أخــبـار مـحـلـيـة

الصحف المصرية .. ترامب وبوتين يطردان الأتراك من ليبيا .. مالقصة ؟

– صحف ومواقع مصرية بلغ تلفيقها للأخبار حد أن تتحدث عن اتصال بين رئيسي أكبر دولتين بالعالم، وهو اتصال لم يحدث في الأيام الماضية. 

– آخر اتصال بينهما كان في 23 يوليو/تموز الماضي، وهو اتصال هاتفي لم يتطرق إلى أي ملف من ملفات المنطق بما فيها الملف الليبي كما زعمت تلك الصحف والمواقع أو غيره. 

– صحيفة “الموجز” المصرية المعروفة بموقفها المؤيد لسلطة الانقلاب المصرية، هي أول من اختلقت خبرا لا أصل له، مستندة إلى تقارير قالت إنها أمريكية، لكنها لتمرير كذبتها لم تذكر مصدر هذه التقارير ولا المواقع التي نشرتها. 

 

 

اختلقت صحف مصرية خبرا لا أصل له، استندت فيه إلى ما زعمت أنها “تقارير أمريكية” تحدثت عن اتفاق روسي أمريكي على إخراج القوات التركية والفصائل الحليفة لها من ليبيا.

وعنونت تلك الصحف خبرها الذي وصفته بأنه “عاجل” وادعت أنه “لأول مرة ترامب وبوتين يتفقان على طرد أردوغان من ليبيا”.

وبحسب متابعة فريق “مرصد تفنيد الأكاذيب” كانت صحيفة “الموجز” المصرية المعروفة بموقفها المؤيد لسلطة الانقلاب المصرية، هي أول من نشرت الخبر “المُختلق” لتتداوله بعد ذلك حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية وصحف أخرى، معظمها مصرية.

وقالت صحيفة “الموجز” في تفاصيل الخبر إن “تقارير أمريكية” قالت “أن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا علي طرد ميليشيات تركيا من ليبيا. وكشفت التقارير أنه لأول مرة يتفق الزعيمان على التوحد من أجل وقف تدخلات الرئيس التركي رجب أردوغان في ليبيا”.

ps://www.elmogaz.com/627655htt

وتناقلت حسابات مصرية على موقع “تويتر” الخبر الذي حظي بتفاعل “محدود” بنفس صياغة عنوان خبر الصحيفة المصرية.

https://twitter.com/MemoYasino/status/1293430607545065472?s=20

وكذلك نقلته حسابات وصفحات على موقع الفيسبوك، منها صفحة “جريدة القرار الدولى للجميع”، وهي مصرية أيضا.

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=2730859030493543&id=1660526704193453

ومن خلال متابعة فريق المرصد مواقع إخبارية عربية وأجنبية، والمواقع الرسمية للإدارة الأمريكية والحكومة الروسية، لم يجد الفريق أي إشارة من قريب أو بعيد لهذا الخبر تصريحا أو تلميحا من مسؤول أمريكي أو روسي، بل وحتى الصحف لم تتطرق إلى أمر كهذا يتعلق برغبة روسية أمريكية على أي صعيد كان لإخراج القوات التركية من ليبيا، وهي قوات من خبراء ومستشارين عسكريين تواجدت بموجب اتفاقية أمنية بين الحكومة التركية والحكومة الليبية الشرعية المعترف بها من الأمم المتحدة.

ومن خلال المتابعة فإن آخر اتصال جرى بين الرئيسين الأمريكي والروسي كان في 23 يوليو/تموز الماضي وتحدثت عنه وسائل الإعلام الروسية والأمريكية.

ونقلت وسائل إعلام روسية بيانا عن الحكومة الروسية أن الرئيسين ناقشا عبر اتصال هاتفي قضايا تتعلق بالاستقرار الاستراتيجي والحد من التسلح، وفق بيان المكتب الصحفي للكرملين الذي جاء فيه أنهما ناقشا “موضوع معاهدة خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها. وتطوير التعاون التجاري والاقتصادي الروسي الأمريكي. كما تم تقييم التعاون في مكافحة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد بشكل إيجابي”.

أما البيت الأبيض فأصدر بيانا قال فيه إن دونالد ترامب “أبلغ بوتين أنه يرغب في تجنب سباق تسلح مكلف مع روسيا والصين، ويأمل في حدوث تقدم على صعيد مفاوضات الحد من الأسلحة. وأنه جدد التأكيد على أمله في تفادي سباق تسلح ثلاثي مكلف بين الصين وروسيا والولايات المتحدة، كما عبر عن تطلعه إلى حدوث تقدم بخصوص المفاوضات القادمة في فيينا بشأن الحد من الأسلحة”.

وأضاف أن الزعيمين بحثا كيفية التغلب على جائحة فيروس كورونا مع مواصلة إعادة فتح الاقتصادات العالمية.

إذن لم يتطرق الرئيسان إلى أي ما يتعلق بالملف الليبي أو أي قضية أخرى تخص منطقة الشرق الأوسط، والسؤال: من أين جاءت الصحف المصرية بما “زعمت” أنها نقلت عن تقارير أمريكية؟، وأين نُشرت تقارير مثل هذه تتحدث عن اتصال بين رئيسي أكبر دولتين بالعالم، الولايات المتحدة وروسيا؟

زر الذهاب إلى الأعلى