ريـاضـيـة

الجزائر تفوز بكأس العرب للمرة الأولى في تاريخها

توّج المنتخب الجزائري المشارك بلقب كأس العرب لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على تونس 2-صفر في العاصمة القطرية الدوحة.

 

 

وسجّل هدفي الجزائر لاعب الصفاقسي التونسي السابق البديل أمير سعيود (99) وياسين إبراهيمي (120+5)، أمام مدرجات غصّت بأكثر من 60 ألف متفرج، بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي سبق أن شاهد مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع التي حسمتها قطر لصالحها أمام مصر بركلات الترجيح.

وهذا أول لقب للجزائر بعد مشاركتين سابقتين بتشكيلتين رديفتين أيضاً في 1988 و1998، فيما تجمّد رصيد تونس عند لقب وحيد في النسخة الأولى عام 1963 في لبنان.

 

ومنح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو الميدالية البرونزية للمنتخب القطري، كما قلّد التونسيين الميداليات الفضية بعدما اعتلوا المنصّة عبر جسر أقامه اللاعبون الجزائريون لتحية جيرانهم.

وبعدها، سلّم آل ثاني الكأس إلى الجزائر التي ستحصد خمسة ملايين دولار لفوزها بالبطولة، لتنطلق بعدها الألعاب النارية في محيط الملعب ذات التصميم العربي.

وكانت الجزائر، بطلة إفريقيا، بلغت النهائي بعد فوز دراماتيكي على قطر المضيفة 2-1 بهدف من ركلة جزاء سُجل في الدقيقة 17 من الوقت المحتسب بدل عن ضائع، فيما تأهلت تونس على حساب مصر بهدف عكسي في الرمق الأخير أيضاً.

وشارك منتخب الجزائر بتشكيلة شبه رديفة غاب عنها معظم المحترفين في أوروبا أبرزهم رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي، فضلاً عن جمال بلماضي الذي منح مهمّة التدريب لمجيد بوقرة مدرب منتخب المحليين.

أما تونس، فيغيب عنها لاعب وسط سانت اتيان الفرنسي وهبي الخزري.

– “عليك الفوز على الأفضل” –

ولم يشهد شوطا المباراة الأصليين أي أهداف للمنتخبين، رغم الفرص العديدة لبغداد بونجاح وياسين إبراهيمي من الطرف الجزائري، ونعيم سليتي ويوسف المساكني من تونس.

ولجأ المنتخبان إلى شوطين إضافيين، كان الأول منهما شوط السعد للجزائر، حينما افتتحت التسجيل في الدقيقة 99، بعدما هيأ بونجاح بكعب قدمه كرة للبديل أمير سعيود الذي سددها من خارج المنطقة في الزاوية اليمنى العليا للحارس التونسي.

وفي الدقيقة 111 من الشوط الإضافي الثاني، أضاع البديل محمد بلعربي فرصة إدراك التعادل لتونس، بتسديدة على الطائر من خارج منطقة الجزاء، خرجت إلى جانب القائم الأيسر.

ومثله زميله علي بن رمضان الذي سدد فوق المرمى في الدقيقة 115.

وطالب لاعبو تونس بركلة جزاء في الدقيقة 119، بداعي لمسة يد، غير أن الحكم لم يحتسبها.

وأجهز “محاربو الصحراء” على “نسور قرطاج” في الثواني الأخيرة من المباراة، عندما استغل إبراهيمي الذي اختير لاحقاً أفضل لاعب في البطولة، تقدّم الحارس التونس إلى مناطق الجزائريين بحثاً عن التعادل، ليسكن الكرة في المرمى الخالي (120+5) ويضمن فوز الجزائر باللقب.

وقال منذر الكبيّر مدرب تونس “توقعنا أن تكون مباراة متقاربة وقوية. قدّمنا مردوداً جيّداً وحصلنا على فرص للتسجيل. الفريق الذي سجّل أوّل هدف كان سيقطع شوطاً كبيراً نحو الفوز”.

أما بوقرة فأكد أنه “لم يكن لدينا الوقت للتحضير لهذه البطولة، أيام قليلة فقط. كي تكون الأفضل عليك الفوز على الأفضل”.

– قطر ثالثة على حساب مصر –

وبلسمت قطر جراحها بنيل البرونزية بعد فوزها على مصر في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، بركلات الترجيح 5-4، بعد تعادلهما سلباً استاد 974 في منطقة رأس ابو عبود في العاصمة الدوحة والتي شاهدها أيضاً أمير البلاد.

ويُدين “العنابي” بفوزه لحارس مرماه مشعل برشم الذي حرم “الفراعنة” من هزّ الشباك، وتألق في صد ركلتين ترجيحيتين.

وقال برشم، أفضل لاعب في المباراة وشقيق بطل العالم في الوثب العالي معتز “شعورنا لا يوصف عقب الفوز والظفر بالمركز الثالث… صحيح أني لم اشارك في المباريات السابقة، لكني كنت جاهزاً دائماً من أجل ان استثمر الفرصة التي تسنح لي كي أساعد المنتخب”.

من ناحيته، أكد مدرب قطر، الإسباني فيليكس سانشيس أن الفوز “تحقّق عن جدارة، قاتلنا حتّى النهاية وبذل اللاعبون قصارى جهدهم من أجل التمسك بحظوظنا”.

وأضاف بعدما احتفل بطريقة لم يعتد عليها عقب إهدار محمد شريف ركلة الترجيح الأخيرة “قدّمنا بطولة جيدة، لم نخسر سوى مباراة واحدة امام منتخب قوي (الجزائر) وفي وقت قاتل. تُعدّ البرونزية أمرا جيداً في بطولة قوية شهدت تواجد منتخبات لها باع طويل خصوصاً الافريقية منها”.

في المقابل، فشل المنتخب المصري، حامل لقب نسخة 1992، في ارضاء جماهيره بالمركز الثالث خصوصاً عقب خيبة أمل خروج لاعبي المدرب البرتغالي كارلوس كيروش من المربع الذهبي.

قال صانع ألعابه محمد مجدي “أفشة”: “لم يحالفنا الحظ، أهدرنا العديد من الفرص التي كانت كفيلة بمنحنا الأسبقية سواء في الوقتين الأصلي أو الإضافي، لكنا سعداء بما قدمناه في المجمل”.

وفي ركلات الترجيح، سجل لقطر كل من خوخي بوعلام، عبد الكريم حسن، أحمد علاء، أكرم عفيف، كريم بوضياف، فيما أهدر حسن الهيدوس.

وسجل لمصر كل من محمد مجدي افشة، عمرو السولية، أحمد فتوح، أكرم توفيق، فيما أهدر أحمد حجازي ومحمد شريف.

زر الذهاب إلى الأعلى