أخــبـار مـحـلـيـة

“الجزيرة” تستعرض تفاصيل مثيرة عن الوزير “فيدان”: عسكري واستخباراتي ولا يرتاح له الموساد!

هاكان فيدان، سياسي تركي وضابط سابق في القوات المسلحة ينتمي لحزب العدالة والتنمية، وأكاديمي متخصص في العلاقات الدولية، قاد جهاز الاستخبارات التركية، وكان أصغر من تولى تلك المهنة في دولته.

ويعد فيدان أحد الرجال المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أسند إليه قيادة الدبلوماسية التركية في الحكومة التي تشكلت بعد انتخابات 28 مايو/أيار 2023. وفق تقرير أعدته شبكة الجزيرة القطرية عن سيرته.

المولد والنشأة

ولد هاكان فيدان عام 1968 في العاصمة التركية أنقرة، وفي العاصمة ذاتها التي تعد مركزا للنشاط السياسي والدبلوماسي نشأ فيدان وتربى، وعاش بدايات حياته.

الدراسة والتكوين

تلقّى فيدان بواكير تعليمه في الأكاديمية الحربية وتخرّج فيها عام 1986 ثم درس في مدرسة اللغات التابعة للقوات البريّة، ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية من جامعة ميريلاند بالولايات المتحدة الأميركية.

ثم تابع دراسته في تركيا حتى حصل على الماجستير والدكتوراه من قسم العلاقات الدولية بجامعة بيلكنت.

كما درس في الأكاديمية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا، وأخذ دورات من معهد الأمم المتحدة لنزع السلاح، ومركز أبحاث تقنيات التحقق في العاصمة البريطانية لندن.

التجربة السياسية

دخل هاكان فيدان عالم السياسة والاستخبارات وخطف الأضواء وهو ما يزال في مرحلة مبكرة من عمره.

ففي عام 1986 انتسب ضابطا للقوات المسلحة، ولكنه استقال من الجيش بعدما أكمل دراسته الأكاديمية عام 2001 بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة الأميركية.

وعندما استقال من القوات المسلحة شغل منصب مستشار الشؤون السياسية في السفارة التركية بأستراليا.

وقد ظهر اهتمامه بالسياسة مبكرا، وتجلى ذلك في إنتاجه العلمي والأكاديمي، فقد كانت رسالته في الماجستير تحت عنوان “دور الذكاء في السياسة الخارجية” وكانت أطروحته للدكتوراه “الدبلوماسية في عصر التكنولوجيا المعلوماتية”.

وعام 2002، شغل منصب السياسة الخارجية وقضايا الأمن في رئاسة مجلس الوزراء فتعرف إلى دهاليز الإدارة وقضايا الأمن الخارجية.

وتولى لاحقا رئاسة جهاز الاستخبارات التركية عام 2010 وأسندت له الكثير من المهام الأمنية على المستويين الداخلي والخارجي، واكتسب ثقة الرئيس رجب طيب أردوغان وأوكل إليه التفاوض باسمه في أوسلو، كما قاد المفاوضات مع الجماعات الانفصالية من العام 2009 حتى انهيارها سنة 2011.

وخلال إدارته لجهاز الاستخبارات تدهورت العلاقات الأمنية بين إسرائيل وتركيا عندما قُتل نشطاء أتراك على سفينة “مرمرة”.

وفي فبراير/شباط 2012 استدعاه المدعي العام في إسطنبول للتحقيق معه على خلفية اتهامه بتجاوز صلاحياته الأمنية، فتم إصدار قانون يقضي بمنع التحقيق مع قادة أجهزة المخابرات بدون إذن من رئاسة الوزراء.

وإثر ذلك خرج رئيس الوزراء حينها رجب طيب أردوغان ووصف فيدان بأنه كاتم أسراره وهو مستقبل تركيا ويعمل بجد وإخلاص لصالح الدولة.

وعلى الصعيد الأمني والسياسي داخل تركيا اكتسب فيدان شهرة واسعة داخل الأوساط التركية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/تموز 2016.

وعلى صعيد العلاقات الدولية، تولّى مسؤولية التقارب مع النظام المصري فالتقى رئيسَ المخابرات المصرية عباس كامل في سبتمبر/أيلول 2022 في نيويورك وناقش معه سبل تحسين العلاقات بين البلدين.

وفي نفس الفترة قاد جولة من المفاوضات مع رئيس الاستخبارات السورية ومستشار الرئيس بشار الأسد للشؤون الأمنية علي مملوك، لإعادة العلاقات والثقة مع نظام الأسد.

ووفقا للصحافة الغربية، فإن فيدان هو المسؤول عن تحسين العلاقات مع العالم العربي وخاصة الإمارات ومصر وسوريا وليبيا.

وبتلك المهام التي تولاها إبان رئاسته لجهاز الاستخبارات التركي امتلك تجربة كبيرة في المفاوضات وإدارة الملفات الحساسة ذات الطابع الدولي.

لا يرتاح له الموساد

وتنظر الدوائر الرسمية في إسرائيل إلى وزير الخارجية التركي الجديد بكثير من الحذر، وتتهمه بالعمل على تدمير العلاقات التركية الإسرائيلية.

وعندما كان مديرا لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2010 نشرت الصحافة الإسرائيلية أن الموساد ينظر إلى فيدان بحذر وقلق، ويعتبره مهتما بإبعاد تركيا عن إسرائيل وتقريبها من إيران.

وسبق أن قالت الصحافة الأميركية إن فيدان قدّم للنظام الإيراني أسماء 10 جواسيس إسرائيليين يعملون في إيران.

الوظائف والمسؤوليات

بدأ فيدان في خدمة الدولة التركية وهو ما يزال في مرحلة مبكرة من عمره، ومن أهم الوظائف التي شغلها:

-عمل ضابطا في القوات المسلحة بوحدة التدخل السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” في الفترة الممتدة بين عام 1686 و2001.
-بعد استقالته من القوات المسلحة شغل منصب المستشار السياسي والاقتصادي في السفارة التركية بأستراليا.
-عُيّن رئيسا للوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” عام 2003 وبقي على رأسها حتى 2007.
-عمل عضوا في مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2007، كما عمل مسؤولا أمنيا في رئاسة الوزراء التركية.
-عُيّن نائبا لرئيس الاستخبارات العامة التركية في أبريل/نيسان 2010.
-وبعدها بشهر عُيّن رئيسا لجهاز الاستخبارات العامة وبقي في منصبه حتى عام 2023.
-عُيّن وزيرا للخارجية في الثالث من يونيو/حزيران 2023 عقب الانتخابات الرئاسية في تركيا.
-يلقي فيدان محاضرات أكاديمية في جامعة “بيلكنت” بأنقرة وجامعة “يدي تبيه” في إسطنبول.

زر الذهاب إلى الأعلى