أخــبـار مـحـلـيـة

السعودية والإمارات وقطر عون لتركيا بمواجهةالزلزال

 

شكلت قطر والسعودية والإمارات “جسرا إغاثيا تاريخيا” برا وبحرا وجوا، للتعامل مع كارثة زلزال تركيا الذي وقع قبل شهور، في تضامن واسع ودعم غير مسبوق شاركت فيهما دول الخليج الأخرى، تأكيدا لمعاني الأخوة والشراكة الاستراتيجية بين الدول الأشقاء وقت الأزمات.

والاثنين، شرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في جولة خليجية تشمل هذه البلدان الثلاثة، التي تجمعها علاقات قوية وشراكة استراتيجية مع تركيا.

وفي 6 فبراير/ شباط الماضي، ضرب زلزال مزدوج جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجات والثاني 7.6، وتبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين.

أولا: الإمارات

قدمت الإمارات جهودا كبيرة اختتمت في 13 يوليو/ تموز الجاري، بإعلان وزارة الدفاع الإماراتية، في بيان “تسيير 260 رحلة جوية، وإنقاذ عشرات الأشخاص ومساعدات إنسانية تجاوزت 15 ألف طن”، بختام مواجهة تداعيات زلزال ضرب تركيا وسوريا قبل أكثر من 5 أشهر.

وأفادت وزارة الدفاع، بانتهاء عملية “الفارس الشهم 2” التي نفذتها طوال 5 أشهر بناء على توجيهات رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “لدعم الأشقاء والأصدقاء المتضررين من الزلزال المدمر في كل من سـوريا وتركيا”.

وأسفرت عملية “الفارس الشهم 2” التي انطلقت في 6 فبراير 2023، عن “إنقاذ عشـرات الأشخاص من تحت الركام، وعلاج 13 ألفا و463 حالة”.

كما قدمت “مساعدات إنسانية بلغت 15 ألفا و164 طنا عن طريق الجسر الجوي الذي تضمن تنظيم 260 رحلة جوية، حملت على متنها 6912 طنا من مواد المساعدات العاجلة بما في ذلك الخيام والأغذية الأساسية والأدوية”.

بينما تم نقل 8 آلاف و252 طنا من المساعدات الإنسـانية باستخدام 4 سفن شحن، لنقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة، وفق المصدر ذاته.

فور الزلزال المدمر، أمر الشيخ محمد بن زايد بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال مناصفة بين تركيا وسوريا.

وفي التاسع من فبراير الماضي، وجهت رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الشيخة فاطمة بنت مبارك، والدة الرئيس الإماراتي، بتقديم 50 مليون درهم (13.6 مليون دولار) لدعم حملة “جسور الخير”، التي انطلقت لجمع تبرعات نقدية وعينية لمنكوبي الزلزال.

كما أرسلت أبوظبي إلى تركيا 3 فرق بحث وإنقاذ قوامها 134 شخصا، كما أقامت مستشفيين ميدانيين في ولايتي غازي عنتاب وهطاي جنوبي تركيا.

وتقديرا للجهود الإماراتية، منح الرئيس أردوغان، في 27 أبريل/ نيسان الماضي، فريق عملية “الفارس الشهم 2″، “وسام الدولة للتضحية”.

ثانيا: السعودية

بادرت السعودية عقب وقوع كارثة الزلازل، بجهود عديدة كان من أبرزها في الثامن من فبراير الماضي، حيث أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة (حكومي) “الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال بسوريا وتركيا”، فضلا عن جسر جوي، بعد توجيه من الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وعبر منصة “ساهم” الحكومية، وصل عدد المشاركين في الحملة إلى 3 ملايين و394 ألفا و796 متبرعا، من انطلاقها وحتى 13 يوليو الجاري، وفق ما تكشفه أرقام المنصة، بحصيلة 523 مليونا و561 ألفا و338 ريالا (139.5 مليون دولار).

وفي 23 يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت الرياض وصول الطائرة الإغاثية الـ17 إلى مطار غازي عنتاب ضمن الجسر الجوي السعودي “لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا، وتحمل على متنها 90 طنا من المواد الطبية”.

وسبقت ذلك رحلات مماثلة بعشرات الأطنان من المساعدات.

كما كان لافتا دعوة خطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس في خطبته وقت كارثة الزلازل إلى استمرار مساندة المتضررين في تركيا وسوريا.

ثالثا: قطر

ومنذ الساعات الأولى للزلزال، أعلنت قطر “تخصيص 10 آلاف منزل متنقل لإرسالها إلى المناطق المتضررة من كارثة الزلزال”، تضمنت الدفعة الأولى منها 306 بيوت مجهزة بالكامل للمعيشة، وتم تسليم آخر دفعة في يونيو الماضي.

وعقب أيام من الكارثة، ذكر ماجد الأنصاري متحدث الخارجية القطرية، أن “حجم مساعدات قطر الإنسانية لضحايا الزلزال في تركيا وشمال سوريا بلغ نحو 253 مليون ريال (نحو 70 مليون دولار) تشمل مساعدات غذائية وطبية وغيرها”.

المسؤول القطري لفت وقتها إلى أن حملة “عون وسند” الإغاثية العاجلة لمتضرري الزلزال “جمعت في ليلة واحدة 168 مليون ريال ( 46 مليون دولار) بما فيها تبرع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمبلغ 50 مليون ريال (14 مليون دولار) لصالح الحملة”.

وخصص “الهلال الأحمر القطري” مليون دولار، وأطلق حملة لتوفير مساعدات بـ 10 ملايين دولار لمنكوبي الزلزال، كما تم تسيير عشرات الرحلات الإغاثية المحملة بالمساعدات.

وأكملت الدوحة إقامة 3 مستشفيات ميدانية بمناطق الزلزال المنكوبة.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، أول قائد دولة يزور تركيا بعد حدوث الزلزال.

وفي 13 يوليو الحالي، قال الرئيس أردوغان، إن التكلفة الإجمالية للأضرار الناجمة عن الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا في 6 فبراير الماضي، تقدر بـ104 مليارات دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى