لم تقتصر التحركات التركية في حدودها الجنوبية، خلال الأشهر الماضية، على الجبهة السورية والمعارك التي شنتها ضد ميليشيا قسد وحزب “pkk” فحسب، وإنما كان لجبهة العراق اهتمام تركي كبير تخللتها زيارات متعددة بين مسؤولي الطرفين، وزيادة التموضع العسكري التركي في العراق رغم معارضة دولية ومطالبات بالانسحاب.
وشهدت الأسابيع الماضية زيارات مفاجئة بين مسؤولي البلدين، حملت وراءها دلالات عدة لعل من أبرزها الاستعداد لمعركة في الأراضي العراقية ضد ميليشيا “PKK”في منطقة سنجار القريبة من سوريا والتي تتموضع فيها الميليشيا.
وآخر هذه الزيارات كانت، الإثنين الماضي، لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار الذي زار العراق بشكل مفاجئ إلى جانب رئيس الأركان العامة الجنرال يشار غولر، وعقد اجتماعات مع الرئيس برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى كاظمي و وزير الداخلية عثمان غانمي والعديد من المسؤولين العراقيين.
وأكد أكار أن “التعاون والتنسيق يلعبان دورا هاما في مكافحة التنظيم الإرهابي حزب العمال الكردستاني”، معرباً عن استعداد بلاده لدعم العراق.
في حين شدد الكاظمي على رفض العراق أي تهديد أو نشاط إرهابي يستهدف الجارة تركيا، انطلاقاً من الأراضي العراقية، وبيّن أن قدرة العراق على معالجة هكذا تهديدات إنما تتعزز عبر استمرار فرض القوات الأمنية العراقية لوجودها، في كل نقطة من الأراضي العراقية.
وعقب عودته من العراق أكد أكار، بحسب وسائل إعلام تركية، أن “التعاون التركي- العراقي وتعاون تركيا- أربيل، سيؤدي إلى عدد من التطورات الحاسمة في مكافحة الإرهاب”.
وأكدت الصحيفة أن أربعة فصول حاسمة برزت إلى الواجهة خلال الاتصالات مع العراق، وهي “تدريب الجيش العراقي، ومكافحة الإرهاب، واقتراح عملية مشتركة في سنجار تكون مبادرته في العراق، والقواعد العسكرية التركية في العراق”.
ونقلت الصحيفة عن أكار قوله إن “هدف تركيا هو إنهاء مشكلة حزب العمال الكردستاني، وضمان أمن حدودنا، والعيش في سلام ورخاء مع جيراننا”.
ثلاث مراحل للمعركة
أما المرحلة الثانية، بحسب الكاتب، ستتجه أنقرة إلى اقتتال مع حزب “pkk” في داخل سوريا والذي يؤدي إلى اصطدام مع واشنطن، أما المرحلة الثالثة، ستكون الترميم والتطبيع وتعزيز خط التواصل بين أنقرة وموسكو بشأن المحادثات السورية”.
“pkk” قلق
كما أشارت الصحيفة إلى أنه عقب الزيارة صدرت تعليمات لجميع أعضاء “حزب العمال الكردستاني” في المنطقة بتوخي الحذر.
من جهته أكد وزير الدفاع التركي عقب عودته من العراق، بحسب وسائل إعلام تركية، أنه “بخصوص إبعاد الإرهابيين من سنجار، نتابع عن كثب لقد عبرنا للأطراف عن استعدادنا لتقديم الدعم إذا طلبوا الدعم”.
ويأتي ذلك تزامناً مع تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه خلفاً للرئيس دونالد ترامب، وسط ضبابية في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه تركيا وتحركاتها في المنطقة وخاصة في سوريا ضد ميليشيا” قسد” التي تعتبر واشنطن من أكبر الداعمين لها.