أخــبـار مـحـلـيـةسيـاحـة وسفـر

السياحة في جزيرة “بيوك أدا” التركية بنكهة انتخابية !

ما أن تحط السفن القادمة من إسطنبول رحالها على جزر الأميرات حتى يبادر مجموعة من المتطوعين الذين تفرغوا خلال الأسابيع الماضية للترويج للاحزاب المتنافسة ومرشحيهم لانتخابات الرئاسة التي تشهدها تركيا اليوم 24 يونيو/حزيران الجاري.

يمضي المتطوعين ساعات نهارهم على شواطئ الجزيرة السياحية في بحر مرمرة جنوب إسطنبول، لكن وجودهم فيها يختلف عن الآلاف من غيره.وتبعد جزر الأميرات، وعددها تسع أكبرها “بيوك أدا”، مسافة ساعة ونصف الساعة بالسفينة عن أقرب ميناء في إسطنبول، ولا يقصدها الزوار إلا للاستجمام والتنزه.

لكن ذلك لم يضع الجزر التي يتم التجول فيها عبر مركبات الخيول (الحنطور) بمنأى عن سخونة حملات الدعاية الانتخابية، التي ترتفع حدتها يوماً تلو آخر لتشمل كافة مناشط حياة الأتراك ومن بينها قطاع السياحة.

فأينما توجّه السائح بنظره على الجزيرة، يرى ملامح الدعاية الانتخابية حاضرةً بقوة وسط المرافق السياحية التي لا تحمل ملامح للنشاط السكاني سواها، لكنها تبلغ ذروتها في الميناء.

ويؤكد المتطوعون أن للجزر مكانة اعتبارية مهمة لدى الأتراك، مبينا أنها من المواقع السياحية الأساسية التي تستقبل الزوار المحليين بنسب لا تقل عن السياح الأجانب، مما يجعل مخاطبتهم أمراً بالغ الأهمية لنشطاء الأحزاب التركية.

ومنحت الحملات الانتخابية النشطة الجهود الرسمية والشعبية التي تشهدها تركيا لإنعاش حركة السياحة زخمًا لافتا، بالتزامن مع عطلة عيد الفطر ودخول فصل الصيف الذي عادةً ما ترافقه حركة سياحة داخلية واسعة في تركيا.

وينتشر نشطاء الأحزاب والقوى السياسية التركية في المرافق السياحية المختلفة، ينصبون فيها خيامهم ويقيمون احتفالاتهم، محاولين الوصول إلى الجمهور الباحث عن الترفيه في فسحة السياحة التي تشكل مصدرا مهما للدخل القومي في البلاد.

ورغم سخونة الأجواء الانتخابية وحدة التنافس، فإن حملات القوى المختلفة ترتص في المكان ذاته بوداعة كاملة ودون مشاجرات.

وفي ميناء بيوك أدا أيضاً بالكاد يميز الزائر الحدود الفاصلة بين خيام حملة حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعوب الديمقراطي الكردي وحزب الشعب الجمهوري المعارض.

ويحدث أن يأخذ الحماس النشطاء لينخرطوا مع مناصريهم في طقوس احتفالية عفوية تختلط فيها أصوات الموسيقى مع دقات أرجل الشباب الذين يؤدون الرقصات التقليدية التركية، على وقع كلمات تمجّد الأحزاب التي يدعمونها.

ولا يختلف الحال في مواقع تركيا السياحية الأخرى، التي أصبحت لافتات الانتخابات جزءاً من معالمها التي يحفظها المكان عن ظهر قلب.

زر الذهاب إلى الأعلى