أخــبـار مـحـلـيـةمـنـوعــات

“الرماية التركية” من التراث الثقافي إلى المنافسات الدولية

رياضة الرماية بالقوس على الطريقة التركية القديمة، تلقى إقبالا كبيرا على تعلمها في 16 بلدا بينها دول في آسيا الوسطى وأوروبا.

فنتيجة التعاون بين معهد يونس إمره التركي وجمعية النشابين الأتراك، وابتداء من 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، جرت حملات للتعريف برياضة الرماية التركية في العالم من منظور ثقافي ورياضي وتاريخي.

ويهدف التعاون بين معهد يونس إمره وجمعية النشابين، لبناء مزيد من أواصر الصلة ومدّ الجسور الثقافية بين دول المنطفة، عن طريق تعليم أكبر شريحة من الشباب والشابات الرماية بالقوس على الطريقة التركية التقليدية.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها مراسل الأناضول من معهد يونس إمره، فقد افتتحت عدة دورات تعليمية لتدريب الراغبين في ممارسة الرماية، في 16 بلدا من بينها كازاخستان وصربيا ورومانيا.

ففي إسطنبول اختير 40 رياضيا لتدريبهم على الرماية بالقوس، وتلقوا تدريبات مكثفة لمدة أسبوع، في جمعية النشابين التركية.

وخضع المتدربون خلال الدورة لدروس عملية في فن الرماية وطرقها، ونظام احتساب النقاط.

وبعد انتهاء الدورة، وزعت على المشاركين شهادات تخرج، من قبل عضو الهيئة التأسيسة لجمعية النشابين الأتراك، بلال أردوغان ورئيسها حيدر علي يلدز ورئيس معهد يونس إمره، شرف أطاش.

وأرسلت جمعية النشابين بالتعاون مع معهد يونس إمره، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كراسات تعليمية لرياضة الرماية التركية ومشاهد مصورة ومعدات الرماية، إلى 16 بلدا لاقت فيها الرياضة إقبالا على تعلمها.

وفي الأسبوع الأول من شباط/ فبراير الماضي بدأت أولى الدورات التدريبية في البلدان الـ 16، وتستمر لمدة ثلاثة أشهر، حيث بلغ عدد الدورات 50 دورة، يشارك فيها 550 راميا.

وسيحظى الرماة المجتهدون في البلدان الـ 16 بفرصة المشاركة في المدرسة الصيفية التركية لعام 2018.

وفي أغسطس/ آب القادم، من المقرر أن يستعرض الرماة مهاراتهم، في دورة ألعاب العالم التركي.

وفي شهري نيسان/ أبريل وأيار/ مايو القادمين، ستنظم فعاليات الرماية التركية في عدة دول، وعلى هامش الفعاليات سيعقد مسؤولو جمعية النشابين مؤتمرات حول تاريخ الرماية التركي وأساليبها وفنونها، ومكانتها في الثقافة والتاريخ التركي.

ويزداد الإقبال على تعلم رياضة الرماية على الطريقة التركية على المستوى الدولي، حيث تلقت جمعية النشابين، طلبات لتعلمها من عدة دول، من بينها اتحاد النشابين في كازاخستان، واتحاد الجمعيات الرومانية، ومن المجلس الوطني لبوشناق السنجق (أقلية مسلمة في صربيا).

ويعتزم 8 من بوشناق السنجق، افتتاح دورة تعليمية للرماية التركية في بلادهم، في أبريل/ نيسان القادم، بعد تلقيهم التدريبات الكافية في إسطنبول.

تجدر الإشارة أنّ الأتراك اشتهروا بإتقانهم الرماية بكافة أشكالها عبر التاريخ، وهذا ما أكده الجاحظ (أبو عثمان عمرو بن بحر) في كتابه مناقب الترك.

ووصف الجاحظ في كتابه أطفال قبائل الغز (الأوغوز) التركمان في وسط آسيا، أنهم يصيدون على ظهور خيولهم الطير في بطن السماء.

زر الذهاب إلى الأعلى