيلاروسيا
وقّعت تركيا وروسيا البيضاء (بيلاروسيا)، اليوم الجمعة، 9 اتفاقيات تعاون في عدد من المجالات المختلفة، على هامش زيارة يجريها حاليًا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للبلاد لإجراء مباحثات رسمية.
وجاء توقيع الاتفاقيات المذكورة، عقب لقاء ثنائي جمع بين أردوغان، ونظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، مساء اليوم، بقصر “الاستقلال” بالعاصمة “مينسك”، تلاه مؤتمر صحفي مشترك عقده الجانبان، بحسب مراسل الأناضول.
وقال أردوغان، في تصريحاته إن المحادثات التي أجراها مع نظيره البيلاروسي، “شكلت فرصة لتقييم كافة جوانب التعاون الثنائي والقضايا ذات الاهتمام المشترك، فضلًا عن تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الاقتصادية، والتطورات الدولية الراهنة، وتم تتويجها بتوقيع 9 اتفاقيات”.
وأضاف أن البيان المشترك الذي تم توقيعه بين البلدين اليوم “يشكل خارطة مستقبلية للعلاقات بيننا”.
وأوضح أردوغان أنهما اتفقا على رفع حجم التبادل التجاري بين بلديهما ليصل إلى مليار دولار، بعد انخفاضه خلال الأعوام الثلاث الماضية من 520 مليون دولار إلى 400 مليون.
وأشار إلى أهمية البروتوكولات التي وقعها المسؤولون الأتراك مع نظرائهم البيلاروس، اليوم.
وأفاد أن البرتوكولات والاتفاقيات “تهدف لتعزيز التعاون الثنائي بين الجانبين في مجالات متعلقة بالزراعة، والطاقة النووية، والتعليم، والتجارة البينية، وغيرها من المجالات الحيوية”.
وشدد الرئيس التركي على أن البلدين سيتخذان “خطوات مهمة على صعيد التعاون في مجال القطاع المالي والمصرفي”.
وذكر أن المسؤولين المعنيين من الطرفين سيعقدون اجتماعًا للجنة الاقتصادية الحكومية المشتركة في النصف الأول من عام 2017.
واختتم تصريحاته بالقول “نأمل أن يشكل نهج رئيس بيلاروسيا المتسامح والمحتضن لهويات مختلفة مثالاً للعالم كله، خصوصًا للأطراف التي تسعى لإعطائنا دروسًا في الديمقراطية والتسامح وحقوق الإنسان لكنها تسعى لتقييد حقوق المسلمين وتتخذ خطوات في هذا الاتجاه في كل مناسبة”.
بدوره قال الرئيس البيلاروسي، لوكاشينكو، في المؤتمر الصحفي ذاته إن بلاده “تثمن الجهود التي تبذلها تركيا من أجل انتهاء الإرهاب في سوريا والعراق، وتحقيق الاستقرار في المنطقة”.
وتابع “سنعمل معًا على تطوير سياسات تساهم في تنمية المنطقة وتطويرها بما في ذلك سوريا والعراق، استنادًا إلى عامل المصالح المتبادلة”.
وعن مكانة تركيا بالنسبة لبلاده قال لوكاشينكو “تركيا شريكٌ جيدٌ بالنسبة لنا، ونمنح العلاقات معها أهمية خاصة”.
واستطرد قائلًا “تركيا وبيلاروسيا يلعبان دورًا مهمًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها”.
وعن مدى توافق الرؤى بين البلدين قال “ليس هناك أي نقطة نختلف فيها مع القيادة التركية، ولقد تناولنا في مباحثات اليوم عددًا من القضايا الإقليمية، وعازمون على تطوير التعاون بيننا في كافة المجالات”.
ولفت لوكاشينكو، إلى أن زيارة أردوغان الحالية لبلاده تعد أول زيارة لرئيس تركي، وأوضح أنها شكلت فرصة لتقييم جميع جوانب التعاون الثنائي.
وبخصوص العلاقت التجارية والاقتصادية بين البلدين، شدد شدد الرئيس البيلاروسي على أهمية رفع تلك العلاقات إلى أعلى مستوياتها.
وفيما يتعلق بالاتفاقيات الموقعة أكّد لوكاشينكو أنها “ستساهم في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فالتعاون مع تركيا مرحب به”.
وفي وقت سابق اليوم، استقبل الرئيس البيلاروسي نظيره التركي، بمراسم استقبال رسمية في قصر الاستقلال.
وأدلى أردوغان حينها بتصريحات أشاد فيها بمواقف بيلاروسيا، خلال الأزمة التي شهدتها العلاقات بين أنقرة وموسكو نهاية العام الماضي، على خلفية إسقاط مقاتلات تركية لطائرة حربية روسية اخترقت المجال الجوي التركي آنذاك.
كما افتتح أردوغان في وقت سابق اليوم مسجد “مينسك”، في العاصمة البلاروسية بحضور لوكاشينكو.
ومسجد “مينسك” يعود تاريخ بنائه، إلى عام 1890، وقد تعرض للهدم في عهد اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية بدعوى إنشاء فندق مكانه، فيما تولى وقف الديانة التركي إعادة بنائه عام 2014.
