أخبار الهجرة و اللجوء حول العالم

السوريين في تركيا يطالبون بالاستقرار الكامل .. إمّا الجنسية أو التهريب!!

رغم مرور أكثر من ست سنوات على لجوء آلاف السوريين إلى تركيا، لم تسمح لهم الظروف السياسية والأمنية بالاستقرار بشكل فعلي، ولسان حال البعض منهم: “حبذا لو نعرف ما هو مصيرنا الترحيل لسوريا أم منحنا #الجنسية_التركية”.

 

وتبدو خيارات السوريين بتركيا محدودة جداً لتحقيق الاستقرار إضافة لكونها صعبة المنال، فهناك من يفكر بـ #الهجرة نحو #أوروبا وهناك من يحاول الاندماج بالمجتمع التركي، وقد بدأ بتعلم اللغة التركية بل وهناك قسم منهم أتقنها بشكل تام.

وقت ضائع

تتابع (فاطمة) البالغة من العمر 24 سنة، عملها ضمن ورشة للخياطة بدوام يومي (حوالي 10 ساعات عدا الإضافي) دون أن تحقق أي تقدم بحياتها، تقول لـ (الحل نت): “الحياة بتركيا صعبة للغاية علينا كسوريين، رواتبنا قليلة جداً فقط لأننا لاجئين، نعمل لكي نأكل ونشرب ولا يسمح لنا الوقت بإحراز أي تقدم في حياتنا”.

درست (فاطمة) اللغة الإنكليزية بجامعة حلب ولكنها لم تستطع إكمال دراستها، وعندما قدمت إلى #تركيا مع عائلتها اضطرت للبحث عن أي عمل من أجل المشاركة بمصروف المنزل.
وتضيف، “نتمنى لو كنا نعامل كلاجئين ففي النهاية هناك برامج إعادة توطين ونعرف أن نهاية الطريق #الاندماج بالمجتمع التركي والحصول على الجنسية، ولكننا لسنا مواطنين أتراك ولسنا لاجئين بل ضيوف كما يقولون ولا نعرف ما هو مصيرنا”.

على عكس حال (فاطمة)، اشترت عائلة سورية في #غازي_عنتاب منزلاً بعد أن حصل أفرادها على الجنسية التركية، يقول أسامة (36 سنة) وهو أحد أفراد العائلة: “نعيش ثلاث عائلات في منزل واحد ونعمل أنا وإخوتي الثلاثة بمجال الإنشاءات أما أخي الرابع فيعمل بالمطاعم، تمكنا من جمع المال خلال أربع سنوات عمل متواصلة واشترينا منزلاً منذ شهرين”.

ويكمل، “لا نفكر بالعودة إلى سوريا خاصة أننا جميعنا نتحدث اللغة التركية وأغلب أقاربنا متواجدين في تركيا، حتى أن والدي عرض منزلنا في حلب للبيع”.

بانتظار الربيع

تبدو طموحات السوريين في تركيا مختلفة حسب الواقع المفروض عليهم والرغبات التي يتطلعون لتحقيقها، فبينما يجتهد البعض للاستقرار في تركيا ينتظر آخرون تغير المناخ للمضي بطريق أوروبا.

خلال اتصال هاتفي مع شاب يدعى (محمد علي) ويبلغ من العمر (34 سنة) سألناه عن وضعه المعيشي في تركيا وماذا يخطط لفعله ليجيب باختصار: “انتظر أن يكسر برد الشتاء قليلاً حتى أخرج مع عائلتي من تركيا قاصدين #ألمانيا، فالمستقبل في تركيا لنا كسوريين معدوم وسيبقى وضعنا كذلك بل نخشى أن يتحول للأسوأ”.

ويتابع حديثه، “رغم أنني أتقن اليوم اللغة التركية ويمكنني إيجاد عمل بتركيا ولكن مهما كانت طبيعته فلن يحقق لي الاستقرار، هذا عدا أن أقاربي استقروا منذ عام 2015 في دول أوروبا، وكنت من النادمين أنني لم أخرج معهم آن ذاك”.

وحسبما أخبرنا به الشاب، فإنه “يدخر مبلغاً من المال لتغطية تكاليف التهريب نحو اليونان ومنها يكمل الرحلة إلى ألمانيا، موضحاً أنه كلما تأخر وجوده بتركيا يضطر لصرف بعض مدخراته من المال”.

خلال إعداد المادة تواصلنا مع عدد من السوريين ومن بينهم (مهند) وهو عسكري منشق عن النظام وكان قد اعتقل في صيدنايا بسبب انشقاقه ومن ثم أفرج عنه ليهرب قاصداً اللجوء إلى تركيا، حيث يقول: “أعمل حالياً بمكتب للدعاية والإعلان وتعلمت التركية ورغم ذلك الحياة صعبة جداً هنا، صحيح أنني أشعر بنسبة أمان أكبر هنا ولكن المستقبل غامض ولا نعرف ما سيحلّ بنا في الأيام القادمة”.

الجدير ذكره أن مسألة اللاجئين السوريين في تركيا تتعاظم مع مرور الوقت في ظل ازدياد أعدادهم وعدم وضع خطط مجدية لإدماجهم بالمجتمع التركي أو العمل على إعادة توطينهم ببلدان أخرى، في الوقت الذي قاربت فيه أعداد مواليدهم النصف مليون مولود، وتجاوزت أعدادهم حاجز 3.6 مليون لاجئ سوري وفق الإحصائيات الرسمية.

 

 

موقع الحل

زر الذهاب إلى الأعلى