مـنـوعــات

الحصير البلاستيك بمصر.. صناعة متميزة بملامح تركية

داخل مصنع صغير في محافظة الفيوم وسط مصر، يخطف العيون تطاير أعواد من البلاستيك من فوهات ماكينات تأخذ دورتها لإنتاج حصير متميز مع بعض الملامح من نظيره التركي.

يُعرف الحصير التركي في الأوساط المصرية بجودته المرتفعة وخاماته وألوانه المتميزة، وعلى خطاه يتقدم نظيره المصري مستوحيا منه أحيانا بعض الرسومات والألوان.

أجولة من خام البلاستيك، أشبه بكرات صغيرة للغاية كالخرز، وصباغات ألوان يبدأ أحد الصُنَّاع بتفريغها في فوهة ماكينة تعمل بالكهرباء على صهر هذه الكرات وتبريدها وإخراجها من طرف آخر على شكل أعواد.

في هذه المرحلة الأولى من تصنيع الحصير البلاستيك، تخرج الأعواد من الماكينات وكأنها مصبوغة بألوان، أشهرها الأحمر والأخضر والأصفر، فضلا عن قطعها بمقاسات حسب متطلبات المنتج النهائي.

في المرحلة الثانية تخضع هذه الأعواد للنسيج، وفيها تُجمع الألوان على شكل رسومات متميزة، عبر ماكينات يقوم عليها عامل فني بالمتابعة.

بعدها، يصل الحصير بألوانه ورسوماته إلى المرحلة الثالثة وهي الحياكة الطرفية والتجهيز والإعداد النهائي قبل النقل إلى أسواق محلية وخارجية.

وقال أحد الصُنَّاع في المعمل إن الحصير التركي معروف في الأسواق الخارجية ومطلوب بألوانه وخاماته ورسوماته وجودته.

وتابع: “بدأنا نعمل نفس المنتج بنفس الرسومات والخامات والألوان، والحمد لله استطعنا التواجد في أسواق خارجية، مثل ليبيا والجزائر والسودان وتشاد والمغرب وتونس”.

وأسعار الحصير البلاستيك المصري متنوعة حسب المقاس، ويتراوح سعر المتر بين 10 جنيهات و40 جنيها (أقل من 3 دولارات أمريكية).

وتشتهر مناطق عديدة في مصر بصناعة الحصير البلاستيك وبيعه محليا أو تصديره إلى الخارج.

ومنذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، عرفت مصر الحصير البلاستيك بعد شهرة في صناعة “الحصير البلدي” يدويا من نبات “السمار” بدأت تتوارى مع وصول ماكينات الحصير البلاستيك، الذي أصبحت مصر رائدة في صناعته عربيا وإفريقيا، وفق إعلام محلي.

وداخل مصر، يساعد الموروث الشعبي الريفي، الذي يستخدم الحصير البلاستيك كثيرا، في انتشار هذا الحصير في قرى الدلتا (شمال) والصعيد (جنوب) أكثر من المدن والحضر، بحسب المصادر ذاتها.

زر الذهاب إلى الأعلى